الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / «التقسيط»..الغلاء يرفع الديون ويخرب بيوت المصريين

«التقسيط»..الغلاء يرفع الديون ويخرب بيوت المصريين

خمسة أعوام انقضت على الانقلاب العسكري الذي دبره جنرالات في مصر بقيادة السفيه عبد الفتاح السيسي، انقلبت معها موازين الاقتصاد إلى حد بعيد، فتغيرت خارطة الفقر لتكسو مساحة أضعاف ما كانت عليه، وقفزت أرقام التضخم والديون العامة والخارجية، وانهارت قيمة العملة المحلية، وبلغ عجز الموازنة مستويات غير مسبوقة، رغم قسوة الإجراءات التقشفية التي اتخذها النظام بحق المواطنين، من رفع لأسعار الوقود والكهرباء والخدمات والرسوم الحكومية والضرائب.

وترفع حكومة الانقلاب شعار “التقسيط”، وأعلن اتحاد الغرف التجارية في القاهرة عن دراسة مقترح لبيع الملابس الصيفية بالتقسيط للموظفين وأصحاب المعاشات؛ لمواجهة الكساد وعدم قدرة المواطنين على الشراء.

ويقول مراقبون إن الغلاء غير المسبوق الذي شهدته الأسواق في الأعوام الأخيرة، أحدث تغييرات كبيرة في ثقافة الشراء، فيما سخر نشطاء من شراء المصريين لملابسهم بالتقسيط في عهد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، بعد أن كانت السلع مرتفعة الثمن، مثل الأدوات الكهربائية والسيارات، هي التي يتم بيعها بهذه الطريقة.

تراجع حاد

وأثارت مبادرة سابقة أعلنتها حكومة الانقلاب لبيع الأحذية لموظفي الحكومة وأسرهم بالتقسيط لمدة عام، سخرية واسعة بين النشطاء بمواقع التواصل، مطالبين السفيه السيسي وحكومة الانقلاب بتوفير أساسيات الحياة أولا من مأكل ومشرب، بعد الارتفاع الجنوني في الأسعار وانهيار قيمة الجنيه المصري.

وبمجرد نشر مواقع وصحف الانقلاب للخبر، أصبح مصدرا خاصا للتندر من قبل النشطاء المصريين الذين شنوا هجوما واسعا على حكومة الانقلاب، متهمين إياها بتدمير المنظومة الاقتصادية في البلاد، فقال الدكتور “عزام أبو ليلة”، الصحفي والباحث المصري: ”آخر الإنجازات…حد نفسه في جوز جزمة بالتقسيط”.

كما أثارت موافقة “بنك مصر” على طلبات شركات السياحة بضم رحلات تشجيع المنتخب الوطني في مونديال روسيا، إلى مبادرة دعم قطاع السياحة في مصر والتي تشمل تقسيط قيمة رحلات السياحة الداخلية والخارجية والحج والعمرة حتى 6 سنوات، ردود أفعال ساخرة.

Egyptian man is holding bread in the vegetables market in Cairo, Egypt May 10, 2016. REUTERS/Mohamed Abd El Ghany

وعلق الكاتب الصحفي محمود سلطان، مدير تحرير صحيفة “المصريون”، على قرار بنك مصر، قائلا: “من يصدق أن بنكًا مصريًا، يتخذ إجراءات، بدلاً من أن تنشط السياحة المضروبة “الميتة” في بلده.. ليدعم السياحة في بلد آخر.. يصرف دولارات من خزينته الخاوية.. لينعش بها خزائن عامرة بدول أخرى كبرى وغنية”.

وتهاوت قيمة الجنيه المصري أمام العملات الأجنبية بأكثر من 100% خلال أقل من عام، ولا يبدو أن التهاوي في طريقه إلى التوقف، إذا لم تكن وتيرته مرشحة للازدياد في الفترة المقبلة.

حكومة الانقلاب التي تسببت سياساتها في تدهور قيمة الجنيه، لم تقدم طرحا يقرّ بأصل المشكلة ويقترح علاجها، مما يثير الكثير من التساؤلات بشأن الأوضاع المعيشية للمواطنين في مصر الآن وفي الفترة المقبلة، بعد الارتفاع الكبير بنسبة الديون الداخلية والخارجية وانهيار السياحة ومصادر النقد الأجنبي.

“الحقي الحكومة يا أم حنان”!

جملة واحدة صرخت بها إحدى الجارات كانت كافية لأن تنفض “أم حنان” يدها من أعمالها المنزلية وتندفع خارجًا، ثم تسلك طريقها قفزا عبر أسطح منازل الجيران لتغيب عدة ساعات حتى تنصرف “الحكومة”.. أو بالتحديد أفراد وحدة تنفيذ الأحكام.

وقوع “أم حنان” في أيدي أفراد الوحدة التابعة لقسم شرطة قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، سيجعلها عرضة للسجن 16 عامًا تنفيذا لأحكام صدرت ضدها بتهمة خيانة الأمانة رغم أن “جريمتها” لم تتعدَ التخلف عن سداد أقساط مشترياتها من معرض للأجهزة المنزلية بقيمة ستة آلاف جنيه.

مثلها مثل آلاف المصريين، اشترت “أم حنان” الأجهزة بالتقسيط لتجهيز ابنتها العروس عام 2007، واشترط صاحب المعرض أن توقع أم حنان على “إيصالات أمانة” غير محددة القيمة على بياض كضمان لالتزامها بتسديد الأقساط، لكنها توقفت عن السداد، بسبب الغلاء والركود وانهيار الجنيه والبطالة، وفوجئت بأن الدين الأصلي تضاعف عدة مرات إلى 200 ألف جنيه (28 ألف دولار) حين باع صاحب المعرض الإيصالات إلى محام بدأ بمساومتها بعد أن كتب أرقاما وهمية في خانة المبلغ كقيمة للإيصالات.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *