الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / صفقة الغاز.. حلقه جديدة من حلقات التطبيع الأردني الصهيوني

صفقة الغاز.. حلقه جديدة من حلقات التطبيع الأردني الصهيوني

بالرغم من الحقد الدفين والعداء السافر الذي يقود الكيان الصهيوني لإرتكاب الجرائم التي يقوم بها بشكل يومي بحق الفلسطينيين، ألا أن الموقف الأردني لا يزال مايعًا تجاة الكيان الغاصب.

فبعد معاهدة الاستسلام التى وقعتها الأردن مع الكيان عام 1994 ، بين الراحلين الملك حسين ورئيس الوزراء الصهيوني إسحاق رابين، التى سطرت صفحة جديدة للتطبيه ، وضمن للكيان اعتراف واضح وصريح من الأردن بالكيانن ، بل وأصبح موافقه على الانتهاكات التى يقوم بها جيش الاحتلال فى فلسطين ، بل وقعت شركة الكهرباء الأردنية، اتفاقية لشراء الغاز من الكيان الصهيوني على مدى 15 عامًا، وذلك بدءًا من عام 2019.

وبعد نحو 21 عام من المعاهدة التى أثارات غضبًا واسعًا فى الأوساط الأردنية ، وقعت الأردن مع الكيان الصهيوني مؤخرًا اتفاقيات تخص الغاز، والمياه وتحليتها، وصرح مسؤولون صهاينه أن التعاون الأمني بين البلدين في أحسن حالاته عن أي وقت مضى.

وبالرغم من أن الكثير من الأردنيين يعارضون أي علاقات او روابط مع الكيان المحتل طالما تحتل الأراضي الفلسطينية، فإن السلطات لا تزال تقود التطبيع الاقتصادي والسياسي على أعلى مستوي.

وبعد توقيع اتفاق الغاز الأخير ، قامت مجموعات معارضة في الأردن بعمل ائتلاف ضد صفقة الغاز الأخيرة تحت شعار “الغاز من العدو هو الاحتلال” ، حيث أن الصفقة أثارت غضبًا في الأوساط الشعبية بالأردن، وأكد مناهضو التطبيع مع الكيان المحتل أنه “غاز فلسطيني منهوب”.

ونرصد فى هذا التقرير  ، أبرز محطات التطبيع التى قادتها الأردن مع الكيان الصهيوني المحتل.


ناقل البحرين.. حلم “ثيودور هرتزل” الذي حققته الأردن

في فبراير عام 2015 ، وقع وزير المياه والري في الحكومة الأردنية الدكتور “حازم الناصر” في العاصمة الامريكية واشنطن ، مذكرة تفاهم لتنفيذ المرحلة الاولى من مشروع ناقل البحرين “الأحمر – الميت” مع الكيان الصهيوني ، والذي يُعد من أخطر المشاريع الاقتصادية على الوطن العربي.

وأثار توقيع الجانبين الأردني والصهيوني اتفاقية البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع ربط البحرين عبر خط أنابيب يصل طوله إلى 180 كم؛ جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والشعبية الأردنية.

ففي مقابل التفاؤل الرسمي الأردني  في القناة الجديدة ، فموقف الأردن يراها ضرورة ملحة وخطوة إستراتيجية هامة لإنقاذ البلاد من الجفاف المائي برفع منسوب البحر الميت المهدد بالانحسار، وإقامة مجمع تحلية للمياه شمال مدينة العقبة ، ألا إنها ليست إلا تحقيقًا لحلم مؤسس الحركة الصهيونية المعاصرة “ثيودور هرتزل”، وإعادة لإنتاج السيطرة والهيمنة الإقليمية للكيان الصهيوني الذي وضع الأردن في الواجهة للحديث عن المشروع وفوائده في السنوات الأخيرة.

أما حزب “الاستقلال” ، فقد أصدر بيانًا أعقب الاعلان الاتفاقية ، عبر فيه عن استيائه من مشروع “ناقل البحرين” الذي يمثل واحدة من الضربات المتتالية التي يكيلها النظام الصهيوني المغتصب لفلسطين والتي يكيلها لمصر واحدة تلو الأخرى مستغلاً العلاقة الاستراتيجية القائمة  بينه وبين نظام السيسي، فبعد أن شارك في  مؤامرة سد أثيوبيا لمنع المياه عن مصر، واقتتطع لنفسه مصادر الغاز الطبيعي في البحر المتوسط بالاتفاق مع السيسي لمنع الطاقة عن مصر.

وقال “الاستقلال” في بيانه: “ودعك عن كل ما يقال عن تحلية مياة وتنمية اقتصادية وغيرها فعند كل مصيبة من مصائب الحلف الصهيوني الأمريكي يثار الغبار بمشروعات العسل والتمر التي ستجلب الرخاء لدغدغة أحلام الشعوب المقهورة بحكامها في منطقتنا العربية ولم نسمع عن أي رخاء حدث بعد كل مصيبة، واسألوا عن غزو العراق الذي سيجلب الديمقراطية وسد أثيوبيا الذي هو في صالح مصر والسودان، وكامب ديفيد الذي سيخرجنا من عنق الزجاجة (خطابات السادات، والاعلام المصري في 1979 و1980). لذلك نحن ننبه شعبنا في مصر وشعوب الأمة العربية لهذه المخططات وندق أجراس الانذار حتى تستيقظ الشعوب من غفوتها وتعرف أن عدوها الأول هو الحلف الصهيوني الأمريكي وأتباعه”.

صفقة الغاز.. الأردن تُبرر والكيان الصهيوني يتباهى

قالت صحيفة “الغد” الأردنية أن شركة الكهرباء الوطنية الأردنية كانت وقعت، أواخر العام 2014، مع شركة “نوبل إنيرجي” الأمريكية، المشغلة لحقل ليفاثيان للغاز الطبيعي قبالة السواحل الفلسطينية، مذكرة تفاهم، بحيث يتم بموجبها توريد الغاز الطبيعي من الكيان الصهيوني للأردن للسنوات الـ15 المقبلة، مقابل 10 مليارات دولار.

من جانبه ، قال وزير الطاقة الصهيوني “يوفال شتاينتس” إن إسرائيل أصبحت من مصدري الغاز الطبيعي بعد الاتفاقية التي أبرمتها مع الأردن ، بقيمة عشرة مليارات دولار.

ومن ناحيته ، زعم الكاتب والصحفي الأردني “فيصل ملكاوي”، إن الأردن يجد نفسه مضطرًا في ظروفه الحالية لتوقيع الاتفاقية، نظرًا لما يواجهه من تحديات في مجال الطاقة، التي باتت تكلف الدولة الأردنية مبالغ طائلة، كما تؤدي إلى عجز متواصل في الموازنة.

لكن الناشط السياسي المعارض “سفيان التل” ينقض كل ما قاله ملكاوي، وما يقوله المتعاطفون مع الاتفاقية، ويرى أن الأردن لديه أربعة أو خمسة خيارات كلها أفضل وأرخص، من شراء غاز عربي مسروق من الكيان الصهيوني.

ويعدد “التل” تلك الخيارات فيقول إن على رأسها حقل الريشة الأردني للغاز، والذي لم تبد الدولة جدية في تطويره واستغلاله بسبب ضغوط خارجية ، ثم خيار الطاقة الشمسية.


غضب شعبي أردني عارم.. غاز العدو احتلال

عقِب توقيع الاتفاقية، تصدر الوسمان “طفي الضو” و”غاز العدو احتلال” موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، وقام نشطاء بنشر صور لتنفيذ دعوة إطفاء الإنارة، سواء في المنازل أو في المقاهي والمحلات التجارية وبعض المطاعم الشهيرة في العاصمة عمان ومدن أخرى.

كما شهدت الأردن عدة مسيرات تضمنت تنوعًا سياسيًا غير مسبوق، إذ شاركت فيها قوى يسارية وإسلامية وقومية اجتمعت على شعار “غاز العدو احتلال”، وأظهرت تناغمًا في رفض موحد لملف صفقة الغاز، في وقت توارت فيه الحكومة الأردنية خلف إعلان مفاجئ لإحدى وسائل الإعلام الصهيونية بإبرام الاتفاقية.

وتبنى “عبد الرحمن الصقور”، الذي يعمل أستاذًا بمدرسة ويقطن مخيم الحصن شمال البلاد، إطلاق دعوة الإنارة على فيسبوك وأنشأ مجموعات تواصل عبر تطبيق المراسلة “WhatsApp”، للتضامن مع حملة إطفاء الإنارة، تبعها إجراء اتصالات مباشرة مع أصحاب المحلات وبعض الجيران.

وقال “الصقور” إن الدعوة لاقت تجاوبًا ملحوظًا ليلة ، حيث خرج أيضًا العشرات أمام مدخل مخيم الحصن حاملين الشموع، ولافتات تحمل عبارات “أنا حر” و”الدم ما بيصير غاز”، وإن هذا النوع من الاحتجاج من شأنه أن يؤثر على إلغاء الاتفاقية أكثر من أي شكل آخر، لافتًا إلى أن هناك تصريحات أطلقها مسؤولون في أعقاب الحملة تدافع عن الاتفاقية، ما يدل على تأثير الحملة والمخاوف من اتساعها لاحقًا.

ودشن نشطاء أيضًا دعوات جديدة ، لتنفيذ أشكال احتجاجية جديدة ضد إبرام الاتفاقية الموقعة مع شركة نوبل إنيرجي الأمريكية، الشركة المطورة الرئيسي لحقل “ليفياثان”، لتزويد الأردن بالغاز الطبيعي المولد للكهرباء، ولمدة 15 عامًا بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي، على أن يبدأ تنفيذها في عام 2019.

فيما قال نائب عميد كلية التجارة في الجامعة الإسلامية بغزة، “خليل النمروطي” إن تصدير الغاز الصهيوني إلى الأردن يساهم في زيادة صادرات إسرائيل الخارجية ونموها الاقتصادي، ويحولها إلى مصدر للطاقة، بعد أن كانت تستورده، مما سيزيد شهيتها على سحب الغاز قبالة شواطئ غزة، وهذا كله على حساب الفلسطينيين.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *