الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / حراك شعبي هادر ومفاجئ بالجزائر ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة

حراك شعبي هادر ومفاجئ بالجزائر ضد الولاية الخامسة لبوتفليقة

فجّر إعلان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قبل أيام ترشحه لانتخابات 18 أبريل القادم، حراكا شعبيا غير مسبوق (من حيث الحجم)، رافض للولاية الخامسة، فيما تتمسك الموالاة بالمشروع وسط ترقب لتطورات الوضع خلال الأيام القادمة.

وتعيش الساحة السياسية في الجزائر وسط ترقب وتساؤلات حول مصير هذا الحراك، الذي يزداد زخمه يوما بعد يوم، بانضمام منظمات مهنية مثل المحامين والطلبة، ونقاش داخلي في الوسط الإعلامي، خاصة الحكومي منه، بخصوص تغطية أكثر مهنية للحراك المعارض للولاية الخامسة، ودعوات لاستمرار التظاهر في الشوارع لإجهاض هذا المشروع.

ورغم عدم اعتراضها على الاحتجاجات والتحذير من انحرافها عن طابعها السلمي، أعلنت أحزاب ومنظمات الموالاة تمسكها بترشيح رئيس الجمهورية لولاية خامسة، ودعت المعارضين إلى الاحتكام للصندوق.

والإثنين، قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، في كلمة له بالمجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) إنه من حق الجميع الاعتراض على أي مترشح لانتخابات الرئاسة، لكن الفصل يكون في الصندوق يوم الاقتراع.

حراك شعبي بلا قيادة

مباشرة بعد إعلان الرئيس بوتفليقة، عن ترشحه لولاية انتخابية جديدة في 10 فبراير الجاري، انتشرت بسرعة دعوات للتظاهر للتعبير عن رفض هذا الترشح عبر «فيسبوك» و«يوتيوب» تحديدا.

وشهدت البلاد في 22 فبراير الماضي، مسيرات ووقفات في أغلب محافظات البلاد، أكبرها بالعاصمة، أين تظاهر عشرات الآلاف بشكل غير مسبوق، داعين إلى وقف مشروع الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة.

❤

بلد المليون شهيد..عقدت العزم ان تحيا الجزائر… pic.twitter.com/PKRgjJ5VxV

— ahmed hakes (@AhmedHakes) February 23, 2019

وكسر المتظاهرون قانونا لحظر التظاهر في العاصمة، تم وضعه في 2001، وتفادت قوات الأمن المواجهة مع المحتجين بشكل جعل هذه المسيرات غير مسبوقة من حيث حجمها وطابعها السلمي.

ولم يتبن أي حزب سياسي معارض المسيرات، التي بقيت مجرد تحرك عفوي لناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، وسط دعوات جديدة للتظاهر خلال الأيام القادمة.

ويقول الإعلامي الجزائري إسماعيل رزايقي، «الأحزاب السياسية المعارضة للسلطة، باستثناء حركة المواطنة، التي تتشكل من ناشطين ليبراليين، لم تتبن هذه المسيرات في البداية بسبب المخاوف من فشلها كما وقع في سنوات ماضية».

وأوضح رزايقي، «إلا أنه ومع تزايد حجم التجنيد السياسي في شبكات التواصل الاجتماعي الجزائرية ضد الولاية الخامسة للرئيس، ووقوع مسيرات في بعض المحافظات الشرقية، قررت بعض الأحزاب المعارضة مساندة المسيرات».

وتابع «إلا أن الملاحظة المهمة حول هذا الحراك الشعبي في الجزائر، هو أنه بلا قيادة ولا ممثلين، وهو ما يجعل تواصله واستمراره لمدة طويلة صعبا، إلا أن درجة التجنيد الشعبي في الجزائر ضد العهدة الخامسة أعطى هذا الحراك زخما قويا».

توقعات باستمرار الحراك

ورفع عشرات آلاف المشاركين في مسيرات رفض الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة، مطلبا واحدا، هو «لا للعهدة الخامسة»، ومبررات هذا المطلب هي أن الجزائر تعيش منذ سنوات حالة فراغ بسبب مرض الرئيس (81 سنة).

هناك فرق شاسع بين مفهوم الحكومة والنظام الحاكم وبين مفهوم الوطن
بهذا المعتقد خرج أبناء الجزائر اليوم في مسيرات سلمية متحضرة ليعبروا
عن رفضهم لمواصلة من يختبئون وراء قناع الرئيس في حكم الوطن
دون اعمال شغب دون تخريب ممتلكات ليعطوا درسا بأننا شعب جد واع ويقظ
ووطني كذلك#مسيراتنا pic.twitter.com/lcoS1tlfMy

— Nac_er.alg (@lAlgrien) February 22, 2019

ويتوقع خبراء ومتابعون أن استمرار المسيرات مرهون بانسحاب الرئيس بوتفليقة من الانتخابات، فحتى قبل حلول 22 فبراير، أعلنت أحزاب سياسية معارضة عن نيتها تنظيم مسيرات ترفع المطلب نفسه.

كما أن ناشطين في «فيسبوك» من دعاة مسيرة 22 فبراير، أكدوا أنهم سينظمون المزيد من المسيرات إلى غاية تحقيق مطالبهم.

ويقول المحلل السياسي محمد الصغير، «المشكلة التي تطرحها مسيرات رفض ترشح الرئيس بوتفليقة، أن السلطات لن تجد من تتحاور معه ممثلا لهذا الحراك الشعبي، بسبب عدم وجود قيادة لهذا التحرك الشعبي».

وأوضح الدكتور «الصغير»، «وحتى بعد انتهاء مسيرات 22 فبراير، لم يعلن المشاركون في المسيرات التي شملت عشرات المدن عن بيان سياسي أو عن اختيار قيادة لهذا التحرك الشعبي، بالتالي فإن السلطة لن تجد من تحاوره، وهذا يزيد الوضعية تعقيدا».

السلطات أمام معضلة اسمها الوقت

ويقول الصحفي بوعلام فوزي، «القيادة السياسية في الجزائر، والتي تلتف الآن حول خيار وحيد؛ هو بقاء بوتفليقة في السلطة، تدرك الآن أنها مجبرة على اختيار مرشح جديد للانتخابات الرئاسية باسم ما يسمى التحالف الرئاسي».

والتحالف الرئاسي، ائتلاف سياسي بين 4 أحزاب كبرى تؤيد بقاء الرئيس الحالي للجزائر، وهي حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم (برئاسة بوتفليقة)، والتجمع الوطني الديمقراطي (يقوده رئيس الوزراء أحمد أويحيى)، إلى جانب حزبي الحركة الشعبية (لبيرالي)، وتجمع أمل الجزائر (محافظ).

ويضيف فوزي، «من المرجح أن يعلن الرئيس بوتفليقة، في غضون أيام قليلة عن انسحابه لدواعي صحية».

ظهوربوتفليقة

على كرسيه المتنقل الرئيس الجزائري يظهر خارج القصر وحزبه يناشده الترشح لفترة جديدة

Publiée par ‎شبكة رصد‎ sur Mardi 10 avril 2018

وأشار في هذا الصدد، إلى «أن رئاسة الجمهورية، أعلنت، الخميس الماضي، أن الرئيس سيتنقل إلى سويسرا لإجراء فحوص طبية، قالت إنها روتينية، ما يرجح فرضية انسحاب الرئيس بوتفليقة من السباق الانتخابي الرئاسي، لصالح مرشح جديد محسوب سياسيا على التحالف الرئاسي في الجزائر».

وحسب فوزي، «الأمر المؤكد الآن، أن ما يحدث هو صراع إرادات بين معارضي بقاء الرئيس بوتفليقة، وبين الأطراف السياسية التي تدعمه».

وتابع «نحن الآن أمام احتمالات منها؛ تراجع زخم المسيرات مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى استمرار مشروع ترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة خامسة، وزيادة زخمها مستقبلا ما سيؤدي إلى تغيير مشروع السلطة للتمديد للرئيس وترشح شخصية مقربة من بوتفليقة للانتخابات الرئاسية».

🇩🇿

خلاصة القول ⁦⁩#خلوه_يهدر_خلوه_يخير#لا_للعهدة_الخامسةpic.twitter.com/SfiIEm4h9e

— Halim (@_____MH8) February 25, 2019

ووفق فوزي، «هذا القرار يجب أن يتخذ سريعا بالنسبة للسلطة، لأن أي تأخير قد يؤدي إلى فوز أحد المرشحين الموجودين بالانتخابات في حال استمرار حالة الرفض في الشارع لبقاء الرئيس بوتفليقة في السلطة».

وتابع «كما أن المرشحين للانتخابات الرئاسية مجبرون على تقديم ملفاتهم للمجلس الدستوري، في الأسبوع الأول من مارس المقبل، وهو ما يضع السلطة القائمة في الجزائر، والمكونة من أحزاب وشخصيات مؤيدة للرئيس، أمام معضلة حقيقية».

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *