“متضايقش ادفع بقا مفيش حاجة ببلاش خلاص”، لم يكن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي يمزح حين ردد هذه الكلمات مرارًا قبل وبعد استيلائه على الحكم؛ فالرجل لا يرى المصريين إلا جيوبًا منتفخة بالمال مهمّته إفراغها في خزائنه الخاوية.
وبحسب تقرير بثته قناة “مكملين”، أمس الإثنين، فإن أيامًا صعبة في انتظار المصريين مع القرارات الجديدة لبرلمان الجباية، الذي أصدر عدة تشريعات تفرض رسومًا جديدة على المواطنين، في محاولة لزيادة إيرادات الدولة من جيوب الفقراء، والتي كان آخرها تعديل قانون الضريبة العقارية ليشمل شقق الإسكان الاجتماعي ومساكن المناطق الشعبية والريفية، ليدفع المواطن جنيها واحدا لكل متر مسطح ضريبة سنوية.
مجلس نواب العسكر الذي يحركه السيسي كعرائس الماريونت، لم يجد سبيلا لاسترضاء اليد الباطشة لقائد الانقلاب إلا بالموافقة النهائية على تعديل قانون إنشاء صندوق تحسين خدمات الرعاية الاجتماعية والصحية لأعضاء هيئة الشرطة، وفرض رسوم إضافية قدرها 15 جنيها على الرخص والتصاريح والوثائق والشهادات والمستندات الرسمية التي تصدرها وزارة الداخلية لصالح الصندوق بعيدا عن الموازنة العامة.
البرلمان وافق أيضا على مشروع قانون المحال العامة، والذي يفرض رسوما باهظة التراخيص تصل إلى 100 ألف جنيه، الأمر الذي يهدد بإغلاق آلاف المحال التي تعاني من حالة ركود كبيرة؛ بسبب موجة الغلاء التي تضرب البلاد.
قطاع التعليم الذي يعيش حالة من التدهور الشديد لم يسلم هو الآخر من قرارات الجباية، فأصدر مجلس النواب قانون إنشاء صندوق رعاية المبتكرين، والذي يفرض رسوما بقيمة 5% على الجامعات الخاصة والأهلية لصالح تمويل الصندوق، ورسوما أخرى بقيمة 2% سنويا من المصروفات الدراسية لطلابها مقابل الترخيص، مع فرض غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تجاوز مليون جنيه على الجامعات التي تتهرب من دفع الرسوم.
صدمة جديدة في انتظار الشعب المصري مطلع العام 2019، مع افتتاح المرحلة الجديدة من مترو الأنفاق بمنطقة مصر الجديدة، حيث كشفت مصادر مطلعة بوزارة النقل أن السيسي اشترط تخصيص تذكرة منفردة بقيمة 5 جنيهات لهذه المرحلة، خلافا للتذاكر المعمول بها حاليا، مما يعني ارتفاع تكلفة الانتقال عبر المترو إلى 12 جنيها بعد أن كانت جنيها واحدا قبل عامين.
ضربات متلاحقة يوجهها السيسي للشعب المصري الذي خدعهم بكلمات معسولة، بنوا معها أحلاما وردية وقصورا في خيالاتهم، غير أنها لم تكن إلا كابوسا مرعبا يتمنون الخلاص منه اليوم قبل الغد.