نشرت وكالة رويترز تقريرا عن رؤية الفقراء في مصر لمسرحية الانتخابات التي انطلقت أول أمس الإثنين، قالت فيه إن الفشل الاقتصادي للسيسي والإجراءات التقشفية التي أقرها استجابة لصندوق النقد الدولي زاد الصعوبات أمام الفقراء في توفير قوت يومهم، الأمر الذي جعلهم غير عابئين بالمسرحية ولا نتائجها.
وجاء تقرير الوكالة كالآتي:
“في مفترق طرق مزدحم على أطراف حي بولاق بالقاهرة، تنطلق الموسيقى من مكبرات الصوت وتحث شاشة إلكترونية عملاقة الناس على التصويت للسيسي في انتخابات الرئاسة المصرية .. لكن هذا الصخب يختفي داخل حارات الحي الفقير وأزقته.
وأضافت أن مسرحية الانتخابات قوبلت في أحياء مصر بفتور شديد وخاصة في حي بولاق بل واستخف بها البعض.
ونقلت الوكالة عن أحد الشباب يدعى حازم أبو إسماعيل –اسم مستعار بسبب القمع الأمني- وهو شاب يبلغ من العمر 28 عاما: ”في هذا الشارع كله، أعتقد أن خمسة أو ستة أشخاص فقط انتخبوا، لن نكسب شيئا من وراء التصويت خاصة إذا انتقص من وقت السعي وراء الرزق“.
وفي نهاية الشارع الذي يقطنه أبو إسماعيل توجد حارة ضيقة تعلق فيها الملابس المغسولة من نوافذ يعلوها التراب، ودخل عدد ضئيل من الناخبين، أغلبهم من كبار السن، مدرسة في الحارة تحولت إلى مركز للاقتراع للإدلاء بأصواتهم.
وقال أبو إسماعيل الذي استخدم اسما مستعارا خشية تعرضه للعقاب من السلطات لأنه انتقد حكومة الانقلاب: ”الانتخابات كلها مسرحية. ربما يكون للأمر علاقة بالطبقة الاجتماعية فالأغنى هم من يدلون بأصواتهم في الأغلب“.
ويشكو مصريون كثيرون من أن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة خلال انقلاب السيسي جعلتهم أفقر بكثير خاصة تعويم الجنيه.
وقال شبان، يخشى الكثيرون منهم أن تشهد الفترة الثانية المهزلة لانقلاب السيسي المزيد من التقشف، إنهم لا يريدون التصويت لشخص لا يؤيدونه مما سيمنحه تفويضا أقوى.
وقال علي وهو عامل سباكة يبلغ من العمر 31 عاما: ”كم شخص تلطخ إصبعه بالحبر بيننا؟ يعطيك هذا فكرة عن الإقبال“ في إشارة إلى الحبر الذي يغمس الناخب إصبعه فيه عند الإدلاء بالصوت.
وأضاف علي ”صوتنا في 2012 ولكن ماذا كانت الفائدة؟ ما زال الفساد موجودا ونحن أسوأ من أي وقت مضى“.
وتتجه الأنظار إلى نسبة الإقبال على التصويت في الانتخابات التي تجرى على ثلاثة أيام في ظل غياب أي منافسة جدية بعد خروج المنافسين الرئيسيين لقائد الانقلاب من السباق تحت ضغوط، ولا ينافس السيسي سوى مرشح واحد وهو موسى مصطفى موسى الذي أعلن تأييده له.
وفي حي الشرابية، رأى صحفي من رويترز أقل من عشرة ناخبين يدخلون ثلاثة مراكز اقتراع مختلفة في الحي مساء الإثنين.