أثارت اتهامات رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو لإيران بالاستمرار في برنامجها النووي بعد الحصول على معلومات ووثائق تؤكد ذلك، ردود فعل متباينة داخل طهران وواشنطن ودول الاتحاد الأوروبي.
فبينما قابلتها طهران بهجوم شديد على نتنياهو، تلقفتها الأيدي الأمريكية لمحاولة تعديل اتفاقها النووي مع إيران، فيما أنكرتها مسؤولة السياسية الخارجية في الاتحاد الأوروبي رغم إعلان بعض الدول الأوروبية تدقيقها لتلك الوثائق للتثبت من مدى صحتها.
وأحدثت تصريحات نتنياهو ملاسنات عديدة مع طهران التي وصفت رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بالصبي الكذاب، الذي يقوم بعمل مسرحية هذلية بشأن برنامجها النووي.
وأعلن نتنياهو في مؤتمر صحفي أمس الاثنين أن “إسرائيل” حصلت على ما مجموعه 110 آلاف صفحة من الأرشيف النووي الإيراني تحوي وثائق وصورا وفيديوهات تثبت سعي طهران لتطوير سلاح نووي.
وأضاف أن الوثائق تظهر برنامجا يحمل اسم “أماد” بدأ العمل فيه سنة 1999، ويهدف إلى تطوير صواريخ نووية، تفوق قدرتها قدرة الصاروخ الذي ألقي على هيروشيما خمس مرات.
وأشار نتنياهو إلى أن الوثائق أصلية ويمكن للولايات المتحدة أن تؤكد صدقها.
تحذيرات أمريكية
وقابل الرئيس الأميركي دونالد ترمب تصريحات نتنياهو، بإعلان صوابية ما أعلنته “إسرائيل” مشددا على ضرورة عدم السماح لإيران بحيازة السلاح النووي.
وأكد ترمب أنه سيعلن قراره بشأن الاتفاق النووي قبل 12 مايو الجاري.
بدوره، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو -الذي كان حتى الأسبوع الماضي مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه”- إن الوثائق التي كشفت عنها “إسرائيل” بشأن البرنامج النووي الإيراني “حقيقية وموثقة”، وغالبيتها جديد على الخبراء الأميركيين.
وقال بومبيو للصحفيين المرافقين له على متن طائرته “بوسعي أن أؤكد لكم أن هذه الوثائق حقيقية وأصلية”.
وأضاف أن طهران أخفت وثائق متعلقة ببرنامجها النووي لسبب ما، وأن واشنطن تعمل بجد لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني.
الخطوط الحمراء الأربعة
تلك التصريحات جاءت تزامنا مع ما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية حول إبلاغ “إسرائيل” للولايات المتحدة وروسيا بأنها لن تظل مكتوفة الأيدي إذا تعرضت لهجوم إيراني من داخل الأراضي السورية.
كما نقل موقع بلومبيرغ عن مايكل أورين نائب وزير الخارجية للدبلوماسية العامة قوله إن “إسرائيل” ستفعل ما في وسعها للقضاء على القدرات العسكرية الإيرانية في سوريا، حتى لو أدى ذلك إلى استهداف أحياء مكتظة بالسكان، كاشفا عن أربعة خطوط حمراء تدفع “إسرائيل” إلى ضرب أهداف إيرانية في سوريا تشمل محاولة إيران بناء مصانع تحت الأرض لترقية صواريخ أقل تطورا إلى أسلحة موجهة بدقة، أو تزويد إيران حزب الله اللبناني بصواريخ موجهة بدقة، أو بناء قاعدة جوية أو ميناء بحريا في سوريا.
من جهتها قالت مسؤولة السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إنها لم تر لدى رئيس الوزراء “الإسرائيلي” أي دلائل تفيد بأن طهران غير ملتزمة بالاتفاق النووي الإيراني.
وقالت: “لقد توصل جميع الأطراف إلى هذه الصفقة (اتفاق إيران النووي) بعد أن تولدت الثقة وتوفرت الضمانات”.
هجوم إيراني
إيران بدورها لم تصمت على تصريحات نتنياهو، فقد شن وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، هجوما شديدا على نتنياهو ووصفه بـ”الصبي” و”الكذاب”، منتقدا ما زعم نتنياهو أنها “أدلة على مواصلة طهران لتطوير برنامجها النووي، وشرح تسجيلات مصورة زعم أنها تظهر منشأة إيرانية.
وشبه ظريف نتنياهو بـ”الراعي الكذاب الذي لا يقلع عن عادته، إذ عاد لترويج الأكاذيب عن البرنامج النووي الإيراني”.
وعدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاتهامات التي وجهها نتنياهو إلى طهران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، “مسرحية هزلية عبثية” قائمة على “الكذب”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن “المسرحية الهزلية الدعائية الأخيرة لرئيس وزراء الكيان الصهيوني هي واحدة من أحدث المسلسلات المكررة للعروض العقيمة والمخزية حول مزاعم البرنامج النووي الإيراني السري”.
وأضاف أنها “تشبث عبثي لمفلس كذاب ومفضوح لا يمتلك سلعة للعرض سوى بث الأكاذيب وممارسة الدجل”.
وقال: “قادة الكيان الصهيوني يرون بقاء كيانهم غير المشروع والمبني على الزيف والكذب، في تصور تهديدات من آخرين، وذلك عبر استخدام الدجل البالي للعصر الجاهلي، وعدم إطلاع الرأي العام العالمي، حيث أن عبثية وعقم ذلك مكشوفان أكثر من ذي قبل”.