الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / غزة تستعد لـ«جمعة الكاوتشوك والمرايا».. وليبرمان يهدد بمجزرة جديدة

غزة تستعد لـ«جمعة الكاوتشوك والمرايا».. وليبرمان يهدد بمجزرة جديدة

تستعد غزة اليوم للجمعة الثانية من فاعليات مسيرة “العودة الكبرى” والتي أطلقوا عليها اسم “جمعة الكاوتشوك“، حيث سيتم حرق آلاف عجلات المركبات قرب السياج الأمني مع الاحتلال.
ويعمل الشبان على تجميع الآلاف من “الكاوتشوك” – “الكوتشوك” تقال كبديل عن الإطارات المطاطية في فلسطين– من أجل حرقها على طول الحدود لخلق ساتر من الدخان الأسود، في محاولة لمنع قناصة الاحتلال المتمركزين على طول الجدار من قتل المعتصمين عقب استشهاد 18فلسطينيًا وإصابة أكثر من 1600 من المواطنين العزل السلميين جراء قمعها المسيرة بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع .
واستشهد فلسطينيا في قصف إسرائيلي جوي قرب الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الخميس، بينما توفي فلسطيني آخر متأثرا بجروح بعد إصابته برصاص إسرائيلي أثناء مواجهات في شرق رفح، الجمعة الماضي.
وبذلك يرتفع إلى عشرين عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ يوم 30 مارس الذي كان الأكثر دموية منذ حرب 2014 التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة.
كما انطلقت العديد من الدعوات الشبابية لإحضار المرايا من أجل استخدامها لعكس أشعة الشمس على أعين قناصة الاحتلال، في خطوة تهدف لمنع سقوط المزيد من الشهداء والجرحى، في حين قامت الجهة المنظمة برفع السواتر الرملية لمن وصول رصاص الاحتلال للمعتصمين.
ونشر نشطاء ووكالات إعلام محلية تقارير وصورا وفيديوهات عن حملات جمع “الكاوتشوك” التي بدأت منذ الاثنين الماضي، ونقلها لنقاط التماس مع الاحتلال.
وبحسب نشطاء ووسائل إعلام فلسطينية فإنه جرى جمع ما يزيد على خمسة عشر آلاف إطار مستعمل حتى يوم الخميس، وقالوا إن العدد مرشح للزيادة في ظل استمرار عمليات الجمع.
وأظهرت صور بثها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تكوين ما يشبه “بحيرة من الإطارات” بالقرب من تجمعات جنود الاحتلال على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
المرايا والليزر
ولا تقتصر حملات التحضير لـ “جمعة الكوشوك” على جمع الإطارات القديمة فقط، بل إن نداءات أطلقت عبر منصات التواصل، لجمع المرايا، بهدف استخدامها في عكس أشعة الشمس باتجاه جنود الاحتلال للتأثير على رؤيتهم ومنع استهدافهم للمتظاهرين.
وأظهرت صور فتيان يحملون مرايا من مختلف الأحجام وبعضها من النوع الكبير، وقال نشطاء إن عائلات تبرعت بمرايا كانت تضعها في غرف النوم، بينما ظهر فتيان وفتيات وهم ينقلون أحجاما أصغر من المرايا.
كما تداول نشطاء تصاميم إنفوغراف لوسائل قالوا إنها ضرورية لحماية المتظاهرين من رصاص جنود الاحتلال وقنابل الغاز التي سيطلقونها لتفريقهم.
ومن هذه الوسائل “الدلو” الذي يستخدم في نقل الماء عادة، حيث سيجري استعماله لتغطية قنابل الغاز، إضافة لأشعة الليزر لتشتيت انتباه الجنود، والأكياس الفارغة لتعبئتها بالرمل، إضافة لحاويات القمامة لصناعة سواتر بين المتظاهرين وقوات الاحتلال.
وبدأ الفلسطينيون، الجمعة الماضي في “يوم الأرض”، حركة احتجاج تحت عنوان “مسيرة العودة” يفترض أن تستمر ستة أسابيع، للمطالبة بتفعيل حق العودة للاجئين الفلسطينيين ورفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.
بدوره، حث الأمن الداخلي المشاركين على الحفاظ على سلمية الفعاليات وتجنب الاحتكاك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتعاون مع تعليمات منظمي الفعاليات.
ودعا المشاركين أيضًا إلى تجنب ارتداء الملابس المميزة، وضرورة تمويه ملامح الوجه قدر المستطاع، وتجنب التصوير واستخدام الجوالات الحديثة.
نتنياهو يهدد بمجزرة
ومن جانبه ، جدد وزير الحرب الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، تهديدات بقمع مسيرة العودة، صباح الجمعة، وباستهداف المتظاهرين الفلسطينيين على حدود قطاع غزة.
كما أجرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اتصالا هاتفيًا مع قادة الجيش حول الوضع على حدود قطاع غزة؛ وامكانية اجتياز الفلسطينيين للسياج الحدود.
وعقد ليبرمان  أمس، في مقر وزارة الأمن، جلسة عاجلة مع قيادة الجيش بمشاركة رئيس هيئة أركان الجيش، غادي آيزنكوت، تم خلاله بحث مواجهة “جمعة الكاوتشوك“، وهي الجمعة الثانية لفعاليات مسيرة العودة الكبرى، وتقييم للوضع على طول السياج الأمني ومدى جاهزية وحدات جيش الاحتلال لقمع المسيرات، ومناقشة السيناريوهات المحتملة.
وفي تصعيد في لهجته التهديدية، قال إن جيش الاحتلال مستعد للتعامل مع جميع السيناريوهات المحتملة، على امتداد السياج الأمني المحيط بقطاع غزة.
وواصل تحريضه على المقاومة الفلسطينية وعلى حركة حماس وحملها مسئولية ما سيحصل، قائلا في تصريحات نقلتها عنه وسائل الإعلام الإسرائيلية:” لا يوجد أبرياء في غزة وحماس دفعت ملايين الدولارات من أجل مواصلة محاولة الإضرار بالسياج الأمني”.
وفي محاولة منه لتأليب الرأي العام الفلسطيني بالقطاع ضد المقاومة وحماس، خاطب أهالي غزة قائلا: “يجدر بسكان قطاع غزة أن يقوموا باستبدال قيادتهم بدلاً من الاحتجاجات العبثية”، وزعم أن قيادة حماس أنفقت نحو 280 مليون دولار على تطوير البنى التحتية المسلحة وحفر الأنفاق وإنتاج الصواريخ.
وقال ليبرمان، إن الحكومة الإسرائيلية وضعت قواعد أساسية وواضحة في مواجهة مسيرة العودة ولا تعتزم تغييرها، مهددا كل من يقترب من الحدود سيعرض حياته للخطر.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي مستعد لأي سيناريو محتمل. مضيفا “إذا حاول الفلسطينيون إثارة الاستفزازات والإضرار بسيادة إسرائيل أو إذا حاولوا انتهاك أمن إسرائيل، ستكون هناك استجابة قوية وقوية جدا وحازمة من جانب قواتنا”.
وتابع “سنستمر على نفس الخط من الاستجابة، ونحن لا ننوي التصعيد وليس لدينا خطط لاحتلال غزة أو شن عملية عسكرية”.
وشدد على أنه لا توجد نية بتاتا لتغيير الأنظمة والتعليمات بشأن إطلاق النار على المتظاهرين، مدعيا أن ما يجري ليس احتجاجات مدنية شعبية وإنما “أعمال إرهابية”، على حد زعمه.
أدرعي واعظ بيئي
واختار متحدثون باسم حكومة وجيش الاحتلال مهاجمة استعدادات المتظاهرين، وذهب أحدهم حد مناشدة منظمة الصحة العالمية لمنع ما اعتبرها كارثة بيئية ستسبب بها مسيرات العودة جراء إشعال آلاف الإطارات في وقت واحد .
وكعادته لم يفوت الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي المناسبة لتسجيل حضور لافت عندما استشهد بأحاديث نبوية تحذر من الإضرار بالبيئة.
وقال أدرعي على حسابه على تويتر “لقد حث النبي محمد على الحفاظ على #البيئة، في الحديث (ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة) وذلك للحفاظ على صحّة المخلوقات، فبأي حق تلوثون هذه البيئة التي أوصاكم بالحفاظ عليها رسول الله، هل غسلت حماس أدمغتكم إلى هذه الدرجة؟”.
ووجه منسق الاحتلال في الأراضي الفلسطينية “يوآف مردخاي” رسالة مناشدة عاجلة لرئيس منظمة الصحة العالمية طالبها فيها بالتدخل الفوري لمنع حرق آلاف الإطارات المطاطية الجمعة على الحدود مع غزة.
ونقلت القناة السابعة العبرية عن مردخاي قوله “هذا حدث بيئي خطير سيضر بصحة السكان ويتسبب في تلوث لم يسبق له مثيل”.
وتندر نشطاء فلسطينيون على تحذيرات مسئولي الاحتلال، متسائلين عن الكوارث الإنسانية التي تسببت بها حروب الاحتلال على القطاع، وما يتسبب به حصاره لقطاع غزة، بينما قال آخرون إنهم مستعدون لمعاقبة الكون على ما تمر به غزة، واستشهد أحدهم بعبارة للفنان الكوميدي عادل إمام “يا نعيش كلنا، يا نموت كلنا”.
أما عوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فذهب لإطلاق وصف “الخوارج” على المتظاهرين، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي “حماس ستحاول خلال #جمعة_الكوشوك حرق الجدار الأمني من خلال إشعال الآلاف من إطارات السيارات قربه، هذا سيحرق جميع الحقول والمزروعات الفلسطينية المتواجدة قرب الجدار وسيتسبب في أزمة بيئية خطيرة جدا لسكان القطاع جميعا لمدة طويلة، ألم يقل القرآن: وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ؟ خوارج!”.
الأمم المتحدة و”ضبط النفس”
وكالعادة حثت الأمم المتحدة، الخميس، إسرائيل على التحلي “بأقصى درجات ضبط النفس”، داعية الفلسطينيين إلى “تجنب الاحتكاك” خلال الاحتجاجات على حدود قطاع غزة وإسرائيل.
وعبر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف عن قلقه قبيل زيادة متوقعة في عدد المحتجين الفلسطينيين اليوم الجمعة.
وقال ملادينوف، وهو المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط: “أتابع بقلق الاستعدادات المستمرة والكلمات الداعية لمسيرة العودة الكبرى المقررة يوم الجمعة في غزة“.
وأضاف: “على القوات الإسرائيلية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وعلى الفلسطينيين تجنب الاحتكاك عند السياج الحدودي بغزة، ويجب السماح بتنظيم مظاهرات واحتجاجات بأسلوب سلمي. وينبغي عدم تعريض المدنيين، خاصة الأطفال، للخطر عمدا أو استهدافهم بأي شكل”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *