الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / “الحرية والعدالة” يؤكد عمليا اصطفافه مع القوى الثورية ضد الانقلاب

“الحرية والعدالة” يؤكد عمليا اصطفافه مع القوى الثورية ضد الانقلاب

لم يتأخر حزب “الحرية والعدالة” يوما عن مناهضة الانقلاب العسكري، ولم تفرط قياداته في اتخاذ أي سبيل آخر يتماهي مع قبول الأمر الواقع، فقد سيم د.محمد سعد الكتاتني رئيس الحزب خلفا للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ورئيس الحزب السابق، حسب شهادة د.محمد محسوب الوزير المستقيل من حكومة د.هشام قنديل، قبل الانقلاب بيومين أو أقل من قبول الأمر الواقع والنأي بالحزب والرئيس عن صراع يحكمه العسكر ويسيطرون فيه على مقدرات الوطن، بما أوتوا من قوة عسكرية باطشة فرفض الاجتماع مجددا مع عبدالفتاح السيسي ورفض الرئيس بدوره خطة الضيم.

وكان من وراء الرئيس رجال لا يقبلون الضيم، ولا ينزلون أبدا على رأي الفسدة، فما من طريق أمام القوى الرافضة للانقلاب وفي مقدمتها حزب الحرية والعدالة إلا شيئين؛ الاستمرار في تفعيل الحراك الثوري، ثم التوحد قدر المستطاع وتوسيع دائرة المتفق عليه والتغلب على الأوهام التي تعوق الاصطفاف بين القوى الثورية، حسب المفكر المغاربي أبويعرب المرزوقي.

اصطفاف على الرفض
ومرارا عبر قيادات حزب الحرية والعدالة وفي مقدمتهم د.أحمد رامي عضو مجلس نقابة الصيادلة بأن أي خلاف مع النظام الحالي على أسس جذرية على أساس أن هذا النظام لا يمكن أن يبقى بأي حال فنحن ندعمه”.

مستثنيا “أي حراك على أساس تشكيل معارضة من داخل هذا النظام نحن نتحفظ عليه، لأن هذا النظام غير صالح للبقاء، فالذي يطرح معارضة جذرية لهذا النظام يمكن أن نلتقي معه في أي وقت من الأوقات أو في أية فعالية، ونحن نعلم جيدًا أن هناك فارقا بين أن نكون تحالف سياسي وبين الاشتراك في عمل ثوري”.

مضيفا أن “هناك فارقا كبيرا وتدرجا في درجات التعاون بداية من العمل على أهداف مشتركة أو من خلال تكوين تحالف ثوري أو تحالف سياسي، كل هذه المراحل متفاوتة”.

وتابع “ليس عندنا رفض مبدئي للتعاون مع أي فصيل سياسي على أسس ومبادئ ثورة يناير، ودائمًا ما نسعى إلى ذلك، والآن أستطيع القول إن هناك عدم ممانعة من تيارات أخرى، لكن الظرف الأمني الحالي يمنع تطوير هذا الموقف إلى تحالف واضح وصريح.

ثوابت حراك الحزب
واعتبر د.أحمد رامي في حديثه مع “نون بوست” أن التمسك بعودة مرسي هو تمسك بشرعية الانتخابات التي أتت به إلى سدة الحكم، وليس تمسكًا بشرعية الإخوان، داعيًا من له لافتة أخرى غير عودة الشرعية إلى طرحها ومناقشتها بشرط أن تؤدي إلى كسر هذا الانقلاب، حسب وصفه، مضيفًا أن أي اختيار سيأتي برغبة الجماهير عقب سقوط هذا الانقلاب سيرضخ له الإسلاميون.

حراك “الذكرى”
وتنشط القوى الثورية في تصعيد الحراك والدعوات للاصطفاف، مع كل مناسبة ثورية، وبالأخص مع اقتراب ذكرى 25 يناير التي مرت ذكراها الخامسة وانتشرت قوات الأمن في ميادين مصر وانتشر ما يقرب 200 ألف مجند في القاهرة وحدها، واحتلت المباني المطلة على الميادين. ومع ذكرى الثلاثين من يونيو والثالث من يوليو، تصاعد عدد الوقفات والمسيرات نسبيا، عن الأسابيع التي تسبقه، مع غياب البيانات الموثقة المجمعة، لأسباب كثيرة أهمها ارتفاع مستوى القمع و البطش من السلطات بشكل غير مسبوق، إضافة الى دخول موسم الامتحانات و شهر رمضان كأسباب ثانوية، فضلا عن إرهاق الحراك المستمر منذ أكثر من 3 أعوام، و ارتفاع دعاوى البعض بعدم جدوى أو كفاية هذا الحراك في تحقيق تقدم حقيقي نحو إنهاء الحكم العسكري.

مبادرات لم الشمل
وبات لم شمل القوى الثورية مطلبا أساسيا لمواجهة نظام عبدالفتاح السيسي، تم طرح عدة مبادرات هدفها توحيد صف رفاق النضال الثوري ضد قوى الظلم، آخر هذه المبادرات ما أطلقته حركة 6 إبريل تحت اسم “قبل الطوفان”، بهدف التصدي لسياسات النظام الحالي في يناير 2016.

شاهد “الثوري المصري”: لن نقبل أي مبادرة في غياب الرئيس مرسي

وقال عدد من قيادات “6 إبريل” إنهم يتطلعون إلى توحيد صف القوى الثورية من أجل تحقيق شعارات ثورة 25 يناير المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، خاصة وأن الأيام الجارية تشهد ارتفاعا ملحوظا في وتيرة الغضب الشعبي، بعد موجة غلاء الأسعار، وتزايد انتهاكات قوات الأمن ضد المواطنين.

وفي السياق ذاته؛ يشدد أعضاء ائتلاف شباب الثورة على ضرورة نبذ كل المطالب التي تؤدي إلى التفرقة والتشتت بين القوى الثورية، لافتا إلى أهمية أن تكون جميع القوى الثورية متناغمة حول مطالب واحدة كما حدث في ثورة 25 يناير 2011، التي خرجت لإسقاط نظام مبارك.

حركة الاشتراكيين الثوريين ترى أن الذكرى المقبلة ستكون مختلفة عن السنوات الماضية، مضيفة أن الجماهير اتضح لها خلال الأيام القليلة الماضية حقيقة الوهم الذي تعيش فيه خلال عهد السيسي، مشيرة إلى أن هذه الجماهير التي غيرت نظرتها وموقفها من النظام الحالي سوف تحتشد لإسقاطه.

من جانبها، أكدت جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة أهمية لم شمل القوى الثورية، وسعيها إلى تنفيذ ذلك خلال الفترة الماضية، كما أنها تطال القوى الثورية بالعودة إلى الصواب والتمسك بالشرعية المتمثلة في الرئيس المنتخب محمد مرسي، ورفض الانقلاب الذي حدث ضده خلال يوليو 2013 الماضي.

تقدير موقف
ورصد المعهد المصري للأبحاث والدراسات، في ذكرى مرور عامين على الانقلاب، ما أسماها الأوهام الثورية، وعدها بثمانية منها، الوهم السادس: “لن تنجح الثورة قبل تحقيق الاصطفاف الوطني”.

وقال التقرير بتصرف “لن يتحقق الاصطفاف الوطني، لغياب الثقة والشفافية بين الجميع، ولأنه يتطلب تغييراً في القناعات، وفي الصور الذهنية المترسخة من البعض للآخر، وأن هناك صعوبة في الاتفاق على وثيقة واحدة حتى لو كانت مصاغة بعناية وليس عليها اعتراضات جوهرية، وإذا كانت هناك خلافات بين هذه القوى، لكن تبرز المشكلة الاكبر في مناخ القمع الشديد وحالة الخوف لدى الكثيرين من الممارسات القمعية الشديدة”.

وأضاف أن الوهم السابع يتمثل في: “عدم الاصطفاف سببه الوحيد عدم الثقة بين القوى الثورية والإخوان المسلمين، وهو ما يتطلب وقتا لتجاوزه”. وأوضح أن “عامل الثقة ليس العامل الوحيد، ولكن هناك العديد من العوامل والاعتبارات التي يجب مراعاتها، والعمل على إدارتها بفاعلية، منها:

وجود اختراق فعلي لعدد كبير من هذه القوي، بما يحول دون وضوح الرؤية فيما يتعلق بالاصطفاف، بل العمل في بعض الأحيان ضد هذا الاصطفاف.
المصالح الضيقة لبعض القوى والتيارات على حساب المصالح الوطنية الجامعة
حب الظهور والرغبة فى بناء الزعامات الشخصية على حساب القضية الوطنية.

الوهم الثامن: ما يحدث في مصر صراع سياسي بين العسكر والإخوان، وليس للقوى السياسية موقع فيه.
إن الأمر يتطلب الخروج من ثنائية العسكر والإخوان، لأن ترسيخ هذه الثنائية، سيترتب عليه العديد من النتائج، منها:
أنه لا قيمة لكل التيارات والقوى الأخري في المعادلة، وهو ما يعني محاولة تهميش دورها.
أنه لا قيمة لأى حديث عن اصطفاف وطني، طالما أن الصراع ثنائي.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *