الرئيسية / أهم الأخبار / “هآرتس”: السلطة تعاني من “ازدراء عام” وشعبية حماس تتعاظم في الضفة

“هآرتس”: السلطة تعاني من “ازدراء عام” وشعبية حماس تتعاظم في الضفة

كشفت صحيفة “هآرتس” الصهيونية أن السلطة الفلسطينية تخشى من تعاظم شعبية حركة المقاومة الإسلامية حماس في أعقاب المواجهات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، بينما تعاني السلطة من “ازدراء عام” في أوساط الفلسطينيين في الضفة إثر قمع السلطة الاحتجاجات التي اندلعت في مدن نابلس والخليل ورام الله، وفضَّتها بالقوة الجمعة 14 ديسمبر 2018 الجاري.

وبحسب الصحيفة، لم تكن هذه هي المرة الأولى خلال العقد الماضي التي تندلع فيها اشتباكات بين قوات شرطة السلطة الفلسطينية ومحتجين فلسطينيين على خلفية هجمات جيش الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن هذه الاشتباكات الأخيرة وضعت السلطة الفلسطينية في موقفٍ سياسي حرج، سواء في الداخل أو الخارج، إضافةً إلى تزامنها مع أزمة اقتصادية تمر بها السلطة، والسكان الفلسطينيون.

ونوهت الصحيفة إلى دور “المبادرة الوطنية الفلسطينية” – وهي قوة سياسية يافعة نسبيا تضطلع بدور مهم في جهود المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس – والتي حذَّرت من تحوُّل “المواجهات الشجاعة والبطولية مع الاحتلال ومستوطنيه المجرمين إلى اقتتال بين الفلسطينيين، وأكدت أن ذلك لا يصب إلا في صالح حكومة نتنياهو وسياساتها”.

واندلعت احتجاجات الجمعة بمدينتي الخليل ونابلس إحياءً للذكرى السنوية الـ31 لتأسيس حركة حماس؛ وفضَّت قوات أمن السلطة الفلسطينية الاحتجاجات في نابلس بإطلاق أعيرة نارية في الهواء وضرب المحتجين، إلى جانب وسائل أخرى، وأعلنت رسميا أنَّ السبب وراء ذلك هو أنَّ المشاركين ” رفعوا علم حماس ورفضوا رفع علم فلسطين”، في حين أعلنت أنَّها فضت المظاهرات في الخليل، التي شهدت ضرب سيدات مُشارِكات بهراوات؛ لأنَّها “ندَّدَت بالسلطة الفلسطينية في محاولات استفزازية مُتعمَدة”، بحسب قوات الأمن.

الصحيفة سلطت الضوء على انعكاسات ممارسات السلطة الإجرامية بحق المقاومة، وقالت إن الرأي العام الفلسطيني يعتبر حادثتي إطلاق النار على مستوطنين وجنود إسرائيليين قرب مستوطنة جفعات آساف، وعند مدخل مستوطنة عوفرا مؤخرا، أعمالاً بطولية مشروعة في مواجهة الزحف الذي لا يتوقف للمستوطنات الإسرائيلية في المنطقة، وأن هذه الأعمال تعزز الصورة القومية الوطنية لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، على النقيض من الصورة الشائعة عن السلطة الفلسطينية بأنَّها «مقاول يقوم بأعمال الاحتلال» نيابةً عنه.

كما سلطت الصحيفة الضوء على مشهد يراه الفلسطينيون عبثيا؛ حيث تختفي جنود السلطة إذا شوهدت قوات الاحتلال في الأرجاء تطلق النار على الفلسطينيين وتعتقل الشباب الذين يقذفون قواتها بالحجارة، بينما تتنشر قوات السلطة عندما يختفي جنود الاحتلال وهو ما يأتي ترجمة لاتفاقية أوسلو التي جعلت من السلطة شرطي حراسة لخدمة أمن الكيان الصهيوني، ويمنع قوات الأمن الوطني الفلسطيني من الدفاع عن مواطنيها في وجه اعتداءات الجيش الإسرائيلي.

وتضيف الصحيفة: حين تهاجم قوات الأمن الفلسطينية شعبها بدلاً من حمايته، تتنامى مشاعر الازدراء ضدها. ثم حين تدعو حركة فتح الحاكمة لمظاهرات ضد الاحتلال (على سبيل المثال في أراضي القرى التي يمنع عنف المستوطنين المزارعين من دخولها)، تُقابَل هذه الدعوات في أفضل الحالات بالأسف، وفي أسوئها بالاستخفاف.

ومنذ الأربعاء الماضي 12 ديسمبر، قتل الجيش الإسرائيلي 5 فلسطينيين. ويعتقد الفلسطينيون أنَّ جميع حوادث القتل هذه تمت خارج إطار القانون بدلاً من اعتقالهم. وهؤلاء الفلسطينيون هم: أشرف نعالوة، المتهم بتنفيذ هجوم منطقة بركان قبل شهرين؛ وصالح البرغوثي، المشتبه في إطلاقه النار بمستوطنة عوفرا؛ ومجد مطير من مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس، والذي طعن شرطيين في البلدة القدس بالقدس. أما الرابع فهو حمدان العارضة (67 عاما)، رجل الأعمال الذي فَزِعَ عقب مصادفته جنودا إسرائيليين في المنطقة الصناعية في البيرة وفَقَدَ السيطرة على سيارته. وافترض جنود إسرائيليون أنَّ العارضة كان يُنفِذ عملية دهس مُتعمدة. أما الخامس فكان محمود نخلة من مخيم الجلزون للاجئين، الذي وفقاً لرواية الأهالي، أصابه الجنود بطلق ناري في البطن يوم الجمعة، وماطلوا في نقله إلى المستشفى.

من جانبها، ذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنَّ 300 فلسطيني أصيبوا خلال الاشتباكات التي اندلعت في أرجاء الضفة الغربية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.

ولم يكن أفراد الأمن الفلسطينيين حاضرين، أو على الأقل لم يكونوا موجودين وهم يحملون السلاح ويرتدون زيهم الرسمي. وربما كان غيابهم سيُنظَر إليه باعتباره أمرا عاديا أو ربما منطقيا ومقبولاً، لولا أنَّهم لجأوا في مرات عديدة سابقة إلى استخدام القوة لقمع حرية شعبهم في التعبير، وحقه في التنظيم والتظاهر.

رابط دائم

‎وسومأمن السلطةالاحتلالالضفةحماسمظاهرات

شاهد أيضاً

أمير قطر يغادر القمة العربية قبل انتهاء الجلسة الافتتاحية (شاهد)

غادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها الـ30 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *