الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / “ستراتفور” : “بن سلمان” يجدد الخطاب الديني على غرار السيسي بفزاعة الإخوان

“ستراتفور” : “بن سلمان” يجدد الخطاب الديني على غرار السيسي بفزاعة الإخوان

مع تصاعد الهجمة التغريبية التي يقودها الأمير الشاب “محمد بن سلمان” – ولي عهد المملكة العربية السعودية – مستغلاً سيطرته على كافة أدوات السلطة والقمع في بلاده، والتي وصلت لحد اعتقال العلماء الإصلاحيين، وتقريب المنافقين، ونشر ثقافة الخلاعة والميوعة عبر أنشطة “هيئة الترفيه” ، وآخرها إنفاق الملايين على استقدام 50 مصارع أمريكي لإلهاء السعوديين، اعتبر معهد “ستراتفور” البحثي أن هدف النظام السعودي من ذلك هو “إعادة تعريف علاقته بالدين من أجل البقاء”.

الخطة التي ينفذها “بن سلمان” – بحسب “ستراتفور” – هدفها ” إعادة تشكيل الإسلام في السعودية مرة أخرى لتحقيق أهداف الملك وولي العهد؛ لأن ذلك يسهل من الدفع بإصلاحات اجتماعية واقتصادية يحتاجها النظام الملكي للبقاء على قيد الحياة في القرن الحادي والعشرين، وهي لافتة مشابهة للافتة السيسي “تجديد الخطاب الديني” الذي نتج عنها التهجم على الإسلام والنبي والصحافة والفقه في وسائل الإعلام، وانتشار دعاوى خلع الحجاب وثقافة تحجيم الدين والأزهر.

وهذه الخطة التي تجري تحت لافتة “الإصلاحات الاجتماعية” في السعودية، مثل فتح دور السينما والسماح للنساء بقيادة السيارات، وتقليص نفوذ “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، والتضييق على الإصلاحيين في المدارس والجامعات بدعوى أنهم متطرفون يروجون لفكر الإخوان، يراها المعهد الأمريكي ليست سوى محاولة لتقديم “بن سلمان” نفسه للغرب بطريقة مختلفة، وتلافي انهيار نظامه في ظل التطورات الدولية المتلاحقة.

فقد اعتمدت المملكة منذ نشأتها على تحالف آل سعود ورجال الدين الوهابيين السلفيين، ما خلف نوعًا من التشدد في أمور لا علاقة لها بسماحة الإسلام مثل قيادة السيارات وعمل النساء وغيرها، وظهرت بالتالي بمظهر متشدد غير عادي.

وحدثت عدة تغيرات اجتماعية خطيرة في المملكة منذ تزايد الوجود العسكري الأمريكي عقب غزو صدام حسين للكويت، انعكست على سلوكيات السعوديين التي باتت أكثر تغريبا مع انتشار الثقافة الأمريكية في المملكة، ما زاد الضغوط على هذا التحالف القديم بين أل سعود والتيار الوهابي.

الآن ومع تصاعد الضغوط الداخلية، وفي ظل التحول الكبير في المجتمع وثقافة الشباب الجدد الذين تعلموا في الغرب ونقلوا معهم للمملكة هذه الثقافة الترفيهية التغريبية ، أصبح هناك صراع واضح بين النمط القديم من الحياة المحافظة والنمط التغريبي المتصاعد، رأى “بن سلمان” الذي ينتمي لهذا التيار التغريبي أنه يجب تغييره للحفاظ على حكم آل سعود والمملكة من الانهيار من وجهة نظره.

ومنذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو/حزيران 2017، خفَّف «بن سلمان» تطبيق الشريعة الإسلامية في المجال العام وشجع ممارسة دينية أكثر استرخاء، فقلل ذلك من نفوذ علماء الدين، كما تخلص بشكل مطرد من تأثير عائلته، تاركا علماء الدين كآخر قيد غير رسمي على سلطة الملك،

وقد قلصت السلطات السعودية بالفعل نفوذ سلطة «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» فيما يتعلق بدورها في فرض معايير السلوك العام، وقلص سلطة علماء الدين، واعتقل عشرات الإصلاحيين من العلماء وألقى بهم في السجون، وكان يستهدف من ذلك تقليص هيبة رجال الدين والدين نفسه في المجتمع السعودي.

وساعده على ذلك الفجوة الكبيرة التي حدثت، إذ نشأ الشباب السعوديون الذين ولدوا منذ عام 1980، بما في ذلك ولي العهد نفسه، في بيئة مختلفة عن بيئة آبائهم وأجدادهم، حتى أن استطلاع رأي عام 2016 أظهر أن 62% من الشباب في منطقة الخليج يعتقدون أن الدين يلعب دورًا أكبر مما ينبغي في الحياة اليومية.

الإخوان المسلمين .. “كبش فداء”

ويقول معهد “ستراتفور” أنه لتعظيم المكاسب السياسية مع الشباب السعوديين، سيقدم الملك وولي العهد “الإخوان المسلمين” “كبش فداء”، حيث هاجم ولي العهد “الإخوان” عدة مرات ودعم خطط السيسي لقمع الإخوان في مصر، وتحدث عن خطط للتخلص من نفوذ “الإخوان” في التعليم السعودي.

بينما الحقيقية هي أنه يستخدم فزاعة “الإخوان” مثل السيسي لتنفيذ خطته للتخلص من تأثير الدين على الشعب السعودي و”تأميم” الدين لصالح مؤسسة الحكم ، بحيث تحتكر هي الفتاوى وتطلب إصدار ما يناسبها منها بعدما كانت تتهم خصومها مثل “الإخوان” باستغلال الفتوى، فإذا بها تفعل ما اتهمت به “الإخوان” زورًا.

ويقول “ستراتفور” أن إلقاء اللوم على الجماعة سيساهم أيضا في تعزيز شرعية الملك، عبر تأكيد سلطته على رجال الدين الأقوياء.

كما أنه سيعطي النظام مزايا في علاقته الدولية والأسواق العالمية عبر طمأنة حلفائه في الغرب ، بأن المملكة لا تأوي ولا تشجع من يعتبرونهم “متطرفين”، ويقدم أدلة على حماية مصالح ونفوذ الغرب في المملكة ومنطقة الخليج.

حيث جرى في الآونة الأخيرة استغلال قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب (جاستا) لمهاجمة الحكومة السعودية ورفع دعاوى قضائية تطالب بالاستيلاء على أصولها في أمريكا ؛ بسبب دورها المزعوم في هجمات 11 سبتمبر 2001، ما جعلها حذرة ، تسعى لتقديم نفسها وتحسين صورتها بصورة مختلفة لمنع فرض عقوبات ضدها.

أيضا سيسهم هذا التحول في السعودية داخليًا ، ومراجعة علاقة النظام الملكي بالإسلام، في تعزيز علاقة حكام المملكة مع (إسرائيل)، حيث يرى حكام المملكة أن (إسرائيل) يمكن أن تشكل حليفا قويا ضد إيران إذا ما حاولت الولايات المتحدة مرة أخرى تحسين علاقاتها مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وإضافة إلى ذلك، قد تعمل الروابط الأعمق مع (إسرائيل)، التي قد تقدمها السعودية من خلال خفض دعمها الرسمي للإسلام، على تمكين البلدين من التعاون عن كثب للحماية من التهديدات المتبادلة مثل تهديد “داعش” أو “الإخوان” أو غيرهم على عرش المملكة .

خطابهم الديني يهدد عرشهم أيضًا

ويرى معهد ستراتفور أنه رغم الفوائد التي قد تجنيها الحكومة السعودية، إلا أن ما يسمي “الإصلاحات الدينية” التي يسعي “بن سلمان” للقيام بها لن تغير المملكة جذريا، وقد يرتفع صوت “المحافظين” مرة أخرى ضد نزوع النظام الملكي بعيدا عما يعتبرونه الشكل الحقيقي للإسلام، ما قد يجعل خطابهم الديني التغريبي، يهدد عرشهم أيضًا.

فلن يستطيع الملك وولي العهد تغيير القيم الأساسية لبلادهما، بسبب الخوف من رد الفعل الشعبي، وسيركزان على تناول الممارسات والعادات الدينية التي تهدد نظامهم.

وقد يتسع الصدع بين المحافظين والليبراليين؛ مما يخلق العداء خاصة بين السعوديين في المناطق الريفية والحضرية، الذين يعيشون حياة متباينة بشكل كبير.

ومنذ مبايعته وليًا للعهد بالسعودية يسعى الأمير “بن سلمان” إلى ما يسمى “التجديد الديني والثقافي”، لتغيير المسار المجتمعي وكسر أُسس العادات والتقاليد بالمملكة العربية السعودية، التي لم يفكر أحد بتغييرها منذ آلاف السنين، محاربًا بسلطته علماء الدين المحافظين ومحاولا استمالة علماء السلطة، وبدعوي محاربة التطرف الديني.

وشهدت المملكة منذ مبايعته على منصبه تغييرات دينية كبرى، أبرزها الحد من صلاحيات جماعة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسمح للمرأة بقيادة السيارة بعدما كان ذلك ممنوعًا عنها بل وتُعاقب عليه، كما قررت المملكة إنشاء مجمع للحديث النبوي الشريف وعلومه جمعًا وتصنيفًا وتحقيقًا ودراسة، وذلك للحصول على ما سمي “التوليفة الوسطية” التي تتماشى مع العصر الحالي.

وأعلنت هيئة الترفيه السعودية عن بناء دار للأوبرا وذلك بتنظيم أكثر من 5 آلاف عرض ترفيهي هذا العام، كما أزالت السلطات الحظر عن دور السينما والقيود المفروضة على الحفلات الغنائية المختلطة، وسمح للنساء بحضور المباريات في المدرجات لأول مرة كما سمحت لهم بالمشاركة في ماراثون سباق للسيدات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *