أكد المتحدث باسم غرفة العمليات المركزية التي تمثل مفاوضي الجيش السوري الحر إبراهيم الجباوي، أن المفاوضات التي تجريها المعارضة مع روسيا بوساطة أردنية لم تفشل.
وأشار الجباوي في تصريح خاص لـ”عربي21” إلى أن “باب التفاوض مازال مفتوحا، وقد تستأنف المفاوضات اليوم الثلاثاء”، لافتا إلى أن “المعارضة طرحت بنودا، وكذلك فعل الروس، والبنود قيد النقاش، وننتظر تحديد موعد لطرح نتيجة المشاورات”.
وبحسب مصادر إعلامية، فإن “فريق إدارة الأزمة” التابع للمعارضة، رفض البنود الروسية التي تنص على تسليم السلاح والمصالحة مع النظام، واصفا إياها بـ”الشروط الاستسلامية”.
وكان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أعلن الاثنين، أنه “سيلتقي وزير الخارجية الروسي في موسكو الأربعاء المقبل؛ لإجراء حديث صريح ومعمق حول التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الجنوب السوري”.
وأضاف الصفدي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن “اللقاء سيهدف أيضا لضمان الظروف التي تضمن تثبيت السوريين وحمايتهم على أرضهم”، مؤكدا أن “روسيا طرف رئيس للحل، وإن التحركات الأردنية تهدف إلى وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن”.
اقرأ أيضا: انفجارات بمخازن سلاح للنظام بدرعا وأنباء عن قصف إسرائيلي
وتابع الصفدي قائلا: “لأن ذلك يعني حقن الدم السوري وتجنيب السوريين المزيد من الخراب والدمار، وضمان الظروف على الأرض التي تسمح ببقاء الناس على أرضهم وتشعرهم بالأمن والأمان، والتوصل إلى تفاهمات تتيح مساعدة الأشقاء على أرضهم، وإيصال كل ما يحتاجونه من مساعدات من الداخل السوري إلى الجنوب، ومن الأردن أيضا”.
ميدانيا وبحسب مصادر محلية، فإن “فصائل غرفة العمليات المركزية في الجنوب تحاول استعادة زمام المبادرة من خلال وضع خطط عسكرية عديدة لمواجهات تقدم النظام شرق درعا وغربها، و محاولته الوصول من درعا البلد إلى معبر نصيب الحدودي”.
يأتي ذلك، على خلفية ما اعتبرته المعارضة “خيانة” من بعض الفصائل، واتهامها بعض الشخصيات السياسية بالوقوف خلفها، وتحديدا نائب رئيس وفد هيئة التفاوض السورية، خالد المحاميد، بأنه يقود مشروع المصالحات في الجنوب السوري.
وفي السياق ذاته، وفي مؤشر ينذر بتصعيد عسكري كبير، كشف “معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط” عن إرسال حزب الله فرقة “الرضوان” ( قوات النخبة) إلى “درعا” جنوب سوريا.
ويأتي ذلك، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر خاصة لـ”عربي21” مشاركة الحزب بشكل مسبوق في التصعيد العسكري الذي بدأ منذ الـتاسع عشر من الشهر الماضي، على الرغم من تحذيرات أطراف إقليمية لطهران بالتوغل في الجنوب السوري.
وفي هذا الصدد أكد الصحفي سمير السعدي الموجود في درعا لـ”عربي21“، أن “حزب الله والمليشيات الإيرانية متواجدة بكثافة في كل مناطق ريف درعا الشرقي، من خربة الغزالة وقرفا، وفي منطقة مثلث الموت، وفي ريف القنيطرة”.
ورأى أن مشاركة حزب الله وإيران في الجنوب السوري، رغم تحذيرات بعض الأطراف الإقليمية، تؤكد عجز قوات النظام عن تحقيق تقدم في حال قيامها بالمعركة منفردة، وكذلك توضح الأهمية الجيوسياسية للجنوب السوري، الذي تستطيع إيران من خلال تواجدها فيه فرض شروطها على الجميع، وتحقيق مكاسب لا حصر لها، كما قال.