الرئيسية / المقالات / استطلاعات “أبوزلطة” وفكرة البديل بقلم: د.عز الدين الكومي

استطلاعات “أبوزلطة” وفكرة البديل بقلم: د.عز الدين الكومي

مع مظاهر الفشل التى يمر بها النظام الانقلابى، وتفاقم الأزمة الاقتصادية الطاحنة، ونقص المواد الغذائية وغلاء الأسعار، وعدم وجود أى بارقة أمل تلوح فى الأفق لإصلاح هذا النظام الفشل، لأن الله لايصلح عمل المفسدين!!

طرح عدد من نشطاء السبوبة وشباب الثورة كما يزعمون، حلولا للخروج من الأزمة الراهنة، وقد تباينت هذه الطروحات ما بين انتخابات مبكرة، أو انقلاب على الانقلاب، أو تشكيل مجلس رئاسى من عسكريين ومدنيين، أومدنى بخلفية عسكرية، أو تشكيل فريق وطنى لخوض انتخابات 2018، إلى ما هنالك من الحلول التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، والتى لا تخرج فى مجملها عن الاعتراف بشرعية النظام الانقلابى، والتسليم بالأمر الواقع حسب نظرية كاتريثن أشتون!!

لكن الذى لفت نظرى من بين تلك الدعوات دعوة لقيطة أطلقها نشطاء السبوبة، وتطرح اسم المستشار هشام جنينة كأحد بدائل زعيم عصابة الانقلاب في الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر لها 2018!!

والطريف أن من تزعم هذا الطرح أبوزلطة، رئيس لجنة الشباب بحملة قائد الانقلاب الانتخابية، وحاول أبوزلطة تسطيح القضية قائلا: باقى على انتخابات 2018 أقل من سنتين وفكرة عدم وجود البديل يرسخها النظام بأبواقه وأجهزته والناس نائمة وملهية في السكر والتوك توك!!

وفيه ناس كتير بتقول قائد الانقلاب مش هايكمل قبل 2018، ما فكرتوش هايرحل إزاي؟ ده مش مبارك ولا مرسي؟ والجيش هو مدخله طرف في المعادلة ربنا يستر!!

هل مواصفات المرشح القادم هي الكفاءة والأهلية فقط؟ يجب أن يكون شجاعا ويتحمل قذارات إعلام النظام ولجانه يعني جلده تخين جدا!!

وقام أبوزلطة بعمل استطلاعين، وطرح بعض الأسماء وأعلن أن فكرة الاستطلاع تقوم على طرح سؤالين: هل تؤيد ترشيح المستشار هشام جنينة لرئاسة مصر في 2018؟ لو ترشح المستشار هشام جنينة للرئاسة في 2018 هل سيكون منافسا قويا لقائد الانقلاب ونظامه؟

وقال: إن القصد من هذه الاستطلاعات هو تحريك فكرة البديل الميتة إكلينيكيا ويريد النظام وإعلامه دفنها الفكرة حاليا أهم من الأشخاص!!

وعلى ما يبدو أن اللعب صار على المكشوف، لأن هذا الجنينة الذين يسعون لتسويقه على أنه بطل الأبطال هو انقلابى بامتياز، فهو الذى تمنى على المواطنين أن يضعوا ثقتهم في زعيم عصابة الانقلاب، واصفا إياه بأنه الذي حمل روحه على كفه، هو وجنود مصر المخلصين؛ ليذودوا عن الشعب المصري عندما أراد التغيير في 30 يونيو، والمؤسسة العسكرية انتصرت للشعب، وأطاحت بحاكمين، فالجيش وطني مخلص، ويرعى حق الشعب، منددا بالانقسامات والتخوين والاتهامات ومحاولة زعزعة الجبهة الداخلية!!

ولم يكتف بهذه الأمنية، بل يطالبنا بأن نمنح الثقة المطلقة لزعيم عصابة الانقلاب، كما لو كان تفويضه للقتل وسفك الدماء والاعتقال والاغتصاب غير كاف فى نظره فيحتاج إلى منحه ثقة أكبر، قائلا: يجب أن نثق في هذا الرجل، وفي أداء من حوله من المؤسسة العسكرية الشريفة التي انتصرت للإرادة الشعبية، ولم تنتصر لحاكم، وأطاحت بحاكمين انتصارا للإرادة الشعبية!!

ويقول عن نفسه: أنا أثق تماما في زعيم عصابة الانقلاب، وفي نواياه الصادقة لأني أعلم مدى صدقه في توجهه لمحاربة الفساد، لكن من الواضح أن لوبي الفساد قوي بشكل خطير لدرجة أنه أصبح يخيف المسؤولين في الأجهزة الرقابية!! فكيف يحارب الفساد وهو زعيم عصابة المفسدين!!

وأنه رهن إشارة زعيم عصابة الانقلاب وإنه يطمح في مقابلته والحديث معه بشأن قرار وملابسات التحقيق معه ومحاكمته وتقريره عن حجم الفساد الذي وصل إلى ستمائة مليار جنيه!!

وحاول إطراء زعيم عصابة الانقلاب قائلا عنه: إنه حريص على عدم التدخل في شؤون القضاء، ويربأ بالقضاء المصري أن يسيس، وأن يتخذ مخلب قط للتخلص من أي مواطن في هذا البلد يرعى الله في عمله ويقول الحق!!

وكأن هذا الجنينة لم يطلع على أحكام الإعدامات بالجملة والقطاعى، وأحكام المؤبد على الأطفال والنساء فى محاكمات هزلية، تفتقد لأبسط قواعد العدالة أصدرها القضاء الشامخ على مرأى ومسمع من العالم أجمع!!

كما لم يسمع عن كيفية الحكم فى القضايا الملفقة -من قضاة جهنم- عن طريق المكالمات الهاتفية، مما حدى بالبعض أن يطلق عليها الحكم بعد المكالمة، كما جاء فى تسريبات المعلم عباس ترامادول التى بثتها قناة مكملين!!

وواضح من وصلات النفاق الصريح التى لا تحتمل تأويلا سوى الخنوع والذلة والمداهنة من هذا الجنينة للنظام الانقلابى، لمجرد أنه كشف تقريرا عن الفساد الذى يضرب بأطنابه فى كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها موسسة العسكر التى يصفها بالشريفة ومؤسسة القضاء التى يصفها بالجليلة والمؤسسات الأمنية، والتى شعر بمدى حزنهم واستيائهم على حاله ويشكرهم على روحهم الطيبة فى تعاطفهم وتوادهم معه عندما كان فى التخشيبة!!

ولما كان الأمر يتعلق بشخص يلفه الغموض، فهو الوحيد الذى بقى فى موقعه بعد الانقلاب العسكرى مما يلقى بظلال كثيفة من الشك حول علاقته بالنظام الانقلابى!!

فقد قال المستشار وليد شرابى: هذا رد مني على الأحباب الذين انتقدوا موقفي من جنينة متأثرين بإعلام لم يكن موضوعيًّا أو موجهًا حينما أرد أن يخلق منه بطلاً من لا شيء.. هشام جنينة يا سادة لا يساوي ظفر محمود الخضيري!!

وقد صدقت رؤيتي في شخصك بحديثك الأخير لقناة العربي الجديد، الذي برأت فيه قائد الانقلاب من أي تهمة فساد وعبرت عن قيمتك الحقيقية بالنسبة له بأن قلت إنك رهن إشارة زعيم عصابة الانقلاب إذا رغب في مقابلتك!!

وبعد كل هذا يأتى أحد الأدعياء من نشطاء السبوبة ليسوق لنا جنينة ليكون مرشح شباب الثورة لأنه البطل الذى أماط اللثام عن فساد النظام!!

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *