الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / شاهد.. حرب أكتوبر.. 10 حقائق يجب أن تعرفها

شاهد.. حرب أكتوبر.. 10 حقائق يجب أن تعرفها

لا يمكن لأحد أن ينكر الدور العظيم الذي قامت به القوات المسلحة المصرية في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف بعد عبور أقوى مانع مائي في العالم، وتحقيق انتصار كبير ومدهش أذهل العالم في بداية حرب السادس من أكتوبر 1973م العاشر من رمضان 1393هـ.

ورغم إيماننا بالنصر الذي تحقق في أول الحرب بتوفيق من الله تعالى أولا ثم تخطيط كان على أعلى مستوى، وجنود كان كثير منهم ربانيين خاضوا الحرب صائمين، إلا أن ذلك لا يمنع مطلقًا من ذكر الحقائق، وأن قوات العدو أيضًا عبرت القناة كما عبرنا وتمكنت من تطويق الجيش الثالث وحصار مدينة السويس، بعد أن تسللت من ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الثاني والثالث التي تسببت فيها القرارات السياسية الخاطئة، بل الجسيمة من جانب الرئيس الراحل محمد أنور السادات بتطوير الهجوم دون حماية من مظلة الدفاع الجوي، ما أوقع قواتنا في خسائر فادحة ورجح  كفة الحرب لصالح الأعداء، حتى تم وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر بقرار من الأمم المتحدة.

في هذا التقرير نرصد أبرز 10 حقائق عن حرب العاشر من رمضان أو «يوم كيبور» كما يسميها الصهاينة.

أولا: توقيت الحرب وعدد القوات
بدأت الحرب في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق يوم 10 من رمضان 1393هـ بهجوم جوي مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على قوات الاحتلال الإسرائيلي التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان. وأسهم في الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا أو اقتصاديا.

يتألف الجيش المصري من 10 فرق عسكرية (وهي 5 مشاة و3 ميكانيكية و2 مدرعة) إضافة إلى 10 ألوية مستقلة (وهي 4 مشاة و3 مدرعة و3 مظليين).. وخلال بدء العمليات العسكرية دفعت القيادة المصرية 5 فرق مشاة لتعبر قناة السويس فيما احتفظت باحتياطي تعبوي خلف القناة قوامه 3 فرق عسكرية (فرقتين مدرعتين وفرقة ميكانيكية) فيما تمركز الاحتياطي الاستراتيجي للقيادة العامة في القاهرة وقوامه فرقة ميكانيكية و3 ألوية مدرعة مستقلة و3 ألوية مظليين.

في المقابل كانت القوات الإسرائيلية المتواجدة على خط الجبهة لحظة بدأ الحرب تتألف من فرقة مدرعة واحدة بقيادة ألبرت ماندلر ولواء مشاة وقد عززت إسرائيل مواقعها بدفع فرقتين مدرعتين من الاحتياط.

من الناحية الجوية فتمتلك إسرائيل 600 طائرة حربية، 84 مروحية أما القوات الجوية المصرية فتمتلك 305 طائرة مقاتلة وبإضافة طائرات التدريب يرتفع هذا العدد إلى 400 طائرة. أما المروحيات فتبلغ 140 مروحية وتمتلك قوات الدفاع الجوي نحو 150 كتيبة صواريخ أرض-جو.

ثانيا: «المآذن العالية»
«المآذن العالية» هو اسم الخطة التي وضعتها رئاسة الأركان المصرية بقيادة الفريق سعد الدين الشاذلي.. وتهدف خطة الهجوم المصرية إلى اقتحام خط بارليف الدفاعي عن طريق دفع 5 فرق مشاة شرق قناة السويس في 5 نقاط مختلفة، واحتلال رؤس كبارى بعمق من 10-12 كم وهي المسافة المؤمنة من قبل مظلة الدفاع الجوي في حين تبقى 4 فرق عسكرية (فرقتان مدرعتان وفرقتان ميكانيكيتان) غرب القناة كاحتياطي تعبوي لمنع تسلل قوات العدو من الثغرات بين القوات المصرية، فيما كانت باقى القوات في القاهرة تحت تصرف القيادة العامة.

ثالثا: الضربة الجوية
في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت القاهرة ، نفذت القوات الجوية المصرية ضربة خاطفة ومركزة  على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس. وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية. واستهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصاف البترول ومخازن الذخيرة.

رابعا: العبور (عملية بدر) في 7 و8 أكتوبر
بدأ عبور القناة يومي 7 و8  أكتوبر بقوات قدرها 8 آلاف من الجنود المصريين، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60 ألف مقاتل، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع.

خامسا: هجوم إسرائيل مضاد في “8 و9” أكتوبر
مع إطلاله صباح يوم 8 أكتوبر نفذت القوات الإسرائيلية هجومها المضاد حيث قام لواء إسرائيلي مدرع بالهجوم على الفرقة 18 مشاة المصرية كما نفذ لواء مدرع إسرائيلي آخر هجوما على الفرقة الثانية مشاة وقد صدت القوات المصرية الهجمات. وبعد الظهيرة عاودت إسرائيل الهجوم بدفع لواءين مدرعين ضد الفرقة الثانية مشاة وفي نفس الوقت يهاجم لواء مدرع الفرقة 16 مشاة ولم تحقق الهجمات الإسرائيلية أي نجاح. وحافظت فرق المشاة المصرية على مواقعها شرق القناة.

سادسا: كارثة تطوير الهجوم بدءا من 11 أكتوبر
في يوم 11 أكتوبر طلب وزير الحربية الفريق أول أحمد إسماعيل علي من رئيس الأركان الفريق سعد الشاذلي تطوير الهجوم إلى المضائق إلا أن الشاذلي عارض بشدة أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.

في اليوم التالي (12 أكتوبر) كرر الوزير طلبه من الفريق الشاذلي تطوير الهجوم شرقا نحو المضائق إلا أن الشاذلي صمم على موقفه المعارض من أي تطوير للهجوم خارج مظلة الدفاع الجوي.

بعد ظهيرة يوم 12 أكتوبر ألح الوزير على ضرورة  تطوير الهجوم للمرة الثالثة في أقل من 24 ساعة مشددا على أن «القرار السياسي يحتم علينا تطوير الهجوم نحو المضائق، ويجب أن يبدأ ذلك غدا 13 أكتوبر».

سابعا: رفض قادة الجيش الثاني والثالث لأوامر السادات
في الساعة 3:30 مساءً اتصل اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني بالقيادة العامة طالبا مكالمة رئيس الأركان ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر السياسية الصادرة من الرئيس السادات بتطوير الهجوم دون حماية بمظلة الدفاع الجوي ما يعرض القوات المهاجمة للخطر والهلاك المحتم، وبعدها بدقائق اتصل اللواء عبدالمنعم واصل بالقيادة ليبدي اعتراضه على الأوامر التي أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم.

ورد الفريق الشاذلي على قائدي الجيشين الثاني والثالث أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أجبر على ذلك.

وأبلغ الشاذلي الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الدفاع باعتراضات قائدي الجيشين الثاني والثالث فتقرر استدعاء اللواء سعد مأمون واللواء عبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة. استمر المؤتمر من الساعة 6:00 حتى 11:00 مساءً وتكررت نفس وجهات النظر وصمم الوزير على تطوير الهجوم والشيء الوحيد الذي تغير هو تغير موعد الهجوم من فجر يوم 13 أكتوبر إلى فجر يوم 14 أكتوبر.

ثامنا: «14» أكتوبر تنفيذ أوامر السادات بتطوير الهجوم
رضخت  القيادة العسكرية  المتمثلة في رئيس الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقائد الجيش الثاني اللواء سعد مأمون وقائد الجيش الثالث اللواء عبدالمنعم واصل لأوامر القيادة السياسية “السادات” ووزير الحربية  المشير أحمد إسماعيل.

وبدأ تنفيذ تطوير الهجوم دون مظلة صواريخ الدفاع الجوي، وكان الهجوم غير موفق بالمرة كما توقع الفريق الشاذلي، وانتهى بفشل التطوير، مع اختلاف رئيسي، هو أن القوات المصرية خسرت 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودات من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.

بهذا الشأن، يرد رئيس الأركان العامة الفريق الشاذلي على ادعاء السادات بأن تطوير الهجوم هدفه تخفيف الضغط عن سورية بقوله «بخصوص ادعاء السادات بأن هجومنا يوم 14 أكتوبر كان يهدف إلى تخفيف الضغط عن سوريا فهو ادعاء باطل، الهدف منه هو تسويغ الخطأ الذي ارتكبته القيادة السياسية المصرية».

تاسعا: «15 أكتوبر»  تغرة الدفرسوار
في عصر يوم 13 أكتوبر ظهرت طائرة استطلاع أمريكية من نوع SR-71 بلاك بيرد فوق منطقة القتال وقامت بتصوير الجبهة بالكامل ولم تستطع الدفاعات الجوية المصرية إسقاطها بسبب ارتفاعها فوق مستوى الدفاعات الجوية المصرية.

وتكرر الأمر نفسه يوم 15 أكتوبر، واكتشفت تلك الطائرة في رحلتها الثانية وجود ثغرة غير محمية وبعرض (25)كم بين الجيش الثالث الميداني في السويس والجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية.

في ليلة 15 أكتوبر تمكنت قوات العدو من عبور قناة السويس إلى ضفتها الغربية. وحاولت هذه القوات احتلال مدينة الإسماعيلية إلا أن قوات الصاعقة تمكنت من ردها.

بدأت الثغرة تتسع واستطاعت القوات المعادية من قطع طريق السويس القاهرة، واستطاعت  تطويق الجيش الثالث وحصار مدينة السويس التي كادت تسقط في أيديهم لولا بسالة المقاومة الشعبية التي أبلت بلاء عظيما وتمكنت من الصمود ورد العدوان.

كان اتساع الثغرة نتيجة أخطاء جسيمة من جانب القيادة السياسية المتمثلة في السادات والمشير أحمد إسماعيل وزير الحربية؛ بدءًا من تطوير الهجوم إلى عدم الرغبة في المناورة بالقوات، مما دفع البعض إلى تحميل السادات المسئولية الكاملة.

عاشرا: إعلان وقف إطلاق النار “22” أكتوبر
تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، وتم إصدار القرار رقم 338 الذي يقضي بوقف جميع الأعمال الحربية بدءًا من يوم 22 أكتوبر عام 1973م.

وقبلت مصر بالقرار ونفذته اعتبارا من مساء اليوم نفسه، إلا أن قوات الاحتلال الإسرائيلي خرقت وقف إطلاق النار، فأصدر مجلس الأمن الدولي قرارا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *