في إجراء همجي جديد لقوات أمن الانقلاب، قامت ميليشيات عبد الفتاح السيسي، بهدم عدد كبير من منازل المطاردين في مدينة العريش، بزعم أنهم مطلوبون أمنيًا، وينتمون لـ”جماعات محظورة”.
وقامت ميليشيات السيسي بطرد الأهالي وذوي المطاردين أمنيًا من منازلهم، وتركتهم في العراء رغم البرد القارس، دون أن تلتفت لتوسلات العجائز والأطفال الذين ظلوا في العراء وفي شوارع مدينة العريش، وقضوا ليلتهم وبينهم أطفالهم دون غطاء يحمي اجسادهم من قسوة البرد.
يأتي ذلك بالتزامن مع الحديث عن صفقة القرن التي كشفت المخطط الذي تشاركت فيه سلطات الانقلاب لتفريغ سيناء من اهلها، تمهيدًا لتوطين الفلسطينيين بها، والتي كانت بدايتها بإعلان الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى القدس.
وتقوم قوّات الجيش بتوسيع عمليّات إزالة منازل المدنيّين وهدمها في مدينة رفح المصريّة، تحت مسمّى المرحلة الثالثة من إنشاء المنطقة الحدوديّة العازلة مع قطاع غزّة، ويعمل الجيش منذ أكتوبر 2014 على إنشاء منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة.
وتمتد المرحلة الثالثة لمسافة 500 متر إضافيّة، لتمتدّ المنطقة العازلة إلى 1500 متر، بعرض ما يقارب الـ13 كيلومترًا، حيث سبق تنفيذ الإزالة في المرحلتين الأولى والثانية لمسافة 500 متر لكلّ مرحلة.
وسادت حالة من الغضب الشعبيّ في سيناء واتهم الأهالي حكومة الانقلاب باستغلال “الإرهاب” لتهجيرهم مقابل مصالح سياسيّة، متسائلين: “كيف يجتمع الجيش والمخابرات المصريّة مع حماس في غزّة والقاهرة، وفي الوقت ذاته يطردوننا من منازلنا بحجّة إقامة منطقة عازلة تحمي مصر من حماس التي ترسل إرهابيّين إلى سيناء عبر الأنفاق”؟
ومن جانبه، أكّد أحد الصحفيّين المحلّيّين في شمال سيناء تلقّيه اتّصالاً من إحدى الجهات الأمنيّة تهدّده بالاعتقال بتهمة الترويج لجماعات الإرهابيّة ونشر أخبار كاذبة، في حال التقط أيّ صور أو نقل قصص المواطنين ومعاناتهم من عمليّات التهجير، مضيفًا: “للأسف، لا أستطيع نقل معاناة الناس في ظلّ تهجيرهم قسرًا، والمؤسف أنّها من دون سابق إنذار أو خطط حكوميّة لإعادة تأهيل المهجّرين وتوفير حاجاتهم ودمجهم في المجتمع”.