طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمحاكمة الثمانية عشر متهما المتورطين في قتل الصحفي التركي جمال خاشقجي لمحاكمتهم في تركيا، لافتا إلى أن المملكة العربية السعودية مسئولة عن الأمر “من أسفل السلم إلى أعلاه”، مؤكدا أنه لن يتهاون في مطاردة المسئولين عن قتل الصحفي التركي، وشدد الرئيس التركي على ثقته في مصداقية الملك سلمان، وأنه في انتظار الكشف عن المتورطين الحقيقيين، وأن تحميل المسئولية لرجال أمن ومخابرات لن يكون مطمئنا.
وفي الكلمة التي ألقاها أردوغان اليوم الثلاثاء، أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية”، أكد أن بعض موظفي القنصلية السعودية سافروا للسعودية ثم رجعوا لتركيا لاغتيال خاشقجي، ويوم 1 أكتوبر وصل فريق آخر من السعودية للقنصلية ذهب إلى إحدى الغابات والتقى الـ15 شخصا بالقنصلية.
تفاصيل ما حدث
وأضاف الرئيس التركي: تم تأكيد الموعد، وانتقل خاشقجي للقنصلية، وانقطعت الأخبار عنه، وفي 5,50 دقيقة أبلغت خطيبته السلطات التركية بأنه دخل القنصلية ولم يخرج وبدأنا التحقيقات، وأنه بعد الجريمة تم نقل شخص يشبه خاشقجي بالخروج من القنصلية ورفضت السلطات السعودية أن يكون جمال قد قتل وتم استدعاء مراسل “رويترز” للداخل.
وتابع أوردغان كلمتة قائلا: جهات التحقيق حصلت على وثائق وأدلة جديدة بعد ذلك وزار تركيا مسؤولون سعوديون وأكدوا أن السعودية ستفتح باب القنصلية، مشيرا إلى أن يوم 14 أكتوبر اتصلت بالملك سلمان وقدمت له معلوماتنا الأولية وطلبت تشكيل فريق عمل مشترك، وأكدت له أن القنصل السعودي لا يتحلى بالكفاءة وبعدها بيوم تم عزله ورجع إلى بلده.
وواصل الرئيس التركي: بعد 17 يوما من الجريمة أكدت السعودية مقتل خاشقجي، وذكروا أنه مات نتيجة شجار بمبنى القنصلية، وفي نفس الليلة أبلغني الملك سلمان بالقبض على 18 شخصا منهم 15 ممكن جاءوا لإسطنبول وثلاثة من السعودية.
مطالبة بالتسليم والتحقيقات مستمرة
واعتبر أردوغان أن جريمة القتل وإن كانت وقعت في مبنى القنصلية إلا أننا لا ننسى أنه يقع في تركيا ومعاهدة فيينا والقوانين الدولية لا تمنع إجراء تحقيق في مثل تلك الجريمة، ونقوم بواجبنا في هذا الشأن، وأن العلمية لم تكن عفوية، بل مخطط لها وبشكل بشع.
وشدد على أن خاشقجي صحفي شهير، وأن ذلك يحتم علينا مسؤولية الوصول إلى القتلة في القضية التي أصبحت قضية إنسانية تهم العالم كله.
وأكد أردوغان أن الأدلة والبراهين تثبت أن خاشقجي قتل بوحشية جرحت ضمير الإنسانية وإدارة السعودية اتخذت خطوة مهمة وأطالبها بالكشف عن كافة المتورطين من أسفل السلم لأعلاه، مجيبا على تساؤلات العالم أنه لا يمكن غلق الملف دون الإجابة عن تلك الأسئلة المهمة.
وكشف أن إقرار السعودية بمقتل خاشقجي داخل القنصلية خطوة مهمة، وأن مقتل خاشقجي وقع في إسطنبول ومن حقنا التحقيق فيه، معتبرا أن الحملات الإعلامية التي استهدفت تركيا في بداية التحقيقات لم تحدنا عن إجراء تحقيق عادل وشفاف.
رسائل مهمة
واعتبر مراقبون أن مطالبة أردوغان بلجنة تحقيق دولية لتحقيق العدالة، ومطالبته بتسليم المتهمين، ورفض الرواية السعودية بأن ما حدث مجرد شجار، هي النقاط الأبرز في كلمة أردوغان التي كان الكثيرون يتوقعون أن تتضمن الكثير من الأسرار الجديدة عن الجريمة.
ولفت المراقبون إلى أن السعودية قد تقوم بتوضيح بعض الأمور بعد الروايتين اللتين قدمتهما قبل ذلك، وأن الأمور تتداعى إلى ضرورة الكشف عن المتورط الحقيقي بتوجيه الفريق الأمني لقتل خاشقجي بعد أن تأكد الجميع أن محمد بن سلمان هو الذي يقف وراء الجريمة.