رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية: هناك إمكانية لهجوم مصري سوري أردني ضدنا
قال موقع “والا” الإخباري العبري، إن وثائق أرشيفية حكومية كشفت عنها تل أبيب بمناسبة مرور 50 عاما على حرب 67 تظهر الحالة النفسية التي انتابت صناع القرار قبل اندلاع المعارك وبعدها.
وأضاف الموقع “في صباح الـ4 من يونيو 1967، اجتمع وزراء الحكومة الإسرائيلية لاتخاذ قرار حاسم حول الطريق الذي تتجه إليه تل أبيب؛ وتحول الخوف الحقيقي على مصير إسرائيل إلى حالة من النشوة الفعلية عندما تجادل الوزراء فيما بينهم ما المواقع التي يجب احتلالها ومتى، وفي بداية الجلسة أوضح اللواء أهارون ياريف رئيس المخابرات الحربية للوزراء أن المصريين على شفا الحرب”، لافتا إلى أن “الوزير الإسرائيلي يجآل ألون قال إن مصر ليست وحدها بل هناك أيضا سوريا والأردن”.
وذكر أن “الوزراء تناقشوا فيما بينهم : كيف سترد القوى العظمى على هجوم إسرائيلي ضد العرب وأوضح وزير الخارجية وقتها أفا إيبان أن أمريكا ستساند إسرائيل، أما وزير الدفاع الجديد فقال إن واشنطن لن تستطيع مطالبة تل أبيب بعدم توجيه ضربة للعرب، قائلا (إذا ما بدأ المصريون وأطلقوا الرصاصة الأولى علينا، قد لا نتمكن وقتها من الرد بالثانية، لأن دولتنا الشابة ستضخ كل قواتها بالقدس وتحاول منع احتلال إيلات والدفاع عن تل أبيب، أحذركم من أن تبدأ القاهرة المعركة، سيكون الثمن غاليا ومعناه آلاف القتلى في صفوف جنودنا)”.
وسخر الموقع من وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق قائلا “هذا هو ديان نفسه الذي سيرفض بعد 6 سنوات وقبل حرب 1973 توجيه ضربة استباقية ضد المصريين والبقية معروفة”.
ووفقا لوثائق الجلسة فإن “الوزيران الإسرائيلي وقتها مناحيم بيجن ويجأل ألون قالا (بعد إغلاق عبد الناصر لمضيق تيران أصبح السؤال: من سيبدأ المعركة؟)، ودعا لشن هجوم ضد القاهرة، وأنه إذا تم استغلال عامل المفاجأة سيتحقق النصر لتل أبيب”.
وأضافت أنه “بعد هذه الجلسة، عقدت جلسة أخرى شارك بها 20 وزيرا وكان من بين الحاضرين رئيس الموساد مائير عاميت ورئيس المخابرات العسكرية أهارون ياريف وآخرون؛ وعرض خلالها ياريف ما لديه من معلومات قائلا (صورة الوضع تتغير من لحظة إلى أخرى وبشكل يعرض إسرائيل للخطر، وهناك إمكانية كبيرة أن يبادر المصريون والأردنيون والسوريون لمهاجمتنا”.
وعن إمكانية مساعدة السوفييت لمصر بالسلاح، قال رئيس المخابرات العسكرية، في الجلسة نفسها: “إذا كان الحديث يدور عن قاذفات قنابل فإنه يمكن لها الطيران من روسيا والعودة، لكن الحديث لا يدور عن طائرات حربية”.
من جانبه، قال الوزير الإسرائيلي إيلياهو شاشون، إن “المصريين لن يجدوا مشكلة في الحصول على مساعدة من الجزائر ودول عربية أخرى”، ووفقا للوثائق فإنه “في نهاية الجلسة وبأغلبية 18 وزيرا مقابل وزيرين، قررت الحكومة القيام بعمل عسكري يحرر تل أبيب من الحصار العسكري الخانق والمتزايد من حولها، والحكومة خولت لرئيس الوزراء ووزير الدفاع السماح لهيئة الأركان العسكرية بتحديد موعد العمل العسكري”.
ولفتت الوثائق إلى أنه “في الصباح التالي، الـ5 من يونيو بدأ سلاح الجو الإسرائيلي عملية عسكرية قضى من خلالها على القوة الجوية لكل من مصر وسوريا والأردن والعراق، وفي المقابل شن هجوم بري إسرائيلي في سيناء والضفة الغربية والقدس وبعد أسابيع من القلق والتوتر الشديد، تحررت تل أبيب من مشاعر الحصار والخناق القاسية”.
وأضافت “في اليوم الثاني للحرب، الـ6 من يونيو وفي الرابعة عصرا عقدت جلسة حكومية إسرائيلية، شارك فيها رئيس الأركان إسحاق رابين ونائبه حاييم بار ليف ورئيس المخابرات العسكرية أهارون ياريف”، لافتة إلى أن “رئيس الحكومة أشكول بدأ الجلسة قائلا (بعد ما حدث تبين أن هناك فرصة جدية لكسر قوة العدو)”.
ووفقا للوثائق فإن “جلسة أخرى عقدت بعد الحرب قال فيها وزير الدفاع موشي ديان إن موافقة كل من مصر وسوريا على وقف النار هو اعتراف بالهزيمة، وهناك إمكانية لتغيير الخارطة الدولية”.