الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / الأزهر عن الدعوات الفرنسية بتجميد آيات من القرآن: «ليذهب المطالبون إلى الجحيم»

الأزهر عن الدعوات الفرنسية بتجميد آيات من القرآن: «ليذهب المطالبون إلى الجحيم»

أعلن الأزهر الشريف رفضه التام، للمطالب بعض الشخصيات الفرنسية التى تدعو إلى حذف آيات من القرآن الكريم بدعوى أنها تحرض على قتل غير المسلمين.

 

كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي و300 شخصية عامة، قد وقعوا على مقال يطالب بحذف وإبطال سور من القرآن الكريم! مما أثار موجة من الغضب العارم بين مسلمي البلد الذى يحاول دمج الأقلية المسلمة ومواجهة أخطار التشدد الديني.

 

وبدوره أكد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، إن هذه المطالب غير مبررة وغير مقبولة، وهي والعدم سواء، مضيفا: “لا لتجميد حرف من القرآن، وليذهب المطالبون إلى الجحيم”.

 

وأضاف شومان، في تصريحات صحفية، الخميس، أن تلك الدعوة تدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير، فليس لدينا آيات تأمر بقتل أحد دون ارتكاب جريمة من الجرائم الموجبة لقتل الفاعل كقتل الغير عمدا، أو رفع السلاح لقتالنا، ولسنا مسؤولين عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخذهم بظاهرها دون الرجوع إلى تفاسير العلماء لها.

 

وتابع وكيل الأزهر: “ما ظنه الداعون أن آيات تنادي بقتلهم، هي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع علينا وليس إيقاعه على الغير، وهذا مبدأ لا خلاف حوله حتى بين المطالبين بتجميد هذه الآيات، فكل الأديان وحتى التشريعات الوضعية تقر حق الدفاع عن النفس والوطن والعرض وغيرها من صور الاعتداء”.

 

وأوضح شومان: “حتى الأمر بإعداد القوة لإرهاب المعادين في قوله -تعالى- (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ…)، هي في حقيقتها آية سلام، لأن من يفكر في حربنا إذا اطلع على قوتنا خاف من مواجهتنا، فامتنع عن الاعتداء علينا وامتنع عن قتالنا، ونحن لانقاتله طالما سالمنا، فكان إعداد القوة والتسلح بها مانعا للحرب بيننا وبينهم”.

 

واختتم وكيل الأزهر تصريحاته، قائلا: “فليفهم هؤلاء كتاب الله فهما صحيحا، أما إذا اعتمدوا على فهمهم المغلوط فليذهبوا بفهمهم ومطالبتهم إلى الجحيم”.

 

كانت صحيفة لو باريزين، نشرت مقالا يوم الأحد الماضي يحمل عنوان “ضد معاداة السامية الجديدة”، يتحدث عن “تطرف إسلامي”، ويدق ناقوس الخطر ضد ما اعتبره “تطهيراً عرقياً صامتاً” تتعرض له الطائفة اليهودية في المنطقة الباريسية.

 

وحثَّ الموقِّعون الـ300 على المقال، سلطات المسلمين في فرنسا على إبطال سور القرآن التي تدعو إلى “قتل ومعاقبة اليهود والمسيحيين والملحدين”.

 

ويدعو أصحاب العريضة التي نشرها المقال مسلمي فرنسا لإنارة الطريق نحو “تعديل” القرآن الكريم على طريقة التعديلات التي عرفها الإنجيل الذي شهد إلغاء المعاداة الكاثوليكية للسامية من قبل الفاتيكان.

 

وتضمن البيان: “نطلب أن تصبح مكافحة هذا الإخفاق الديمقراطي الذي تمثله معاداة السامية قضية وطنية قبل فوات الأوان، وقبل ألا تعود فرنسا، فرنسا “.

 

وذكر البيان “في تاريخنا الحديث قتل أحد عشر يهوديا – تعرض بعضهم للتعذيب- لأنهم يهود، بأيدي إسلاميين متطرفين”

 

ووقعت البيان شخصيات سياسية يمينية ويسارية بينها الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي وزعيم اليمين لوران فوكييه ورئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس ورئيس بلدية باريس الاشتراكي السابق برتران دولانو، وفنانون بينهم المغني شارل أزنافور والممثل جيرار ديبارديو، ومثقفون ومسؤولون دينيون يهود ومسلمون وكاثوليك .

 

ويشير موقعو البيان بذلك إلى عدة جرائم قتل لمواطنين يهود بفرنسا، منذ سنة 2006، بسبب الانتماء الديني. وقال البيان إن “الفرنسيين اليهود معرضون لخطر مهاجمتهم أكثر بـ25 مرة من مواطنيهم المسلمين”.

 

ويتوافق البيان مع رغبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وضع أسس تنظيم الإسلام في فرنسا هذا العام، حيث أعلن أنه سيواصل التشاور مع مفكرين وباحثين جامعيين وممثلي جميع الأديان، مضيفا أنه يأمل بأن ينجح في “وضع أسس تنظيم الإسلام الفرنسي” خلال النصف الأول من العام الجاري.

وبدأت هواجس فرنسا تجاه الإسلام منذ سبعينيات القرن الماضي، عندما وصل المهاجرون من مستعمرات فرنسية سابقة للعمل بشكل مؤقت، لكن سرعان ما استقروا وشكلوا جالية هامة، واضطرت الدولة إلى وضع خطط في محاولة لإدارة دمج المسلمين.

ويبلغ عدد المسلمين في فرنسا حوالي 6 ملايين نسمة، أي 8 في المائة من السكان، وتصاعد الجدل حول مصيرهم بعد تزايد الهجمات الإرهابية على يد مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية تم استغلالهم ضمن تنظيمات إرهابية متطرفة.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *