الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / قنديل: الخدمة في بلاط الاستبداد لا تؤهل لتعليم الناس الديمقراطية

قنديل: الخدمة في بلاط الاستبداد لا تؤهل لتعليم الناس الديمقراطية

رد الكاتب الصحفي على مدعي الديمقراطية في مصر من مؤيدي الانقلاب العسكري، تجاه هجومهم على تركيا التي تستعد للاستفتاء على التعديلات الدستورية إبريل المقبل، متسائلا: “هل تختلف مع الرأي القائل إن الشعب التركي بلغ من النضج السياسي ما يؤهله لممارسة حقوقه في الديمقراطية، والمناعة ضد تزييف إرادته والتلاعب به في عمليات الاقتراع والانتخاب؟ وهل تتفق معي في أن الشعب التركي أظهر تفوقاً نادر المثال، في أصعب امتحان، حين وجد نفسه في مواجهة الدبابة، فقرّر أن ينتفض دفاعاً عن نظام سياسي واجتماعي، كان على وشك السقوط، في انقلاب عسكري؟”.

وأضاف قنديل -خلال مقاله المنشور بصحيفة “العربي الجديد” اليوم الأربعاء- أن الشعب التركي أثبت أنه “هو المعلم” ً على أرض الواقع، بعد تفوّقه على جميع مكونات الدولة في التصدّي لمحاولة الانقلاب الدامية، وخلف الشعب، سارت النخب السياسية والحزبية، فاكتملت عناصر صورةٍ يمكن تلخيصها في أن الأتراك نضجوا ديمقراطياً إلى الحدّ الذي باتوا معه لا يحتاجون وقتاً للتفكير، أو إجراء الحسابات، قبل أن يعلنوا للكافة أنهم يرفضون أن يشربوا الديمقراطية من فوهة مدافع عسكر الانقلاب.

وأعرب قنديل عن دهشته من هذه الأصوات التي تمارس نوعاً من الوصاية المسبقة على إرادة الشعب التركي، فتختار له النظام الذي تفضله (البرلماني) من دون أن تترك له حرية تقرير مصيره، فضلا عن الفوقية المنتفخة من دوائر سياسية وإعلامية غربية إلى نخب عربية، ومصرية، لا تزال، حتى هذه اللحظة، غير قادرةً على أن تقيم ظهرها الذي تقوّس واعوّج من حمل الديكتاتورية العسكرية إلى السلطة، مشياً فوق جثة الديمقراطية والدولة المدنية.

وأكد أن أحد مساخر العصر، أن يتقمص الراسبون في امتحان احترام القيم الديمقراطية في مجتمعهم دور المعلمين والناصحين والأوصياء على إرادة شعب آخر، وخصوصا حين يكون هذا الشعب حاصلاً على العلامة الكاملة في امتحانٍ أصعب، ومن ثم يستطيع ممارسة الاختيار الواعي، فيسقط ما يريد إسقاطه، ويمرّر ما يراه صالحاً له، مشيرا لكاريكاتير الثنائي الراحل، أحمد رجب ومصطفى حسن، حين رسما شخصيتهما الشهيرة “الكحيت” ذلك البائس، الفقير المعدم، مهلهل الثياب، حافي القدمين، الغارق في العنجهية، يعطي دروساً في الاستثمار الناجح، ويصفق للرأسمالية، ويلعن الاشتراكية، ويحاضر في أفضل الطرق لتناول الكافيار، ويدلي بدلوه في خطوط الموضة والموسيقى الكلاسيكية”.

واختتم مقاله قائلا: “عزيزي الكحيت: من خدم في بلاط الاستبداد العسكري ليس مؤهلاً لتعليم الناس أصول الديمقراطية”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *