الرئيسية / أهم الأخبار / لماذا أحرج «السيسي» وزراءه ومحافظيه على الهواء؟

لماذا أحرج «السيسي» وزراءه ومحافظيه على الهواء؟

مواقف محرجة عدة تعرّض لها محافظون ووزراء، السبت 15 ديسمبر، على الهواء مباشرة من جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وكانت حديث وسائل التواصل الاجتماعي.


كشف دكتور نبيل صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، لـ (مصر العربية)، عن أن خطاب السيسي وتلك المواقف المحرجة التي وضع فيها حكومته على الهواء، كان الهدف منها إرسال رسائل بعينها للرأي العام المصري.

وأوضح أنه تعمَّد فعل ذلك على الملأ حتى يعطي إشارات للشعب، أنه مُلِمّ بكل كبيرة وصغيرة وأي خطأ حدث ليس مسئوليته وأنه يحاسب المُقصرين عليه.

ولفت إلى أن توقيت الخطاب نفسه يمكن من خلاله فهم رسائل السيسي، حيث يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي: لا يمكن تحليله دون النظر إلى ما يحدث في الإقليم، ففي فرنسا هناك تظاهرات السترات الصفراء ضد النظام، وفي تونس ظهرت السترات الحمراء واعتقل من حاول ارتداءها، وفي مصر لم يبق كثيرًا على ذكرى 25 يناير، فضلًا عن الزيادات في الأسعار التي كانت حديث الجميع.

واستكمل: لذا فهو يريد قبل قدوم هذا التاريخ أن يوصل رسالة للرأي العام المصري مفادها أن النظام مُتمثلًا في حاكمه يعمل، وأنه ليس لي علاقة بتلك الأخطاء.

وتابع: كان من الممكن أن يوبخهم في مكتبه ولا يحرجهم على الهواء، ولكنه تعمد فعل هذا لعمل بروباجندا، فهو استبدل الحديث معهم في غرف مغلقة، لأنه يريد أن يشاهده الجميع، ويقولوا أن هذا الرجل يعلم كل كبيرة وصغيرة وأنه ليس في عالم آخر، لتشكيل الرأي العام المصري.

وأضاف: قد يتبع هذا المشهد استقالات لبعض الوزراء والمحافظين، لاستكمال تلك الرسائل التي يريد أن يقنع الرأي العام بها، بأنه لا يحرجهم ويعرف مواضع قصورهم فحسب بل يتخذ موقفًا بإقالتهم، “عشان محدش يقول لم هو شايف انهم وحشين مقعدهم ليه؟”. 

واستطرد قائلًا: لكن توقيت صدوره لا أحد يمكن معرفته فقد تكون هناك حسابات أخرى ولا تتم الإقالة من الأساس، ويكتفي فقط بالبروباجندا، خاصة وأن وزيرة التضامن التي احرجها، تصفق له دائمًا على كل شئ يقوله، لذا فمن الممكن أن يكتفي بذلك.

وتابع: هو يقوم بذلك أيضًا من أجل إذا فكر أحد بالقيام بأي تظاهره، يخرج فريق آخر ويقول “ليه ما الرجل شغال وبيسوي الهوايل”، واختتم لافتًا أن مخاطبة وزراءه ومحافظيه بتلك الطريقة في العلن، يكون بهدف الوصول لهدف شخصي، مثلما شرحت سالفاً.

الجدير بالذكر أن  تلك المواقف حدثت أثناء افتتاح الرئيس المصري اليوم عددًا من المشروعات القومية، في مجال الإسكان الإجتماعي ومجال المياه. 

وسيطر على المشاهد، مواقف محرجة عدة لعدد من المحافظين والوزراء. 

كان من بينهم وزيرة التضامن الاجتماعي، غادة والي، فخلال حديث اللواء عماد الغزالي، قائد المنطقة المركزية العسكرية، عن تجهيز بعض الشقق فى مشروع الإسكان الاجتماعى بحي السلام أول “أهالينا 1” لاحظ الرئيس “غسالة موديل قديمة”، فقال :”إية الغسالة دي يا عماد؟”، وواصل: ” وزيرة التضامن مش عاوزة تصرف.. لأنها مكانتش موافقة ومش عاوزاني أفرش الوحدات السكنية فضلت الاكتفاء بتسليمهم الشقق”.

لم تكن “غادة” ضحية تلك المواقف اليوم فقط ولكن نال محافظ القاهرة منها جانبًا ليس يسيرًا أو الأول ايضًا، بعدما انهالت عليه أسئلة من الـ “سيسي”، مثل : “تعرف حجم الأموال المتوفرة فى صندوق العشوائيات بالمحافظة عندك؟ طب تعرف دخل محافظة القاهرة كام؟ طب تعرف عدد مشروعات الكبارى التى تم تنفيذها فى الأربع سنوات الماضية بالمحافظة؟”.. “تصدق وتؤمن بالله؟ انا عارف دخل مصر كام بالحتة.. دا شغل، ولازم تعرف كل جنيه فى محافظتك وإزاى تعظمهم وتكتره عشان نحل المشكلات”. 

اكتفي المحافظ بالصمت؛ أمام تلك الأسئلة التي أمطره الرئيس بها على الهواء.

حتى  اللواء عماد الغزالى قائد المنطقة المركزية العسكرية، فوجئ بالرئيس يقول له: “الكنيسة فين يا عماد؟” فرد عليه: “معملناش كنيسة” فقاطعة الرئيس: “ليه؟ ده توجيه الموضوع لا يجب أن يفوتنا الكل يعبد زى ما هو عاوز؟”، فقال اللواء عماد: “إن شاء الله ندشن الكنيسة فى أهالينا 2”.

 وتطرق ايضًا لوزارة الزراعة قائلًا: “نفسى وزارة الزراعة تجهز إحصائيات، فيه فيلم كان نفسى اخليكم تتفرجوا عليه.. الناس بيقفوا عند بحيرة المنزلة ويصطادوا زريعة السمك ويعبوها فى عربات النقل عشان يعملوها سماد، حد يعمل فى نفسه كدا، ياخدوا الزريعة بتاعت السمك اللى عمرها 3 شهور اللى لو قعدت سنة ممكن توصل لكيلو و 800 جرام،  وحد يسألنى فين أدوات الدولة من وزارات الرى والداخلية والزراعة والأجهزة المعنية عشان تظبط!، حد يقدر يظبط حركة 100 مليون؟.. محدش هيقدر.. ساعدونى فى الموضوع والمعنيين بالأمر يهتموا”.

شاهد أيضاً

أمير قطر يغادر القمة العربية قبل انتهاء الجلسة الافتتاحية (شاهد)

غادر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الجلسة الافتتاحية للقمة العربية في دورتها الـ30 …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *