أمر النائب العام المصري نبيل صادق، بحجب مواقع الألعاب الإلكترونية الخطيرة، ومنها «الحوت الأزرق».
وقال صادق، في بيان، إنه «كلَّف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات بحجب المواقع التي تبث الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت ومنها الحوت الأزرق».
وعزى النائب العام، القرار إلى «اعتبار تلك الألعاب ذات خطورة تستهدف صغار السن، ويترتب على اتباع تعليماتها ومراحلها المختلفة إيذاء الشخص نفسه أو ذويه بما قد يصل بالأمر أحيانا إلى الانتحار وارتكاب جرائم القتل».
وحذَّر من أنّ تلك الألعاب «تمس أمن وسلامة قطاع عريض من الأسر المصرية، ما يجعله أمرا متعلقا بالأمن القومي للبلاد».
وطالب الأسر بـ«ملاحظة أولادهم وعدم تركهم منعزلين مع تلك الألعاب، التي تستهدف المراهقين قليلي الخبرة».
وأشار البيان إلى أن «النيابة العامة ستسلك كل السبل من خلال الاتفاقيات الدولية للتعاون القضائي لتحديد هوية مزودي تلك الألعاب؛ سعيا لاتخاذ الإجراءات الجنائية بحقهم».
وسبق أن أطلقت وزارتا الصحة والتعليم المصريتان، مؤخرًا، دعوات للتحذير من لعبة «الحوت الأزرق»، بخلاف فتوى أصدرتها دار الإفتاء تُحرم المشاركة فيها.
وشهدت الأيام الماضية، انتحار أشخاص عديدين بعد ممارسة لعبة «الحوت الأزرق» لفترات طويلة.
واللعبة عبارة عن تطبيق يُحمَّل على أجهزة الهواتف المحمولة، ابتكره الروسي فيليب بوديكين، ويتكون من 50 تحديا، على اللاعب اجتيازها جميعًا، وبينها مهام تهدف إلى كسب ثقة المسؤول عن اللعبة، ومنها إيذاء النفس.
وتشمل تحدّيات اللعبة مشاهدة أفلام رعب في أوقات متأخرة من الليل، وسماع موسيقى غريبة، والصعود لأماكن شاهقة الارتفاع، وصولًا للتحدي النهائي الذي يطلب من اللاعب الانتحار.
تنظيم الاتصالات: صعب فنيا
ومن ناحية أخرى، قال مصدر مسؤول بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، إن حجب الألعاب الإلكترونية الضارة يستلزم مخاطبة مشغلي خدمة الإنترنت لمطاردة عمليات تحميل هذه الألعاب عبر المنصات المختلفة.
وأشار المسؤول، في تصريحاته لـ«مصراوي»، إلى أن المشغلين سيقومون بحجب كل المواقع التي تتيح تنزيل الألعاب سواء عبر تطبيقات أو لينكات.
وقال المصدر، إن الحجب يستلزم أمرا قضائيا، وهو ما تم عبر قرار النائب العام، وسيوجه به الجهاز إخطارا إلى المشغلين، الذين سيتتبعون هذه الألعاب.
وأضاف المصدر «لن نحجب جميع الألعاب ولكن فقط التي نصّ عليها القرار، ونعلم أن هناك صعوبة فنية لحصر جميع المنصات؛ حيث يقوم مطورو هذه الألعاب دائما بالتحايل على الحجب أو المطاردة بتغييرات في اللينك أو اسم اللعبة أو مواقع التحميل».
وأشار إلى أن «الحجب لا ينفذه إلا الجهاز ولكن يتم عبر مشغلي الخدمة وبالتأكيد سيكون حجبا عبر كل المنصات المتاحة لمطاردة تحميل هذه الألعاب».
وأعلنت منصة جوجل بلاي، أنها أزالت من متجرها لعبة الحوت الأزرق في نوفمبر الماضي، وبالمثل قام مسؤولو شركة آبل عبر متجر آب ستورز، بعد تلقي شكاوي عالميا حول خطورة اللعبة.
حجب المواقع الإخبارية
يأتي ذلك في حين أعلنت السلطات المصرية حظر خدمة AMP، التي تعمل على تسريع تصفح الإنترنت من الهواتف، ما أثر على جميع المواقع الإخبارية التي تستخدمها لتجاوز الحجب، مؤثرا على مواقع الأخبار العالمية مثل: «CNN, New York Times, Washington post, time, Newsweek».
ومشروع Accelerated Mobile Pages تقدمه جوجل لأي ناشر؛ لتحميل ونشر أية صفحات على شبكة الإنترنت بشكل أسرع للهواتف المحمولة.
ووفقا لما ذكره الباحث بمؤسسة «حرية الفكر والتعبير» محمد الطاهر، فإن قائمة المواقع المحجوبة، تعدت 500 موقع، قبل حظر «AMP»، مؤكدا أن هذا الحجب سيؤثر على جميع المواقع التي تستخدمه.
في حين أكد مراقبون أنه منذ بداية ممارسة الحجب لم يتم الإعلان عن القرار بصفة رسمية أو تبليغ مالكي المواقع عن سبب الحجب، عدا تصريحات عدة منقولة عن مسؤولين في نقابة الصحفيين، وخبر نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مصدر أمني لم تذكر اسمه.
وأكدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير أن قرار حجب المواقع في مصر صدر من جهة مجهولة لم يتم الإفصاح عنها.
ومن أبرز المواقع المحجوبة: «شبكة رصد، البديل، مصر العربية، عربي21، الجزيرة، العربي الجديد، الخليج الجديد»، بالإضافة إلى موقع هيومن رايتس ووتش عقب تقريرها عن تعذيب المعتقلين في مصر وموقع «مراسلون بلا حدود» والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان.
وآخر تلك المواقع التابعة للنظام، موقع المصري اليوم؛ لاستخدام مانشيتات اعتبرتها الحكومة تشويه لعملية الانتخابات.