الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / بالفيديو.. استقلالية جامعة الزيتونة بتونس تفضح نفاق شيوخ العسكر في مصر

بالفيديو.. استقلالية جامعة الزيتونة بتونس تفضح نفاق شيوخ العسكر في مصر

جاء موقف جامعة الزيتونة التونسية برفض منح العاهل السعوي الملك سلمان بن عبدالعزيز الدكتواره الفخرية بناء على طلب من الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ليؤكد على مدى التأثير الإيجابي للديمقراطية في تعزيز مؤسسات المجتمع المدني ضد تغول السلطة التنفيذية. حيث دافعت الجامعة الإسلامية الأشهر في المغرب العربي مؤكدة أنها ترفض أن تتحول إلى لعبة في يد الملوك والرؤساء؛ وهو ما يعكس حجم الانهيار في المجتمعات التي يحكمها مستبدون وطغاة حيث يهرول الشيوخ للتزلف للنظام والنفاق للحكام وكان آخرهم خالد الجندي الذي تباهي بأنه شيخ من شيوخ السلطة.

وكان رئيس جامعة الزيتونة التونسية، الدكتور هشام قريسة، قال إن الجامعة رفضت طلبًا من الرئاسة بمنح الدكتوراة الفخرية في العلوم الإسلامية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «ترندينج»، المذاع عبر فضائية «بي بي سي عربية»، مساء الجمعة، أن الجامعة تأسست بالتزامن الاستقلال أي منذ 60 عامًا، وترأسها 16 رئيسًا لم يصدر أيًا منهم هذا النوع من الشهادات نهائيًا.وأوضح أنه اتخذ هذا القرار ليس تقليلًا من شأن خادم الحرمين بل التزامًا منه بحدود عمله داخل هذه المؤسسة العلمية التي لا تدرس إلا العلوم الدينية، متابعًا: «لا نريد أن تكون هذه المؤسسة لعبة للملوك والرؤساء يعطون شهادتها الفخرية لمن شاءوا». وواصل: «لو قبلنا هذا الأمر مرة واحدة سنضطر لإعطاء الشهادة الفخرية لكل رئيس قد يزورها، ونحن لا نريد أن توظف الجامعة في العمل السياسي».

ويأتي موقف جامعة الزيتونة بعد يوم واحد فقط من تصريحات مثيرة للجدل أطلقها شيخ السلطة في مصر خالد الجندي الذي تباهي بأنه أحد شيوخ السلطان مدعيا أن هذا ما أمر به الله وأن من يقول غير ذلك يعد شيطانا!!

وكان الجندي وهو عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، زعم أن من أخطر الأمور في الدنيا، أن تأتي جماعة ما، فتحول الحق إلى باطل، متابعًا: «رسخوا في المجتمع إن طاعة الأمير إثم، وإنك طبال ومنافق».وأضاف خلال تقديمه برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع عبر فضائية «دي إم سي»، مساء اليوم الخميس: «هما كل غرضهم إنهم يحطوا الفرد المؤمن في حالة تمرد على قيادته ورئيسه وملكه، فلو قلنا إننا بنسمع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبندين له بالطاعة، يقولوا دول منافقين وطبالين، أمال عايزين ندين لمين؟». وعقب: «نحن ندين بالطاعة لولي أمرنا، شاء من شاء وأبى من أبى، هتقولي منافق بقى مش منافق، لما تشوفونا بنسكت على منكر يقيني، ابقوا اتكلموا، لكن بصراحة مطلقة، إحنا شيوخ السلطان، وهكذا أمرنا الله، وهذا ما ورد في القرآن، واللي يقول غير كده يبقى شيطان».

وطالب «الجندي» كل الشيوخ أن يخرجوا إلى الناس ليعلنوا أنهم «شيوخ السلطان»، مضيفًا: «بأطالب كل شيخ يطلع بفخر يقول إيوة أنا شيخ السلطان، الله ده أنت بتمدحني مش بتذمني، يا جماعة علموا الناس هذا المصطلح».وذكر أن المنتقدين لشيوخ السلطان، هم في الأساس محرومون من أن يكونوا أفرادًا في هذه الأمة التي لها سلطان، مردفًا: «مش إحنا بنقول اللي ملوش كبير يشتري له كبير؟ فلما يبقى لنا كبير بأمر القدير ميبقاش علينا كتير».

تدليس فج!

وبهذه التصريحات يمارس الجندي تدليسا فجا ذلك أن ثمة فوارق واسعة بين ولي الأمر الذي تجب طاعته والذي جاء عبر أدوات وشورى صحيحة ورضا شعبي سليم وصحيح، وبين من سطا على الحكم بقوة السلاح واعتقل الرئيس الشرعي الذي تجب طاعته وزج به في السجن ظلما وعدوانا. فتصريحات الجندي ترسخ فكرة الانقلابات والصراع على السلطة وتكريس حكم الأقوى والأكثر عنفا ووحشية ما دام قد اغتصب الحكم بقوة السلاح.

وتأتي هذه التصريحات الصادمة في أوقات حساسة تحتاج فيها الأمة الإسلامية إلى ضبط المصطلحات الشرعية لعدم العبث بها من جانب المنافقين والأفاقين ووضع نظرية إسلامية سياسية تستفيد من تجارب الآخرين وتحول دول وصول الطغاة والمستبدين إلى الحكم وفق أدوات صحيحة وإجراءت تحظى بشرعية النصوص الإسلامية من جهة واتساقها مع ما وصلت إليه تجارب الإنسانية في الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة من جهة ثانية.

كما أن مواقف جامعة الزيتونة فضحت انضياع المؤسسة الدينية في مصر لسلطات الانقلاب والتي يوظفها دائما من أجل تكريس سلطويته وحكمه الشمولي ولعل مواقف جامعة الزيتونة تعطي أملا في تأسيس مؤسسات إسلامية مستقلة استقلالا حقيقيا لا صوريا وتمارس اجتهادا يتسق مع علوم العصر ونصوص الشرع أملا في نهضة إسلامية تعلي من قيمة الإنسان الذي تعصف به نظم الحكم المستبدة.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *