الرئيسية / الاخبار / أخطر “3” أدلة في تقرير “نيويورك تايمز” على تورط أمريكا في الانقلاب على مرسي

أخطر “3” أدلة في تقرير “نيويورك تايمز” على تورط أمريكا في الانقلاب على مرسي

لتقرير الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” وأعده مدير مكتبها السابق بالقاهرة «ديفيد كير كباتريك»تضمن معلومات شديدة الخطورة والأهمية حول الدور الأمريكي في انقلاب الجنرال عبدالفتاح السيسي وأركان الدولة العميقة على الرئيس محمد مرسي منتصف عام 2013م.

وتكمن أهمية هذه المعلومات أنها موثقة من الكاتب عبر تصريحات خاصة من مصادرها في الإدارة الأمريكية الماضية في عهد الرئيس باراك أوباما أو الإدارة الحالية في عهد دونالد ترامب. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز ما ورد دون الاستفاضة وسرد التقرير كله رغم ما به من أهمية كبرى.

أولا، الدور الخبيث والمتآمر الذي قام به جون كيري وزير خارجية أوباما في فترة الانقلاب، الذي وصف الرئيس مرسي “بأغبى شخص قابله في حياته” بعد أول لقاء في مارس 2013م، كما كانت تجمعه علاقات وثيقة مع جل الحكام الخليجيين المعادين للإسلاميين خلال السنوات التي قضاها في رحاب مجلس الشيوخ.

بينما راق اله السيسي كثيرا عندما قال (“لن أدع أبداً بلادي تغرق مع التيار)، فعلم حينها “كيري” أن “مرسي انتهت قصته” وبأن مشاكل أمريكا كلها في طريقها للحل. كما أن كيري خاض بعد الانقلاب نقاشات داخل البيت الأبيض جادل خلالها بكون الاطاحة بمرسي لم يكن انقلاباً بالفعل، زاعماً أن الجنرال السيسي لم يقم سوى بالاستجابة لرغبة الشارع من أجل إنقاذ مصر. كذلك ينقل المقال أن كيري أوضح أن الجنرال السيسي أعلن عن نيته إجراء انتخابات جديدة، واكتفى أوباما بألا يتخذ أي قرار بشأن عزل مرسي، سواء لجهة كون ما جرى انقلاباً أم لا، لينتهي فعلياً بقبول ما جرى.

ثانيا ، دور البنتاجون وجنرالات أمريكا، فقد كانت هناك قيادت كبرى بالبنتاجون تكره الإسلاميين وتحرض عليهم. وبحسب التقرير ففي بدايات عام 2013، تحولت المحادثات بين ضباط الجيش المصري ونظرائهم الأميركيين إلى “حصص للتذمر” المتبادل حول مرسي، وفق شهادات أميركيين كانوا على علم بما يجري. كما كان جيمس ماتيس وزير الدفاع الحالي، الذي شغل آنذاك منصب جنرال بالبحرية مكلف بالقيادة المركزية، يجادل بكون الإخوان المسلمين مجرد تمظهر آخر لتنظيم القاعدة، رغم أن جماعة الإخوان أكدت لعقود رفضها العنف وتفضيلها الانتخابات، كما أن الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق في إدارة ترامب، وكان في فترة الانقلاب يرأس وكالة الاستخبارات للدفاع.زار القاهرة خلال الأشهر التي سبقت الانقلاب، للحديث مع الجنرالات بشأن مرسي. سواء كان جماعة الإخوان المسلمين أو القاعدة، “فهي الأيديولوجيا نفسها”، كما ينقل كيركباتريك عن فلين خلال حديث خاص دار بينهما في 2016.

ثالثا الأكثر خطورة ، أن السفارة الأمريكية بالقاهرة استبعدت خلال شهر مارس 2013 تدخلا عسكريا لكنها بعد شهر فقط التقطت إشارات من كبار الجنرالات وبعثت السفيرة آن باترسون رسالة مشفرة حذرت البعض على الأقل داخل البيت الأبيض من أنه “إن لم يكن وشيكاً فإنه من الوارد جداً أن يحدث انقلاب بالأشهر القليلة المقبلة”، وفق ما كشف مسؤول لكيركباتريك.

وتابع بأن السفيرة توقعت أن يكون أي تدخل عسكري دموياً. والأكثر دلالة من موقف السفارة أن البيت الأبيض أرسل وزير الدفاع آنذاك، تشاك هاغل، ومعه توجيهات مكتوبة لتحذير الجنرال السيسي من أن أي انقلاب ستعاقبه عليه واشنطن. لكن الرسالة التي سلمها هاغل للسيسي في زيارته التي جرت يوم 25 أبريل 2013 “كانت مختلفة كلياً”، بحسب كيركباتريك عن مسؤول كبير داخل مجلس الأمن القومي اطلع على اللقاء. هذا الأخير قال: “البيت الأبيض أراد أن تكون الرسالة كالآتي: الديمقراطية مهمة، وهاغل أرادها أن تكون: نريد علاقات ثنائية جيدة”.

وفي سياق شهادته عما جرى بمصر، قال كيركباتريك إن هاغل أكد له في مقابلة أجراها معه في بداية 2016 الشكاوى والتذمر بخصوص مرسي من قبل إسرائيل، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة. وأضاف أن هاغل قال إن ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، الحاكم الفعلي للإمارات، كان قد وصف الإخوان المسلمين “بالعنصر الأشد خطورة القائم بالشرق الأوسط اليوم”.

كذلك نقل المقال أن قادة الاحتلال الإسرائيلي قالوا إنهم يعولون على الجنرال السيسي، بما أنهم كانوا قلقين، بسبب تعهدات مرسي المتكررة، بأن جماعة الإخوان المسلمين ستشكل تهديداً للكيان الصهيوني أو أنها قد تقدم المساعدة لحركة حماس. وأضاف أن الجنرال السيسي بنفسه كان قد قال لهاغل: “هناك بعض القوى الشريرة جداً والمضرة جداً. لا تستطيع أن تستوعب الأمر كما نستوعبه هنا”.

إزاء ذلك، ينقل المقال أن هاغل اتفق مع الجميع وسعى إلى طمأنة الإماراتيين بشأن خطورة الإخوان المسلمين وإدراك الولايات المتحدة لذلك. أما السيسي فقال هاجل أمامه: “أنا لا أقطن بالقاهرة، أنت تفعل”، قبل أن يضيف “يتعين عليك الدفاع عن أمنك، الدفاع عن بلدك”، وهي العبارة التي تحمل تحريضا صريحا بالانقلاب.

وكانت مجلة “النيويوركر” كشفت عن أكثر من 50 اتصالا بين تشاك هاجل وزير الدفاع الأمريكي وقتها وبين الجنرال السيسي وكان يتواصل معها أسبوعا وأحيانا كانت تصل مدة المكالمة إلى ساعة كاملة.

أبرز الملاحظات

خلاصة التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي دفعت المؤسسة العسكرية دفعا نحو الانقلاب على الرئيس محمد مرسي والمسار الديمقراطي الذي جاء بعد ثورة 25 يناير 2011، وذلك لعدة أهداف:

الأول هو حماية أمن الكيان الصهيوني الذي بات أركان حكومته يعبرون للإدارة الأمريكية عن مخاوفهم من نظام الحكم في مصر الذي يؤمن بالمرجعية الإسلامية وهو ما كشفت عنه تصريحات كيري وهاجل.

الثاني، ضمان حماية المصالح الأمريكية في مصر ، فرغم أن نظام الرئيس مرسي كان حريضا على التأكيد على ذلك وعدم الإضرار بالعلاقات مع تل أبيب أو واشنطن إلا أن الإدارة الأمريكية رأت أن استمرار حكم الإخوان يمثل فعلا خطورة على مصالح أمريكا التي ترى مصالحها تخالف مصالح الشعوب وبناء عليه فإن مصالح أمريكا دائما لا تكون إلا مع النظم الديكتاتورية العسكرية التي لم تأت بإرادة شعبية بل بمعادلات سياسية في قمة هرم السلطة مع القوى الدولية والإقلمية وهو ما حدث تماما مع الجنرال السيسي.

ثالثا، تدخل المؤسسات الأمريكية بالتحريض على الانقلاب جاء مدفوعا بتحريض سافر من عواصم خلجية كالرياض وأبو ظبي والتأكيد على أن هذه العواصم دعمت ماليا حركات التمرد على الرئيس محمد مرسي والمسار الديمقراطي. وحرصت واشنطن على علاقتها بهذه العواصم من أجل حماية مصالحها في المنطقة والتي تتناقض كليا مع مصالح الشعوب.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *