الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / مجلس الشيوخ.. تكية السيسي لإطعام المطبلين وحملة المباخر

مجلس الشيوخ.. تكية السيسي لإطعام المطبلين وحملة المباخر

يرى مراقبون أن المواد التي تم الاستقرار على تعديلها في دستور الانقلاب الموصوف بالنوايا الحسنة، تتلخص في مد الفترة الرئاسية من ٤ إلي ٦سنوات، واستحداث مجلس الشيوخ، وتعيين نائبين لرئيس الجمهورية، وإلغاء تحصين شيخ الأزهر من العزل، وإلغاء الرقابة المسبقة لمجلس الدولة على مشروعات القوانين، فهل هدف السفيه السيسي من استعادته للغرفة الثانية من البرلمان، هي إرضاء عائلات كبيرة وشخصيات جديدة يستطيع أن يستقطبها؟

مجلس الشيوخ الذي سيدشنه السفيه السيسي يتكون من 250 عضوًا لا يملكون صلاحية سؤال حكومة الانقلاب عن أي شيء، ويعين جنرال الانقلاب ثلث أعضائه، وبذلك يكون بذلك مجلس الشيوخ الوحيد في العالم الذي لا صلاحية له، والذي يعين رئيس عصابة الانقلاب أعضاءه، وهو بذلك أقرب لمجلس لمكافأة الأعوان الذين لم يتسع لهم برلمان الدم.

مباركة واشنطن

وأكد سياسيون ومراقبون أنه بات من المؤكد للإدارة الأمريكية أن السفيه السيسي يسعى إلى إنجاز مشروعيه الكبيرين على قدم وساق؛ وهما التعديلات الدستورية، والانتهاء من العاصمة الإدارية الجديدة، أو “المنطقة الخضراء” كما أطلقت عليها الباحثة الأمريكية في مركز كارنيجي للسلام، ميشيل دون في مقالها الأخير تحت عنوان “السيسي يبني منطقة خضراء بمصر”.

ورأت الباحثة الأمريكية أن المشروع السياسي الكبير الذي يسرع السفيه السيسي الخطى لإتمامه وتنفس الصعداء، هو التعديلات الدستورية؛ لإلغاء عدد مرات المدد التي يحددها الدستور الحالي للرئاسة بمدتين فقط، ليحكم إلى الأبد من خلال المنطقة الخضراء بعد عام 2020 أو قبلها، بعيدا عن أي حشود جماهيرية غاضبة في المستقبل.

يقول الدكتور محمد محيي الدين، أحد السياسيين المصريين المشاركين في وضع دستور الثورة عام 2012:” المجلس سيكون وكما كان في عهد مبارك مجلسا للمجاملات والترضيات وموضعا للمنتهية مهامهم، أيا كانت، ليجنوا أدبيا ثمار سابق أعمالهم”، معتبرا أن “ما يحدث انتكاسة خطيرة على من يريدونها تحمل عواقبها”.

ويرى البرلماني السابق أن “السيسي لا يبحث عمن يستقطبه. هو يرى مصر منفردا بنظارته التي لا ترى إلا اللون القاتم، فاقدا الثقة في كل شيء عدا ذاته التي التف حولها ويريدنا مثله”، مضيفا: “ولكن هيهات لأبناء يناير أن يعبدوا أو يقدسوا إلا الله”.

المنظومة الصهيونية

وقال النائب بالبرلمان المصري بالخارج طارق مرسي: “لا شك أن التعديل المقصود هو التمديد للسيسي مدى الحياة، والتمكين للجيش والعسكر لابتلاع الوطن، وإدارته وتمييع هويته، لكن من الطبيعي ألا يكون هذا فقط هو التعديل المطلوب والمعلن، لذا يجعلوها جملة من التعديلات، بعضها يدعم هذا الهدف، وبعضها يتناول أمورا هامشية، وربما البعض الآخر حشو للتعمية لا غير”.

وأضاف: “أعتقد أن الحديث عن ما يسمى مجلس الشيوخ لا يرتقي ليكون في التعديلات الأهم بالنسبة لطموحات السيسي كديكتاتور، لكنه يعد بوابة للنظام الديكتاتوري للترضية، وتوزيع المكاسب على بعض مراكز القوى التاريخية وسدنة الاستبداد وإطعام حملة المباخر ممن لا يستغني عنهم أي نظام سلطوي قمعي”.

وأكد أنه “ما من شك كذلك أن مهاما خاصة قد تكون معدة لمثل هذا الكيان المراد إعادة بعثه؛ مثل استخدامه لتطويع بعض السلطات كما كان مجلس الشورى بعهد حسني مبارك ورئيس المجلس صفوت الشريف، من قبل في مهامه مع الصحافة، وربما يستخدم في تمرير ما يريده النظام، خاصة في مشروعات القوانين الخادمة للاستبداد”.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس مركز العلاقات المصرية – الأمريكية في واشنطن، صفي الدين حامد، أن دوائر صنع القرار في أمريكا تعلم بما يخطط له السفيه السيسي جيدا، قائلا: “أجهزة الاستخبارات الأمريكية موجودة في كل أنحاء مصر، والسيسي هو ورقة مكشوفة للجانبين الأمريكي والإسرائيلي”.

ورهن قبول واشنطن بمخططات السفيه السيسي بعدم حدوث اضطرابات، قائلا: “مفهوم للأمريكان تماما أن السيسي كأي ديكتاتور ومستبد يريد أن يمتد حكمه إلى الأبد، ولا يهم من يحكم مصر أو كيف، مادام حكمه مستقر، ولا يزعزع مصالحهم الإستراتيجية في المنطقة، ولا تُمس مصالح إسرائيل وأمنها بسوء، والسيسي هو جزء من المنظومة الصهيونية وسيعمل جاهدا على ضمان الأمرين لضمان بقائه”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *