الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / دراسة: “صفقة القرن” وصفة انتحارٍ.. وسبعة عوائق تعطل تنفيذها

دراسة: “صفقة القرن” وصفة انتحارٍ.. وسبعة عوائق تعطل تنفيذها

خلص الباحث والصحفي عامر عبد المنعم، في دراسة مطولة بعنوان “الخاسرون والرابحون في صفقة القرن” نشرها المعهد المصري للدراسات، إلى أن سيناريوهات صفقة القرن ليست حلولا، كما أن الإغراءات التي تقدمها “إسرائيل” لن يتحقق منها شيء لصالح مصر والسعودية، بل هي “وصفة انتحار” للدولتين.

ورأى عبد المنعم أن الصفقة رغم ما يبدو من اندفاع أعمى في القاهرة والرياض وتبني تنفيذ الأجندة، فإن عوامل تعطيل الصفقة أكثر من عوامل اكتمالها؛ فمشاركة السيسي وابن سلمان في سعي الرئيس الأمريكي واللوبي الصهيوني العالمي للإجهاز على القضية الفلسطينية ليس قدرا حتمي التحقق.

وأشار إلى أن المتورطين في صفقة القرن أضعف من أن يكملوا الشوط حتى نهايته، وربما لن يسعفهم الوقت لإنجاز الخطة الإسرائيلية الموضوعة بسبب حجم المهام المطلوبة، التي تحتاج إلى سنوات طويلة، وخزائن متخمة بالأموال، وأنظمة حكم قوية ومستقرة، وهذا غير متوفر في الوقت الحالي.

تأييد سعودي

ومن أبرز العوائق التي رآها الباحث التي تحول دون اكتمال هذه الصفقة، عدم كفاية التأييد السعودي للخطة الصهيونية لإنجاحها، فالمال السعودي رغم تأثيره إلا أن الميزانية الضخمة المطلوبة لصفقة القرن سواء في سيناء أو في مشروع نيوم تفوق قدرة المملكة، خاصة مع تراجع العائدات وعجز الموازنة والسحب من الاحتياطي، ومشروع نيوم الذي زاد من أعباء المواطنين، وأنهى زمن الوفرة وأدخل المملكة في مرحلة الاستدانة والتقشف وتفاقم الحالة الاقتصادية، والأكثر تدميرا للسعودية التخلي عن المشروعية الدينية وتغيير هوية المملكة القائمة على المذهب الوهابي منذ التأسيس.

ورأى أن مطالب ترامب (460 مليار دولار) كانت وراء القبض على الأمراء والاستيلاء على أموالهم لتوفير جزء من المبلغ، إلا أن تفكك العائلة الحاكمة يلوح من وراء ذلك.

حماس والفصائل

وكشفت الدراسة عن أن الطرف الفلسطيني بكل اتجاهاته رافض للصفقة، فالسلطة الفلسطينية ليس لها دور في الترتيبات القادمة، فلن تكون هناك سلطة في رام الله ولا دولة في الضفة، وتقضي الترتيبات الجديدة بإنشاء مجالس محلية تدير قرى غير مستقلة، وإنما تابعة للدولة الأردنية.

واعتبرت أن حماس هي الصخرة التي تقف أمام إنجاز الصفقة؛ فالحركة ومعها باقي الفصائل الفلسطينية يعلمون أن رؤوسهم جميعا هي المطلوبة للمقصلة، وأن التخلص من قطاع غزة أو تفكيكه هو الهدف الرئيسي للأجندة الإسرائيلية، ولهذا فإن كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة يسابقون الزمن للاستعداد للمعركة القادمة بمفاجآت في حجم التسليح الصاروخي.

ورأت أن الصهاينة سيعجزون- وإن انضم لهم السيسي وابن سلمان في الحرب على قطاع غزة- بسبب ذلك إلى الصمود الفلسطيني والعقيدة والالتصاق بالأرض.

قنبلة التهجير

ولفتت الدراسة إلى أن عائق إخلاء سيناء ليس سهلا، فتوطين الفلسطينيين يقتضي تهجير السكان المصريين أولا، وهذا التهجير يواجه بمقاومة عنيفة ليست فقط من بعض البدو وجماعات مثل ولاية سيناء وإنما من الشعب المصري كله، ولهذا فإن فكرة إخلاء سيناء تحت مبررات محاربة الإرهاب لم تلق استجابة شعبية، حيث استغرق إخلاء رفح أربع سنوات وعملية التفريغ لم تكتمل، ونفس التعثر يواجه إخلاء الشيخ زويد الأكثر تعقيدا، وتزداد الصعوبة في التهجير من العريش.

واعتبرت الدراسة أن عدم وجود بدائل معلنة لاستيعاب السكان المهجرين أفسد المخطط، لافتة إلى أن الوضع بسبب التهجير تحول إلى قنبلة تزداد خطرا يوما بعد يوم، ويتعقد حلها، والاستمرار فيه في غير صالح الدوائر التي تدير الصراع لصالح الكيان الصهيوني، ومع الوقت ستتسع حالة الرفض وتتحول إلى ظاهرة شعبية، ويزداد التمرد مع تنامي الشعور بأن الدولة تعمل لصالح العدو وليس لصالح مواطنيها.

انقسام أمريكي

وافترض الباحث عامر عبد المنعم أنه لا يوجد إجماع في الولايات المتحدة على الصفقة، خاصة مع الصراع المحتدم بين الديمقراطيين والجمهوريين وتصاعد المعارضة ضد ترامب، وتزداد الضغوط لعزل الرئيس الأمريكي وتتوسع الاتهامات حول علاقاته وصهره، وهذا الانقسام الأمريكي أكبر من أن يتم احتواؤه، وإن لم يتم الانتهاء من الصفقة بسرعة في فترة ولاية ترامب الأولى فإن مصيرها مرتبط بمصيره، بل أي تغيير أمريكي قد ينعكس على الشركاء في الأنظمة المحسوبة على ترامب.

وأضاف أنه لا يوجد إجماع دولي على الصفقة، فالأوروبيون لم يوافقوا على ما يقوم به ترامب، وقد ظهر هذا الموقف الأوربي في الأمم المتحدة عندما صوتت معظم دول العالم ضد قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ورفضوا الاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *