الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / «ذا إنترسبت»: «بن سلمان» مشروع إماراتي.. و«مذبحة الأمراء» هدفها انتزاع السلطة

«ذا إنترسبت»: «بن سلمان» مشروع إماراتي.. و«مذبحة الأمراء» هدفها انتزاع السلطة

هزت الاعتقالات الجماعية التي طالت رجال أعمال سعوديين رفيعي المستوى وشخصيات إعلامية وأمراء من العائلة المالكة مجتمع الأعمال العالمي، ومن بين 10 أمراء آخرين و38 شخصية أخرى، استحوذ «الوليد بن طلال» أحد أغنى الرجال في العالم، والذي يملك حصصا كبيرة في كل شيء من «سيتي بنك» إلى «تويتر» إلى الشركة الأم لشركة «فوكس نيوز» على القدر الأكبر من الاهتمام.
وكان الأمير «الوليد» قد عمل مع الرئيس «دونالد ترامب» في الماضي، ولكنه تحول أثناء حملته الانتخابية إلى ناقد لاذع له ما دفع «ترامب» إلى الإدلاء بتعليقات غاضبة.
وجاء هذا التحرك ضد «الوليد» والمسؤولين الآخرين نتيجة تحقيق سري أجرته «لجنة عليا لمكافحة الفساد»، وأشاد وزير التعليم الدكتور «أحمد بن محمد العيسى» بالمرسوم الملكي، قائلا إن : «هذه اللجنة تبشر بمستقبل من الحزم ضد الذين يحاولون تقويض قدرات الوطن».

كشف حساب

ومهما كان التفسير الرسمي، فإن الأمر يتم قراءته في جميع أنحاء العالم باعتباره انتزاع للسلطة من قبل ولي العهد في المملكة، وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن «حملة الاعتقالات الواسعة هي الخطوة الاخيرة لتعزيز سلطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الابن المفضل والمستشار الأول للملك سلمان»، مضيفة أن «الملك قرر تشكيل لجنة جديدة لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد قبل ساعات فقط من أمر اللجنة بالاعتقالات».
وتم احتجاز المبعدين في فندق «ريتز كارلتون» الرياض، وقال مصدر سعودي أنه «لا يوجد سجن بحق أفراد العائلة المالكة».
ويمثل هذا التحرك كشف حساب لأداء مؤسسة السياسة الخارجية في واشنطن التي دخلت في صفقة مع ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» و«يوسف العتيبة»، سفير الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن، وكانت الصفقة غير المعلنة واضحة، وهي قيام السعودية والإمارات بضخ ملايين الدولارات في الفضاء السياسي في واشنطن بينما تتحدثان عن الإصلاح وتتظاهر واشنطن أنها تصدق ذلك، وقد حظى «محمد بن سلمان» بالثناء بالفعل على بعض سياساته وعلى رأسها رفع الحظر على قيادة النساء للسيارات في السعودية.
ولكن «محمد بن سلمان»، البالغ من العمر 32 عاما، يتبع في نفس الوقت سياسة إقليمية متهورة وخطيرة، شملت زيادة التوتر مع إيران، وحرب كارثية على اليمن، وحصار على حليف ظاهر هو قطر، وتسببت هذه السياسة في كوارث للملايين الذين عانوا عانوا من العواقب، بما في ذلك الشعب الجائع في اليمن، وحتى الشعب السعودي نفسه، ولكن «محمد بن سلمان» تمادي في سياسته أكثر وأكثر ولم يفكر أنصاره في واشنطن في إيقافه.
كما واجهت التفاؤلات حول الإصلاح تحديا بسبب الاعتقالات الجماعية الأخيرة للقيادات الدينية وقمع أي شخص لم يظهر الدعم الكامل لسياسات «بن سلمان».
وتأتى عملية التطهير الأخيرة بعد أيام قليلة من زيارة مستشار البيت الأبيض «جاريد كوشنر»، وهو حليف وثيق لـ«العتيبة»، الى الرياض.

مشروع إماراتي

وبصرف النظر عن الجدل حول شرعية أفعال «بن سلمان»، فإن محاولاته لتوطيد سلطته باتت أوضح من أن يتم تجاهلها، ويضع هذا الكثير من مراكز التفكير في واشنطن في وضع حرج نظرا لاعتماد الكثير منها بشكل كبير على التمويل القادم من الإمارات والسعودية، وكما ذكرت «إنترسبت» سابقا، فقد حصل أحد مراكز الأبحاث وحدها، وهو «معهد الشرق الأوسط»، على التزام ضخم بقيمة 20 مليون دولار من الإمارات العربية المتحدة.
وبلا أدنى شك، فإن «محمد بن سلمان» نفسه يعد أحد استثمارات دولة الإمارات العربية المتحدة وهو ما يعد أمرا فريدا نظرا لفارق الحجم بين البلدين، وكما قال «يوسف العتيبة» في وقت سابق: «إن علاقتنا مع السعودية تستند إلى العمق الاستراتيجي، والمصالح المشتركة، والأهم من ذلك هو الأمل في أن نتمكن من التأثير عليها وليس العكس».
وعلى مدار العامين الماضيين، لعب «العتيبة» دور المروج الأبرز لـ«محمد بن سلمان» في واشنطن وقدم تأكيدات متعددة حول التزامه بتحديث وإصلاح المملكة كما تشير رسائله المسربة.
وفي خطوة غير عادية، استأجرت المملكة العربية السعودية مؤخرا خدمات شركة العلاقات العامة المفضلة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة وهي مجموعة «هابور»، التي يديرها صديق «العتيبة»، «ريتشارد مينتز»،ويتولى «ريتشارد كلارك»، المشتهر بانتقاد السعودية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول اليوم مسؤولية إدارة «معهد الشرق الأوسط» وقد ضغط شخصيا على المملكة العربية السعودية للتمويل وخرج من السفارة السعودية حاملا شيكا بمبلغ نصف مليون دولار.
وتميل دول الخليج التي تديرها الأسر الحاكمة إلى إظهار السمات العامة للمنافسات العائلية، ولم يكن ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» يشعر بالكثير من الراحة مع ولي عهد السعودية السابق «محمد بن نايف»، حيث سبق له أن وصف والده بالقرد، ورأي «بن زايد» و«العتيبة» أن الاستثمار في «بن سلمان» هو الطريق الأبرز لإبعاد «بن نايف» عن السلطة وممارسة النفوذ على السعودية عبر الأمير الصغير.
وقد عملت الحملة، ولمس الجميع صداها بشكل كبير في واشنطن.
ويزعم باحثو مراكز الفكر في واشنطن قدرتهم على الكتابة بحرية وأن التمويل السعودي والإماراتي لا يؤثر على منتجاتهم الفكرية، وفي حين ظل هذا الادعاء مشكوكا فيه دائما، فإنه سيوضع خلال الأيام المقبلة موضع الاختبار بطريقة غير مسبوقة.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *