الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / لماذا تجب السخرية من نصائح مصطفى بكري؟

لماذا تجب السخرية من نصائح مصطفى بكري؟

قد تأتي النصيحة من أفواه المجانين، وقد تكون بالمصادفة مقبولة، لكنها تصبح فخًا إن جاءت من أفواه المطبلين للعسكر، وعلى هذا الأساس سخر مراقبون وسياسيون وإعلاميون من محاولة بائسة وتعيسة قام بها الكاتب مصطفى بكري، النائب في برلمان المخابرات الحربية، عندما انخرط في حملة إعلامية شرسة ضد الممثلين العالميَين عمرو واكد وخالد أبو النجا، وذلك على خلفية مشاركتهما في جلسة استماع غير رسمية بالكونجرس الأمريكي، حول انتهاكات حقوق الإنسان وتعديلات العسكر في دستور الانقلاب.

يقول بكري، الشهير بالتطبيل للسفيه السيسي: “من يبررون هذا الفعل لا يقلّون خيانة عنهم، من حقك أن تعارض وأن تختلف، ولكن من داخل وطنك حتى ولو كان السجن مصيرك، أما أن تستقوي بمن لوثت أياديهم بدماء أهلنا وتآمروا على أوطاننا فهذه قمة النذالة والخيانة، ومن يدعم هؤلاء هم نفس الوجوه القذرة.. إخوانية كانت أو غير إخوانية”.

وترد الإعلامية نادية أبو المجد ساخرة بالقول: “قالك من حقك أن تعارض وأن تختلف ولكن من داخل وطنك حتى ولو كان السجن مصيرك”.. وبالنسبة للي بيتسجن اللي يعارض ويضيع عمرهم هم وأسرهم مايتحاسبش عادي! هذه هي الوطنية من وجهة نظر أذرع النظام الانقلابي في مصر”.

وبدأت بعض الشخصيات السياسية المعارضة العام 2018 بحضور قوي، إلا أنها اختفت نهاية العام، وكان مصيرها الاعتقال والمحاكمة والسجن بقضايا مسيسة، وفي رسالة تكشف عن توجه وأسلوب جنرال إسرائيل السفيه السيسي بمواجهة معارضيه، قال في يناير 2017 في نبرة تهديد: “يبدو أنكم لا تعرفونني، وما حدث منذ 8 سنوات لن يتكرر مجددا بمصر”، في إشارة إلى ثورة يناير 2011.

الكيل بمكيالين

وفي فبراير 2013 كان الكاتب والسيناريست الكبير يجلس في مكانه المفضل بأحد فنادق العاصمة القاهرة، محاطًا بمريديه وأصدقائه من الممثلين والمنتجين والإعلاميين، بينما يدور الحديث حول “الحكم الإخواني” ومستقبل السينما، وتتعالى الضحكات أحيانًا ويسود الصمت المتوتر أحيانا أخرى.

وفجأة يرن هاتف (موبايل) الكاتب الكبير، فيسارع بالانفصال عن المجموعة ليتخذ مكانًا ليس بعيدا، ويدور حوار يبدو خلاله الكاتب الذي لم يشتهر عنه التواضع متواضعا لأقصى درجة ويحاول طمأنة الطرف الآخر أن كل شيء تمام، وأن الوسط الفني كله جاهز وينتظر، عاد الكاتب إلى أصدقائه مبتسما، فيما يتطلع الجميع إليه ويقول: بعد أربعة أشهر سينتهي كل شيء.

كان الإعلام يعمل بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الأمن وأجهزة الدولة العميقة بدأب وإخلاص لم يتوافر من قبل لمثل هؤلاء، وبين الشاشات التي امتلأت بالنقد والتجاوز في حق الرئيس المنتخب حديثًا، محمد مرسي، وبين الأزمات الأمنية المفتعلة، انطلق الممثلون والكُتاب على الشاشات بالداخل والخارج، ولم يحرك نقيب الممثلين ساكنًا يومها ضد أي من أعضاء نقابته.

وفي تناقض واضح مع ما سبق، يأتي فصل كل من الممثلَين خالد أبو النجا وعمرو واكد من نقابة الممثلين، 26 مارس الجاري، تتويجا لحملة إعلامية شرسة ضد الممثلين العالميَين، ويعد القرار الذي اتخذه نقيب الممثلين أشرف زكي هو الأسرع في تاريخ النقابة بمصر، حيث صدر القرار وتبعه بيان النقابة بعد ساعات قليلة من الجلسة ودون تحقيق أو تواصل مع المعنيين.

اعتراف

كان الفنان حسين فهمي قد اعترف بفخر في لقاء تلفزيوني، أنه سافر نحو خمس مرات إلى الولايات المتحدة الأمريكية أثناء حكم الرئيس محمد مرسي وتحدث إلى أعضاء في الكونجرس، مؤكدا أن جماعة الإخوان الحاكمة في مصر هي جماعة “إرهابية”، وأن على الكونجرس أن يقف ضدها ويساعد من يعملون ضدها.

لم يكن اعتراف فهمي تحت ضغط أو قهر، ولكنه جاء عبر برنامج تلفزيوني فيما يعد إشارة من فهمي إلى إسهامه في تمهيد الأرض؛ ليتسنى للسفيه السيسي الانقلاب والسيطرة على الأمور، ورغم مرور سنوات على الاعتراف المصور في مقطع فيديو، فإن النقيب لم يتحرك باتجاه حسين فهمي.

وهو ما يشير إلى اختلاف المعايير بين جهتين، يمثل الأولى فيها ممثلان تبنّى كل منهما الموقف ذاته انطلاقا من مواقف مبدئية تتعلق بالحرية وحقوق الإنسان، والثانية ممثل جاء تحركه طبقا لخطة ممنهجة شملت النجوم والإعلاميين إبان حكم مرسي في التمهيد لانقلاب 3 يوليو 2013.

وقام النجوم والإعلاميون بدور كبير في محاولة إضفاء صورة مقبولة على السفيه السيسي عبر سنوات ما بعد الانقلاب، وذلك من خلال مشاركته رحلاته إلى دول أوروبا والولايات المتحدة أحيانًا، والسفر ضمن وفود إلى مختلف دول العالم لتحسين وجه جنرال إسرائيل فيما سمي حينها بـ”الوفود الشعبية”.

ويستدعي سلوك النقيب أشرف زكي ذلك التراث الاجتماعي لفناني شارع محمد علي، الذين كان ولاؤهم ينصب على صاحب “الفرح” باعتباره من يدفع لهم في النهاية، وبالتالي فإن الحفل يصبح مخصصًا لتلميع صورته وكلما زاد العطاء ازداد المديح.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *