الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / بعد استبعاد الخيار العسكري.. سيناريوهات السيسي أمام إثيوبيا “فنكوش”

بعد استبعاد الخيار العسكري.. سيناريوهات السيسي أمام إثيوبيا “فنكوش”

بلا شك فإن خيارات رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي أمام مماطلة أثيوبيا في مفاوضات سد النهضة تتلاشي شيئًا فشيئًا، ومع استبعاد الخيار العسكري وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير له يوم 2 أكتوبر الجاري، فإن السيناريوهات البديلة للسيسي تبدو “فنكوش” جديد لن يسفر عن شيء في ظل إصرار أديس أبابا على استكمال المشروع الذي تراه طموح شعب بأكمله.
اعترافات بتعثر المفاوضات
واعترف وزير الخارجية بحكومة الانقلاب سامح شكري، بأن هناك “عثرات” تهدد أسس الاتفاق الثلاثى الموقع في مارس عام 2015، بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة “لم نستطع تجاوزها”.
وأوضح شكري في حوار مع صحيفة الأهرام في عدد اليوم الأربعاء 4 أكتوبر2017م،  أن “الاتفاق يتضمن اعتراف إثيوبيا بمبدأ عدم الضرر فى وثيقة موقعة من رئيس الوزراء (الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين)، وأن تعترف مصر بالسد واحتياجات إثيوبيا التنموية، وأن تكون السودان طرفا ثالثا فى هذه المعادلة”.
وقال إن الاتفاق يقضي بأن “تكون المبادئ الحاكمة المدرجة فيه متسقة مع قواعد القانون الدولى فيما يتعلق بكيفية إدارة الأنهار الدولية”.
وأوضح أن “الاتفاق يشمل قبول الأطراف الثلاثة بأن أية آثار مترتبة على السد لابد أن يتم إقرارها من جانب جهة محايدة حتى لا يصبح هناك نزاع، وأن تستند الجهة المحايدة إلى اعتبارات علمية بحتة وبيانات ومعادلات علمية غير قابلة للتأويل والتفسير”.
وحول مسار العملية الفنية، قال شكري: “بدون شك هناك تباطؤ، وبدون شك هناك عثرات لم نستطع على المستوى الفني ولا السياسي أن نتجاوزها وتهدد الأسس التي تم عليها الاتفاق الثلاثي”، دون تفاصيل.
فنكوش السيناريوهات البديلة
من جانبه زعم الدكتور حسام الإمام، متحدث وزارة الري والموارد المائية بحكومة الانقلاب أن هناك سيناريوهات بديلة حال فشلت المفاوضات مع أثيوبيا، مشيرا إلى أن مستوى الفيضان لهذا العام متوسط ولا يوجد ما يعرقل مسار الفيضان بحسب قوله.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن” المذاع على قناة “الحدث اليوم” مساء الأحد الماضي :”الفيضان ده رزق من عند ربنا، ممكن يأتي في عام منخفض، ولكن هذا العام حول المتوسط”، لافتًا لعدم حدوث توافق حتى الآن بين مصر والسودان وإثيوبيا في المفاوضات الخاصة بسد النهضة الإثيوبي. وأوضح متحدث وزارة الري والموارد المائية وجود نقاط عالقة قد تتطلب تصعيدها لمستوى وزاري أعلى للوصول لتوافق، مشيرًا لوجود سيناريوهات بديلة ستظهر في اللحظة المناسبة في حال فشل المفاوضات.

الخيار العسكري غير وارد
واستبعدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الخيار العسكري لحل الأزمة بين القاهرة وأديس أبابا بشأن سد النهضة.
وقالت: “إن المصريين يخشون من تأثير سد النهضة على حصتهم المائية في نهر النيل، بينما تقوم إثيوبيا بوضع اللمسات الأخيرة على بناء سد النهضة الإثيوبي، وهو أول سد كبير على النيل الأزرق، ومن ثم ستبدأ في نهاية المطاف بملء الخزان العملاق، للاستفادة من أكبر سد كهرومائي في قارة إفريقيا”.
وأضافت الصحيفة: “تخشى مصر من أن السد الأثيوبي سيقطع إمدادات المياه، وسيدمر أجزاء من أراضيها الزراعية الثمينة، وسَيُعَوِق مشاريعها الكبيرة لاستصلاح الصحراء، وسيضغط على سكانها البالغ عددهم 93 مليون نسمة، الذين يواجهون بالفعل نقصا في المياه، ويوفر النيل أكثر من 90 في المئة من إمدادات المياه في مصر، حيث يعيش معظم السكان تقريبا على ضفاف وادي النيل، وأن حوالي 60 في المائة من مياه النيل في مصر تنبع من إثيوبيا”.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى إحدى الدراسات التي أجراها أستاذ زراعي في جامعة القاهرة، من أن مصر ستفقد 51 في المائة من أراضيها الزراعية إذا ما تمت عملية تعبئة الخزان خلف السد الإثيوبي خلال 3 سنوات.
وأكدت الدراسة، أن بطء ملئ الخزان على مدى 6 سنوات سيكلف مصر 17 في المائة من أراضيها المزروعة، إلا أن الدراسة تعتبر سيناريو كارثي من شأنه أن يصيب الإمدادات الغذائية، ويضع عشرات الآلاف من العمال في بلد يشكل ربع القوى العاملة فيه من الفلاحين والزراع.
وتابعت “نيويورك تايمز”: “تقدر الدراسات الحكومية أنه في حالة انخفاض كل مليار متر مكعب من المياه في إمدادات مصر، سيتم فقدان 200 ألف فدان من الأراضي الزراعية، وسيتأثر ذلك بسبل معيشة مليون شخص، بالنظر إلى أن 5 أشخاص يعيشون في المتوسط في كل فدان، وفقًا لما ذكره مسؤول بوزارة الري رفض الكشف عن اسمه”، مضيفةً: “يبدو أن الخيار العسكري لم يعد مطروحا بعد موافقة مصر على التعاون مع إثيوبيا عام 2015”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *