هويدي يفضح خطاب السيسي في نيويورك

قال الكاتب الصحفي فهمي هويدي: إن المنظر المعيب الذي ظهرت به مصر أثناء مشاركة السيسي لاجتماعات الأمم المتحدة دل على عدة ملاحظات، أبرزها إشادة السيسي بالعلاقات الجيدة التى تربط مصر بقادة أمريكا وأوروبا، بخلاف توجهه ولهجته عن خطاب الإعلام المصري في الداخل الذي يركز على “تآمر” العواصم الغربية على مصر، والحصار الذي تفرضه تلك العواصم وأجهزة مخابراتها على النظام المصري، خشية انطلاقها واستعادة أجواء الزمن الناصري.

وأكد هويدي خلال مقاله بصحيفة “الشروق” أن ما نشرته الصحف المصرية خلال الأسبوع الماضى حول لقاءات السيسي مع الساسة الغربيين يوحي بأن مصر تتبنى خطابين أحدهما للاستهلاك في الداخل والثاني للتصدير في الخارج.

وأوضح أن خطاب الداخل يركز على فكرة المؤامرة ويستنفر المصريين ضد الأبالسة الذين ما برحوا يتآمرون على مصر ويحاصرونها ويضيقون الخناق عليها. أما خطاب التصدير للخارج فإنه يخاطب “المتآمرين” متحدثًا عن مصر الديمقراطية التي تحكمها سيادة القانون وتديرها المؤسسات الحريصة على مد يد التعاون مع الجميع، وعلى العمل من أجل الحلول السلمية للنزاعات والدفاع عن السلام بكل السبل.

وأضاف أن المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام المصرية والتقارير التي خرجت من نيويورك يستشف منها أن مصر وهي تبث رسائلها المختلفة هناك كانت في موقف دفاعي بشكل عام، وأن السياسات الداخلية ظلت محل تساؤل وأحيانًا محل انتقاد واتهام، مدللاً على ذلك بقول السيسي فى عناوين بعض الصحف الأربعاء الماضي أنه لا يوجد ديكتاتور في مصر، وأنه لا عودة للفكر الاستبدادي وأنه سبق للسيسي أن سلم جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قائمة بأسماء الذين تم الإفراج عنهم جنائيًّا أو بعفو رئاسي، كما أن السيسي ناقش ملف حقوق الإنسان مع المرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون.

وقال هويدي إن هذه الإشارات لا تعني أن السيسي تطوع بتلك التصريحات، وإنما كان يجيب عن تساؤلات ويوضح التباسات الأمر الذي يدل على أن ملف الحريات وحقوق الإنسان ظل على طاولة اجتماعات الرئيس طول الوقت. عزز ذلك أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة كانت قد عبرت عن “قلقها الشديد” إزاء قمع السلطات المصرية لنشطاء حقوق الإنسان وصدور قرارات بتجميد أنشطة ومصادرة أموال مجموعة من أبرزهم، وهو ما أدانته الخارجية الأمريكية في بيان صدر أثناء وجود الرئيس في نيويورك، كما أن موقع سي. إن. إن الإخباري ذكر أن السيدة كلينتون دعت السلطات المصرية لإطلاق سراح الناشطة المصرية آية حجازي المحتجزة في مصر منذ عام ٢٠١٤.