الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / وسقطت العباءة.. إلى أى مدى يذهب ترامب في تعرية آل سعود؟

وسقطت العباءة.. إلى أى مدى يذهب ترامب في تعرية آل سعود؟

“لولا السعودية ما كانت إسرائيل”، دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن موقفه بشأن العلاقة مع السعودية، بالرغم من جريمة اغتيال جمال خاشقجي، وكشف الدور الذي من أجله تركت بريطانيا آل سعود يحكمون الحجاز وينفصلون عن الخلافة العثمانية.

وكانت أبرز وسائل الإعلام العالمية قد نشرت، قبل أسبوع، فحوى تقييم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بشأن اغتيال خاشقجي، وقالت إن الوكالة ترى بعد تقييم المعلومات المتاحة لديها أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.

ودافع ترامب عن موقفه المتمسك بعلاقة وثيقة مع السعودية، بالرغم من جريمة اغتيال خاشقجي، وقال “الحقيقة هي أن السعودية مفيدة جدا لنا في الشرق الأوسط، لو لم يكن لدينا السعودية لما كانت لدينا قاعدة ضخمة، وإذا نظرت إلى إسرائيل بدون السعودية فستكون في ورطة كبيرة. ماذا يعني هذا؟ هل على إسرائيل أن ترحل؟ هل تريدون رحيل إسرائيل؟”.

وشدد على أن “السعودية حليف مهم، وإذا اتبعنا معايير معينة فلن يتبقى لدينا حلفاء من أي دولة تقريبا”. وأشار إلى ما يراها مكاسب من الصفقات المبرمة من السعودية، فقال “لدينا مئات الآلاف من الوظائف، فهل يريدون حقا مني التخلي عن مئات الآلاف من الوظائف؟”.

ترامب جاب العيد

من جهته، يقول الدكتور محمد الصغير، مستشار وزير الأوقاف ووكيل اللجنة الدينية بمجلس الشعب السابق وعضو مجلس الشورى: “هل ترامب يريد الدفاع عن السعودية أم يسعى لفضحها وابتزازها؟ وهل ستعلق على تصريحه اليوم: أنه لولا السعودية لكانت إسرائيل في مأزق؟!.. أهل الخليج علقوا على ذلك بالمثل الشهير ترامب جاب العيد”.

وتكشف وثائق الأرشيف البريطاني المرفوع عنها السرية، الكثير من التفاصيل المهمة عن حيثيات نشأة الدولة السعودية الثالثة في مطلع القرن العشرين، فقبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى كانت الجزيرة العربية تخضع شكليا لنفوذ الدولة العثمانية، وتوجد في المدينة المنورة حامية تركية تشرف على تأمين خط سكة حديد الحجاز، بينما تتقاسم القبائل والعائلات النفوذ الفعلي والسيطرة على الأرض، فالأشراف يحكمون الحجاز وآل سعود يحكمون نجد والأدارسة يحكمون عسير وآل رشيد يحكمون حائل والجوف.

في تلك الآونة كانت بريطانيا تحرص على استقرار الدولة العثمانية، وتتجنب إقامة علاقات خاصة مع زعماء المناطق الخاضعة للنفوذ العثماني، وهي السياسة التي تغيرت مع اندلاع الحرب العالمية الأولى، وسعى أمير نجد، عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، إلى فتح خطوط تواصل مع بريطانيا، فقابل في أبريل 1911 المعتمد السياسي البريطاني في الكويت الكابتن شكسبير، الذي دوّن في تقرير مطول بعثه إلى قياداته مجريات اللقاء.

وقّع ابن سعود في 15 مايو 1914 معاهدة مع العثمانيين، نصت على توليه منصب (والي نجد) طيلة حياته، ووراثة أولاده للمنصب من بعده، وعلى أن الدولة العثمانية متى دخلت في حرب مع دولة أجنبية أو إذا حدث اضطراب داخلي في أي من ولاياتها، وطلبت منه إرسال قوة دعم، فعليه توفير تلك القوة مع كامل أسلحتها ومؤنها.

انقلابيون

لم يفت ابن سعود قبل التوقيع على المعاهدة أن يأخذ رأي الإنجليز سرا، فكتب في 2 أبريل 1914، إلى المعتمد السياسي البريطاني في البحرين، تريفور، قائلا: “تسلمت معلومات من المبعوث التركي عمر بك مارديني، الذي وصل من القسطنطينية مباشرة.. ولم أحب أن أراه حتى أخبركم لكي تعلموني بالمطلوب وبأي شكل يكون”.

عندما لاحت بوادر مشاركة الدولة العثمانية في الحرب، كتب السير ماليت، سفير بريطانيا في القسطنطينية، إلى وزير خارجيته إدوارد غراي، بتاريخ 4 سبتمبر 1914 قائلا: “أوافقكم على أنه إذا تحالفت تركيا مع ألمانيا وأصبحت الحرب محتومة؛ فمن المحتمل أن يصبح من أهم الأسلحة دعم وتنظيم حركة عربية.. يجب أن يوجهها ابن سعود.. بالتعاون مع أصدقائنا من زعماء العرب”. ووقعت الحرب بالفعل، وصار ابن سعود الرجلَ المفضل في الجزيرة العربية بالنسبة إلى حكومة الهند التابعة للتاج البريطاني، بينما صار الشريف حسين الرجلَ المفضل لدار المندوب السامي في مصر.

انقلب والي نجد (ابن سعود) على العثمانيين، فسجن ضابطا تركيا أوفدته حكومة الباب العالي إليه لتدريب قواته، كما اعتقل أربعة علماء أرسلتهم السلطات التركية إليه للدعوة في نجد إلى الجهاد ضد الإنجليز وأرسل إلى القنصل البريطاني العام بالخليج بيرسي كوكس في نوفمبر 1914 قائلا: “إنني واحد من أكبر أعوان حكومة بريطانيا العظمى التي ستحصل بعون الله مني على نتائج مرضية”. كما شن ابن سعود حربا ضارية ضد آل رشيد الموالين للعثمانيين، وقُتل الكابتن شكسبير في تلك الحرب في 1915 أثناء تواجده مع الجيش السعودي.

خدم الاستعمار

عقب انتهاء الحرب العالمية، طالب الشريف حسين بحكم “الدولة العربية الكبرى”، التي وعدته بها بريطانيا، وتصور أنها ستشمل الحجاز والشام والعراق وفلسطين، ورفض التوقيع على معاهدة فرساي، ولم يوافق على فرض الانتداب على فلسطين، فتنكرت له بريطانيا، وسمحت لعبد العزيز بن سعود بالتمدد والقضاء عليه، ليؤسس نواة الدولة السعودية الثالثة التي عبّر عن أهميتها المعتمد السياسي البريطاني في البحرين الميجر ديكسن في أغسطس 1920.

وقال ديكسن في مذكراته: “جزيرة عرب وسطى قوية يحكمها ابن سعود، وهو مرتبط بأشد العلاقات الودية مع الحكومة البريطانية، تكون ملائمة للسياسة البريطانية كل الملائمة، إنها ستحسم الكثير من المصاعب، وفي الوقت نفسه تجعل كل الدويلات الساحلية معتمدة علينا أكثر مما هى عليه الآن. الكويت والبحرين والساحل المهادن وعمان والحجاز وحتى سوريا سوف تعيش كلها في هلع من جارها القوي، وتكون أكثر انصياعا لرغبات حكومة الجلالة مما هى عليه اليوم”. مضيفا أن “طريقة العربي هى أن يعيش على تحريض جيرانه الأقوياء بعضهم ضد بعض. وفي الوقت نفسه إذا لم يستطع القيام بذلك، فعليه أن يستند إلى دولة حامية قوية للالتجاء إليها، وإذا أصبح ابن سعود قويا جدا في جزيرة العرب، فإن النفوذ البريطاني يزيد زيادة عظيمة بين الدول الساحلية”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *