كشفت رسائل بريد إلكتروني مسربة أن تسليح الإمارات للقوات التي يقودها الجنرال الليبي “خليفة حفتر” كان يتم تحت سمع وبصر الولايات المتحدة، رغم الحظر الأممي المفروض على تزويد ليبيا بالسلاح منذ 2011.
وقال موقع “ميدل إيست آي” البريطاني إن رسائل بريد إلكتروني مسربة جرى تبادلها بين السفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» ومستشارة الأمن القومي الأمريكي «سوزان رايس» (آنذاك) تكشف أن الولايات المتحدة كانت على علم بشحنات السلاح غير الشرعية المرسلة للمتمردين في ليبيا.
وقال الموقع إن «العتيبة» بعث رسالة إلى «رايس» عام 2014، قال فيها: «طلب مني محمد بن زايد (ولي عهد أبوظبي) أن أعلمكم بأننا سنرسل معدات لأصدقائنا في ليبيا خلال اليومين أو الثلاثة أيام القادمة».
وأضاف: «ستصل المعدات على متن طائرة شحن إماراتية، وسترافقها وحدة عسكرية إماراتية فقط لضمان عبورها بأمان. لقد طلب مني أن أحيطكم علما بالأمر حتى لا يكون مفاجأة لأحد».
وردت «رايس» على رسالة «العتيبة» بشكل مقتضب بالقول: «تم استلام الرسالة شكرا».
وتثير الرسائل، التي سربتها مجموعة مجهولة الهوية، الأربعاء، تساؤلات بشأن علم أمريكا بالتدخل الإماراتي في الحرب بليبيا.
ويربط موقع «ميدل إيست آي» بين المعدات التي وردت في رسالة «العتيبة»، وتقرير تقصي الحقائق الصادر عن مجلس الأمن في يونيو/حزيران الماضي، الذي كشف عن قيام الإمارات بتزويد قوات «حفتر» بشحنات سلاح بالمخالفة لقرار المجلس.
ورغم أن حظر تصدير السلاح لليبيا لا زال قائما من قبل الأمم المتحدة منذ ثورة 2011، إلا أن تقرير مجلس الأمن يكشف بالتفاصيل أنواع وكميات الأسلحة والمعدات التي وصلت للمتمردين الليبيين عبر جهات عدة، أبرزها الإمارات.
إذ كشف التقرير الأممي أن لجنة التقصي توصلت إلى وجود أدلة على أن الإمارات، سلمت قوات «حفتر» مروحيات قتالية روسية الصنع من طراز «Mi-24»، ومقاتلة من طراز «AT-802i»، وهي طائرة خفيفة مقاتلة تعمل بمحرك واحد.
كما أظهر التقرير ذاته شحن ما يزيد عن 90 حاملة جنود مصفحة وأكثر من 500 عربة أخرى لقوات «حفتر»، في أبريل/نيسان 2016؛ حيث قامت سفينة شحن مملوكة للسعودية بنقل تلك الآليات من الإمارات.
ووجد خبراء الأمم المتحدة أن مروحية واحدة مدججة بالسلاح من ضمن أربعة أنماط من المروحيات الواردة من روسيا البيضاء للإمارات، تستخدم حاليا في العمليات العسكرية بليبيا.