وصفت وكالة رويترز حجم الإقبال على انتخابات الرئاسة المصرية التي دخلت يومها الثاني الثلاثاء بالفاتر والبطئ.
التقرير المذكور جاء بعنوان “في ظل تصويت بطئ، السيسي يبحر نحو النصر”.
وأضافت: “ضغطت السلطات المصرية من أجل تحقيق نسبة مشاركة مرتفعة الثلاثاء في اليوم الثاني من انتخابات رئاسية صُممت خصيصا لمنح السيسي نصرا كاسحا في ظل غياب أي منافسة حقيقية في سباق يصفه المنتقدون بالزائف”.
وفي محاولة لتبديد لامبالاة الناخبين، ذكرت وكالة الشرق الأوسط الرسمية أن القانون يعاقب من يتغيب عن التصويت بغرامة 500 جنيه وهي العقوبة التي لم تطبق بصرامة في الانتخابات السابقة.
وقال السيسي إنه يسعى لولاية ثانية بغية إصلاح الاقتصاد في أعقاب سنوات من الاضطرابات السياسية، ولدحر المسلحين الإسلاميين، وإحياء دور مصر كقوة عربية بارزة.
منافس الرئيس، موسى مصطفى موسى، هو سياسي مجهول مؤيد للسيسي، بعد الخروج القسري للمرشحين الأكثر جدية.
ودعا العديد من سياسيي المعارضة إلى مقاطعة التصويت قائلين إن القمع أطاح بالمنافسين ذوي المصداقية.
بيد أن السلطات المصرية تأمل أن تشهد الأيام الثلاثة نسبة مشاركة قوية.
ما زال السيسي يملك العديد من المعجبين رغم أن الإجراءات التقشفية في السنوات الأخيرة، والحملة العنيفة ضد الإسلاميين والعلمانيين والليبراليين قلصت هذا التأييد.
العميد على هريدى رئيس غرفة العمليات المركزية التابعة لمجلس الوزراء قال: ” اليوم الأول من التصويت شهد نسبة إقبال مرتفعة، مما يثبت وعي الشعب المصري”.
الإعلام الموالي للسيسي ذكر أن لجان الانتخابات شهدت فيضا من الناخبين.
صحيفة الأخبار قالت في مانشيتها الرئيسي: “ملايين الناخبين تجمعوا أمام لجان الانتخابات، والبهجة تملأ الميادين”.
ونقلت رويترز عن مصدرين يراقبان الانتخابات، أحدهما ينتمي إلى الهيئة الوطنية للانتخابات قولهما إن نسبة المشاركة في اليوم الأول بلغت حوالي 13.5 % من إجمالي 59 مليون مسجلين في الكشوف الانتخابية.
واستطردت رويترز: “إذا تكرر هذا المعدل الثلاثاء والأربعاء قد تصل نسبة المشاركة إلى 40 %”.
وفي لجنة انتخابية بالفيوم، تلك المحافظة التي تمثل معقلا لدعم الإسلاميين، قال أحد مسؤولي الانتخابات إن نسبة المشاركة 25 %، قبل أن يقاطعه ضابط جيش مصححا: “إنها تتجاوز 50 %”.
موظفة حكومية في الخامس والخمسين من عمرها قالت إن أحد أسباب تصويتها هي أن رئيسها في العمل شجعها على ذلك.
واستدركت: “لكني أدليت بصوتي أيضا بسبب الأمن الذي ننعم به الآن، فمصر ليست العراق أو سوريا أو اليمن”.
بيد أن زوجها لم يصوت، وفسرت المرأة ذلك قائلة: “إنه ليس سعيدا من الوضع الاقتصادي الذي نأمل أن يتحسن، لكن الله وحده أعلم”.
مؤيدو السيسي يبحثون عن الاستقرار
السيسي، الذي قاد عام 2013 عملية الإطاحة عسكريا بالإخواني محمد مرسي، أول رئيس منتخب ديمقراطيا، فاز في انتخابات 2014 بنسبة مشاركة 47 %.
“أوراسيا جورب” تلك المؤسسة المعنية بالاستشارات السياسية، والتي يقع مقرها بالولايات المتحدة، قالت إنه إذا فشلت الحكومة في حشد الناخبين وتراجعت نسبة المشاركة عن 40 % فإن “السيسي سيخرج من الانتخابات ضعيفا وأكثر عرضة للضغط الداخلي”.
بيد أن ذلك السيناريو لا يبدو مرجحا، بحسب استشاريين، إلا أن وتيرة التصويت تبدو متراخية وفقا لمراسلي رويترز.
ولم تثر الانتخابات إلا القليل من الاهتمام في مناطق الطبقة العاملة.
وفي ثلاث لجان تصويت بحي االدقي، لم يكن هناك “طوابير” ولم يأت إلا حفنة من الأشخاص بمعدل ناخب كل 5 دقائق.
معظم المصوتين للسيسي دافعوا عن سياساته الاقتصادية ونقص الحياة الديمقراطية، وألقوا اللوم على جماعة الإخوان متهمين إياها بخلق حالة من عدم الاستقرار، ودفع السائحين للهروب.
سعيد محي الدين، 67 عاما، موظف على المعاش قال: “لقد صوتت لصالح لسيسي للإنجازات التي فعلها، حيث سحق الإرهاب، وشيد مدنا جديدة، وبدأ مشروعات تنمية”.
وتابع ردا على المنتقدين الذين يتهمون السيسي بالسلطوية: “لقد بدأ التضخم من 6 سنوات أيام الإخوان.. البلد في حاجة للمضي قدما”.
موظف البورصة أحمد عادل، 50 عاما، برر تصويته للسيسي لقدرته على تحقيق الأمن والاستقرار.
وواصل: “أستطيع الآن السير في الشارع وأنا أشعر بالأمان”.
تردد
وتردد شخصان أمام اللجان في البوح لمن أعطيا صوتهما خشية المراقبة الأمنية الكثيفة.
وقالت الهيئة الوطنية للانتخابات إن الأمور تسير بشكل حر وعادل، كما أشار السيسي إلى أنه كان يرغب في وجود المزيد من المرشحين.
ورغم أن الرئيس ذكر أنه لا يسعى لأكثر من ولايتين رئاسيتين، لكن منتقدين يتوقعون منه إزالة البند الذي لا يسمح بأكثر من فترتين.
وفي لجنة تصويت ببني سويف، قال أحد القضاة إن 471 ناخبا أدلوا بأصواتهم الإثنين من إجمالي 3592 ناخبا مسجلا، وارتفع الرقم إلى 510 ناخبا العاشرة صباح الثلاثاء.
فاتن عثمان، 40 عاما، قالت إنها أبطلت صوتها، وفسرت ذلك قائلة: “لم يتحقق شيء جيد”.
محمد عبد الستار، الداعية الإسلامي في بني سويف، قال إن الشعب ينبغي أن يؤيد السيسي، قائلا: “المشاركة في الانتخابات واجب ديني وفرض على الجميع”.
واستطرد: “من لا يشارك في الانتخابات آثم”.