الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / العراق فوق صفيح ساخن.. الشعب ينتفض ضد الأزمات

العراق فوق صفيح ساخن.. الشعب ينتفض ضد الأزمات

في الوقت الذي تنشغل فيه القوى السياسية العراقية بتشكيل التحالفات تتصاعد حركة المظاهرات التي تشهدها المحافظات العراقية الجنوبية والتي تندد بسوء الخدمات الأساسية واستمرار الأزمات وعلى رأسها الكهرباء.

 

وتشهد عدة مدن عراقية، لليوم العاشر على التوالي، خروج تظاهرات حاشدة مندّدة بسوء الخدمات وخصوصاً الكهرباء والماء، في ظلّ ارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها.

 

ويتزامن هذا التوتر مع محاولات تشكيل حكومة ائتلافية بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت يوم 12 مايو الماضي وشابتها اتهامات بالتزوير.

 

انقطاع الكهرباء

 

ومع ارتفاع درجات الحرارة يومياً في موسم الصيف تتفاقم معاناة العراقيين، خاصة بعد قطعت إيران خط إمدادات الطاقة الأمر الذي يمثل خطرا كبيراً على حياة المواطنين نظراً لاحتمالية ظهور أوبئة وأمراض فتاكة تزيد من معاناة العراقيين.

 

وكانت طهران قد قطعت خط إمدادات الطاقة الذي تعاقدت عليه مع بغداد منذ عشرة أعوام وكان ينقل ما يصل إلى 1300 ميغاواط، وذلك بسبب تراكم الديون على الحكومة العراقية.

 

وزارة الكهرباء العراقية أكدت من جانبها أن بغداد مستمرة في دفع المستحقات المالية, أما التأخيرُ فسببه أن هناك صعوبة كبيرة في تحويل الأموال إلى إيران بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

 

اقتصاد سيئ

 

ودخل الاقتصاد الإيراني في مرحلة حرجة جديدة بعد أن اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب قراره التاريخي بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعني بالضرورة عودة العقوبات المفروضة على طهران.

 

القرار الإيراني بقطع إمداد العراق بالكهرباء تسبب في زيادة ساعات قطع التيار الكهربائي في محافظات ذي قار وميسان والبصرة جنوبي البلاد.

 

ووفق أرقام معلنة في وقت سابق من قبل وزارة الكهرباء العراقية فإن البلد ينتج 15 ألفا و700 ميغاواط من الكهرباء، بينما يحتاج العراق إلى أكثر من 23 ألف ميغاواط في الساعة من الطاقة الكهربائية لتلبية احتيـاجات السكـان والمـؤسسات دون انقطـاع.

 

تحذيرات

 

وحذّرت جهات عراقية من أن تشعل أزمة الكهرباء، التي تضافرت هذا العام مع أزمة مياه حادّة بفعل تراجع منسوب نهري دجلة والفرات، موجة احتجاج أكثر ضراوة من احتجاجات السنوات الماضية.

 

وقال المرجع الشيعي محمد مهدي الخالصي، في تصريحات صحفية، إن “تدني تزويد الكهرباء في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، يـزيد المعـاناة والمأساة على المـواطن العراقي المسكين”، محذرا مما سماه الانفجار الكبير للشعـب العراقي الـذي سيكـون نقمـة ووبـالا على الجميع، لا سيما الطبقة السياسية التي زيفت إرادة الشعب وتلاعبت بمقدراته.

 

وأكدت وزارة الكهرباء أنها تسعى جاهدةً لزيادة القدرة الإنتاجية لمنظومة الكهرباء الوطنية لمواجهة أشهر الصيف المقبل من خلال إضافة وحدات توليد جديدة إلى الخدمة.

 

وتشير تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية إلى أن الحكومات المتعاقبة خلال الـ15 سنة الماضية صرفت حوالي 50 مليار دولار على ملف الكهرباء، ورغم هذا يكفي إنتاج الطاقة الحالي نحو 40% فقط من الاحتياج الفعلي.

 

معاناة

 

بدورها قالت الإعلامية العراقية نداء الكناني، إن أزمة الطاقة تظهر كل صيف لتزيد من مشاكل ومعاناة المواطنين، فبسبب نقص الكهرباء تتعرض حياة الآلاف لخطر الموت المحقق لان ذلك يتبعه نقص حاد في مياه الشرب.

 

وأضافت في تصريحات لـ”مصر العربية” أن نقص الطاقة يأتي بسبب نقص الخبرة في إدارة هذا المرفق الهام والذي تعمل عليه جميع الخدمات المقدمة لشعب العراقي وخاصة المستشفيات وحضانات الأطفال.

 

وأكدت أن هذا الملف به إهمال حكومي كبير ولم ينجح أي مسؤول على مدار 15 عاماً في حل هذه الأزمة التي حولت حياة العراقيين إلى كابوس لا يقل خطورة عن خطر تنظيم داعش الإرهابي.

 

وكان العراق قد شهد في السنوات العشر الأخيرة، لا سيما بعد الحرب على تنظيم داعش، انتشار أمراض وأوبئة كثيرة لم يكن يعرفها العراقيون من قبل، صنَّفها مختصون بأنها من أخطر الأمراض المستعصية والقاتلة، وذلك لما تشكله من تهديد حقيقي على حياة المواطنين مع غياب الرقابة الصحية وافتقار المستشفيات العراقية إلى الأجهزة الطبية الحديثة.

 

أزمات موسمية 

 

فيما قال الناشط العراقي سعد الشمري، إن أزمة الكهرباء موسمية ويمكن التغلب عليها من قبل الحكومة لكن إذا كان لديها نية لذلك، مشيراً إلى أن الأزمة ربما يقف ورائها قوى سواء من القوى السياسية العراقية أو داعميها في الخارج.

 

وأضاف في تصريحات لـ”مصر العربية” أن حرارة صيف هذا العام قد تفجر غضب الشارع العراقي الذي يدفع ثمن المناكفات والصراعات السياسية على مدار الأعوام الماضية.

 

ودعا الشمري الحكومة العراقية إلى ضرورة حل أزمات العراق وعلى رأسها البطالة والفساد بشكل عملي وقابل للتنفيذ والبعد عن التصريحات الإعلامية فقط، وذلك لقطع الطريق على أي جهة من استغلال ذلك وتوظيفه بدفع الشارع العراقي للتظاهر.

 

حالة طوارئ

 

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسميا 10,8 %. ويشكل من هم دون 24 عاما نسبة 60 بالمئة من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى مرتين بين الشباب، حسبما أوردت فرانس برس.

 

بدوره ترأس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي السبت اجتماعا طارئا للمجلس الوزاري للأمن الوطني لمناقشة الوضع الأمني و”تداعيات ما حصل في بعض المناطق من تخريب من قبل عناصر مندسة”، بحسب تعبير بيان المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء.

 

وأضاف البيان الذي أكد أنه يقف مع “حق التظاهر السلمي والمطالب المشروعة للمتظاهرين” على أن القوات الأمنية “ستتخذ كافة الإجراءات الرادعة بحق هؤلاء المندسين وملاحقتهم وفق القانون وأن الإساءة للقوات الأمنية تعد إساءة بحق البلد وسيادته”.

 

وفي سياق متصل أعلن مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية رفع درجة الاستعداد إلى القصوى؛ تفاعلاً مع تسارع مجريات الأحداث في جنوبي العراق، بحسب قناة الجزيرة.

 

وأضاف المصدر الأمني أنه تم إرسال فرقة من القوات الخاصة للتمترس بالقرب من الحدود الشمالية مع العراق.

 

فضلاً عن ذلك، أعلنت الخطوط الجوية الكويتية إلغاء رحلاتها المتوجّهة إلى مدينة النجف، وذلك ابتداءً من اليوم السبت وحتى إشعار آخر؛ بسبب الظروف الأمنية الحالية في مطار النجف.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *