الرئيسية / المقالات / زعلان بسبب الحج! بقلم: محمد عبد القدوس
محمد عبدالقدوس

زعلان بسبب الحج! بقلم: محمد عبد القدوس

هذا موضوع حساس أعرضه عليكم بمنتهى الحرص، جاءني شاب وفاجأني بالقول: بعد أيام سيعود أبي من الحج لكنني زعلان منه بسبب هذا الموضوع بالذات!

 

أخذتني الدهشة والحيرة وصحت بتلقائية قائلا: هل يعقل أن تكون زعلان من أبيك لأنه ذهب لتأدية فريضة ربنا؟
قال في هدوء وحزن: معقول جدا.. وإذا عرف السبب بطل العجب كما يقولون!

 

تساءلت: وما الذي دفعك للسخط على والدك الذي لم يسئ إليك في شيء والمفترض أن تفرح لأنه قام بتأدية فرائض الإسلام.
أجاب: الفلوس التي أنفقها وهو يتقرب إلى ربنا كان ينبغي له أن يعطيها لي ويأخذ ثوابا أكثر.

 

ازدادت دهشتي وقلت مش فاهم حاجة!!
قال وقد بدأ يفقد هدوءه: أنا شاب أريد أن أكمل نصف ديني، وبالفعل وجدت الزوجة المناسبة، والمال الذي أنفقه أبي في الحج كان يجب أن يساعدني به في زواجي.

 

وقبل أن أرد عليه ارتفع صوته وهو يقول لي: اوعى تفتكرني عالة على أبي، الحمد لله يشهد الجميع أنني مهندس ناجح وشاطر، لكن مرتبي لا يكفي لبناء حياة زوجية، وكان من واجب من أنجبني أن يقف إلى جانبي لكنه خذلني!! ومؤكد أن الإسلام يرفض ما قام به!!

 

قلت له: عليك بالصبر والهدوء.. وأسألك هل هذه أول مرة يؤدي فيها والدك الفريضة؟
أجاب: نعم.. وعلى فكرة إنه في أواخر الأربعينات من عمره ولم يبلغ الخمسين، وصحته “زي البمب”، يعني أمامه فسحة من الوقت لتأدية فريضة الحج، أما أنا فإنني أريد الزواج في أقرب وقت.. أليست لي الأولوية في الفلوس التي أنفقها؟

 

قلت له: أنا عايزك تهدأ، وأسألك ما هو موقفك الآن؟
أجاب: ولا حاجة.. كنت أتمنى الزواج قبل نهاية العام، لكن مع الأسف زواجي سيتم تأجيله حتى العام المقبل على الأقل، والحمد لله زوجتي تحبني وهي متفهمة لموقفي.. أنا عايز أسألك عن رأي الشرع في هذا الأمر!

 

كانت إجابتي: لست من العلماء المتخصصين حتى أدلى برأيي في موضوع حساس كهذا، ولكن المشكلة أنها أول مرة يؤدي فيها والدك الفريضة، ولو كان قد أداها من قبل لقلت لك وأنا مستريح: الحق بجانبك تماما.

 

بدا عليه الغضب وأوشك على الانصراف فسارعت إلى القول: الفقهاء انقسموا في ترتيب الأولويات.. هل تأدية الفريضة أم يكون لشئون الدنيا العاجلة الأولوية.. وأنا مع هذا الرأي.

 

المهم أن تنسى ما جرى وتفتح صفحة جديدة مع والدك أغلى ما في الوجود، ولا أظن أبدا أنه يمكن أن يتخلى عنك.

 

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *