الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / بسبب الهمّ وارتفاع الأسعار والتجويع.. السيسي يحصد نصف مليون مريض قلب سنويًّا

بسبب الهمّ وارتفاع الأسعار والتجويع.. السيسي يحصد نصف مليون مريض قلب سنويًّا

لا تجد مصريًّا في وسائل المواصلات أو في الشارع، أو في زحمة العمل والبحث عن لقمة العيش إلا هزيلاً ضعيفًا كئيبًا، لا يستقيم له حال من كثرة الشكوى والأنين الذي يشعر به، في ظل الضغوط النفسية واليومية والمشكلات التي يواجهها الفرد والمجتمع، بعد الحرب التي أعلنها قائد الانقلاب العسكري ضد الغلابة، من خلال تجويعهم ورفع الأسعار عليهم، ورفع الدعم عنهم، وزيادة فواتير الكهرباء والمياه والغاز، رغم علمه بانتشار البطالة وتدني الرواتب.

الأمر الذي أصبح معه يوم المواطن الغلبان أكثر بؤسًا، بدءًا من استيقاظه للتوجه إلى العمل، أو البحث عن لقمة العيش، ومرورًا بهاتف زوجته يخبره بمحصل الكهرباء أو المياه أو مطالبة الابن والابنة بدفع شهرية الدروس الخصوصية ثم عجز الزوجة عن السداد ومطالبة الزوج بألا يرجع إلا وقد جاء بمتطلبات بيته، وانتهاءً بالعودة بخفي حنين دون الهدف المنشود من تحقيق ما يكفي لسد حاجة الأسرة من مأكل وشراب وعلاج وكسوة مدارس ودروس خصوصية وفواتير المياه والكهرباء التي أصبحت كابوسًا شهريًا، بجانب كوابيس الدروس الخصوصية، ليقضي الأب ليلته في حمل هم أسرته، ومن أين سيأتي بهذه الأموال الطائلة.

حتى يقض الله أمرا كان مفعولا، فإما أن يقوم الأب من نومه سليما معافى، فيحمد الله على سلامته بعد رحلة من الهم والتفكير طوال الليل، وإما أن يظل نائما نومته الأبدية، بعد أن ثقلت عليه آلامه وهمومه، فمات كمدا بها.

هذا هو حال المواطن المصري مع عبد الفتاح السيسي ونظام الفقر الذي زرعه بين المصريين، حتى انتشرت أمراض القلب والأمراض المزمنة بين المصريين، مع انتشار أنماط الحياة غير الصحية، والهم والتوتر الشديد الذى يعانيه الكثيرون.

كل هذا فى الوقت الذى تشيع فيه الإصابة بارتفاع ضغط الدم، وارتفاع سكر الدم، وزيادة الكوليسترول والدهون، فضلاً عن السمنة أو ما يعرف علميا بـ”الأمراض غير السارية” أو غير المعدية، باعتبارها أهم المسببات لاعتلالات القلب والأوعية الدموية التى تحصد حياة نحو 005 ألف مصري سنويًا.

المصريون أكثر إصابة بجلطات القلب

ونظرًا لتأثر الهم والتفكير على أحوال النصريين فقد أصبحوا الأكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وجلطاته، فيقول الدكتور سامح شاهين، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة عين شمس والرئيس التنفيذى للجنة القومية لعلاج جلطات القلب الحادة: إن أمراض القلب تعتبر القاتل الأول للمصريين وتنازع أمراض السرطان والفشل الكلوي وفيروسات الكبد، وحتى حوادث الطرق في عدد ضحاياها بل وتتفوق عليهم، وتتصدر مشكلات التصلب وجلطات شرايين القلب أكثر أوجاع القلب شيوعًا بين المصريين، تليها أمراض ضعف وهبوط عضلة القلب، ثم تلف الصمامات الناتج عن الحمى الروماتيزمية.

وأضاف شاهين- في تصريحات صحفية لصحيفة “الأهرام” الحكومية- أنه على صعيد الإحصائيات المتوافرة عن أعداد المصابين هناك ما يتراوح ما بين 450 إلى 500 حالة وفاة لكل مائة ألف مواطن مصري سنويًا بسبب أمراض القلب، وذلك وفقًا لتقديرات منظمة الصحة العالمية بهدف الوقوف على حجم الإصابة فى دول منطقة الشرق الأوسط، وهى نسبة مزعجة خاصة إذا تمت مقارنتها مع دول الغرب، فنجد النسبة تقل لتتراوح ما بين 75 إلي 100 حالة وفاة فقط لكل مائة ألف مواطن سنويا، كما تبلغ نسب الإصابة بجلطات القلب في مصر نحو 100 حالة لكل 100 ألف مواطن، وهو ما يترجم إلى حدوث 100ألف حالة إصابة جديدة بجلطة فى القلب سنويا، وهو رقم من أعلى المعدلات العالمية.

ويرى شاهين أن هذه الإصابات المرتفعة بأمراض القلب محليا هي أمر مثير، خاصة مع انخفاض معدل أعمار المصابين بالقلب في مصر بنحو 10 سنوات أقل عن مواطني الدول الغربية؛ حيث يبلغ متوسط سن مريض القلب فى مصر 55 عامًا، مقابل 65 سنة للغربيين، وهو ما يعني زيادة خطر الوفاة أو الإعاقة عن العمل والإنتاج في سن مبكرة تعتبر أعلى مراحل العطاء أو إعالة أسرة، وهو ما يضيف لآلام المرض أعباء اجتماعية ونفسية عديدة، بالإضافة إلى التبعات الاقتصادية على الدولة؛ بسبب هذا المعدل المرتفع للإصابة بأمراض القلب وتراجع إنتاجية الأفراد وقدرتهم على العمل.

وأكد الدكتور سامح شاهين أن ما يعظّم أهمية هذه المبادرة عدة أسباب، في مقدمتها الكشف عن المصابين ومن هم في دائرة الخطر والذين يجهلون بحقيقة حالتهم الصحية، كما أن المصابين الذين يتم اكتشافهم يتم تحويلهم إلى مستشفيات أكبر لاستكمال التشخيص من تحاليل ورسم قلب وفحوصات شاملة، بالإضافة إلى صرف العلاجات وفقا للحالة وكل ذلك بالمجان.

وطالب شاهين بحملة توعية للجمهور عن كيفية التصرف حال حدوث أعراض تشبه أعراض الجلطة وكيفية التصرف بسرعة حتى نمنع حدوث المضاعفات.

وأوضح أن مريض الجلطة قد يتعرض لأزمة مفاجئة في وقت متأخر من الليل ويحتاج لسرعة الانتقال للمستشفى وتلقي الخدمة دون أن يكون قد استطاع إصدار أى قرارات للعلاج أو ماشابه، وبالتالي لا بد من توافر منظومة متكاملة ومهيأة للتعامل معه بداية من سهولة إيجاد سيارة إسعاف مجهزة، ثم تأتي خطوة انتقاله إلى مستشفى مؤهل للتدخل الفوري بالعلاج أو القساطر، أى مستشفى لديه غرفة عمليات وفريق جاهز على مدار 24 ساعة للتعامل مع هذه الحالات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *