لقي الإعلامي عبد الله الشريف الشهير بـ”الشاب أشرف”، تهديدات بالتصفية من جهات سعودية مجهولة بسبب حلقته الأخيرة عن تسييس النظام السعودي للحج والشعائر المقدسة، ونشر “الشريف” عبر تغريدة له بتويتر رصدتها (الحرية والعدالة) صورة لرسالة التهديد التي وصلته وكتب فيها ما نصه:”عبدالله الشريف نهايتك قريبة ونعرف مكانك ونعرف عيالك ومرتك”.
وعلق عليها الإعلامي المصري ساخرا بقوله: “حلقة آل سعود الأخيرة تقريبا كانت مؤلمة”، وكان “الشريف” قد نشر أول أمس، الخميس، حلقة خاصة عن تسييس آل سعود للحج بالتزامن مع انتهاء موسم الحج الذي حرم منه القطريون والسوريون وعدد كبير من المعارضين للنظام السعودي.
وتحت عنوان “كعبة بابا” انتقد عبد الله الشريف تحكم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشعائر المسلمين المقدسة وكأنها من أملاك آل سعود، مشيرا إلى استخدام المملكة للحج كورقة ضغط في صراعها السياسي بالمنطقة، واستنكرت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين في يونيو الماضي استمرار سلطات المملكة في منع السوريين والقطريين من أداء فريضة الحج.
أموال الحج تذهب إلى ترامب!
وقالت في بيان إن السعودية تمنع السوريين من الحج للسنة السابعة على التوالي، وتمنع القطريين للسنة الثانية، وذلك لأسباب سياسية، واعتبرت الهيئة حرمان الآلاف من أداء الحج “جريمة ضد الشريعة والقانون الدولي” وطالبت بإشراك المؤسسات والحكومات الإسلامية في إدارة المشاعر المقدسة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل:” كم من عائدات الحج (٢٠٠مليار دولار) سيذهب إلى ترامب والعائلة؟”، ورد الناشط السعودي محمد القحطاني بالقول:” أبرهة الحبشي غزا مكة بالفيلة وترامب الأمريكي غزا الرياض ببقرتين ميلانيا وإيفانكا. لكن الأولى عاد صفر اليدين وللبيت رب يحميه. والثاني حلب أكثر من 450 مليار دولار.وللوطن عائلة تدمره”.
كان “الشريف” قد استعرض خلال حلقة ”كعبة بابا”، نماذج من جرائم وانتهاكات السلطات السعودية بحق أحرار العالم المطالبين بالحرية لشعوبه واعتقال عدد منهم أثناء تأدية مناسك الحج في الوقت الذي تستضيف فيه العديد من الرموز التي أجرمت في حق شعوبها بينها الرئيس التونسي زين العابدين بن علي.
وأضاف أن كل فنان أو إعلامي حر أو صاحب رأى مخالف لسياسات بن سلمان لا يأمن على نفسه أن يتوجه لأداء مناسك شعيرة الحج، في الوقت الذي يسمح فيه لغيرهم من الداعمين لسياسات النظام الانقلابي في مصر وغيره من الحكام المستبدين، فضلا عن إرسال تأشيرات الحج المجاني لجميع أعضاء برلمان السيسي ، في الوقت الذي يمنع فيه مشايخ وعلماء من أداء هذه الشعيرة وغيره من النماذج التي توضح بشكل كبير ما يفعله بن سلمان ضمن محاولات الضغط على الشعوب والحكومات للخضوع لسياسة آل سعود.
إعدام وتطبيل!
في سياق متواصل، قال رئيس وزراء كندا جاستن ترودو إن حكومته تشارك بمحادثات دبلوماسية مع السعودية، لكنه لم يتراجع عن مخاوفه بشأن حقوق الإنسان، وذلك بعد أسبوعين من خلاف بشأن دعوة أوتاوا للإفراج عن نشطاء سعوديين أدى إلى إقدام الرياض على تجميد علاقاتها معها.
وقال ترودو للصحفيين أول أمس الخميس بعد اجتماعات لمجلس الوزراء في كولومبيا البريطانية “نواصل التعامل دبلوماسيا مع السعودية. أعتقد أنه من المهم أن تكون لنا علاقات إيجابية مع الدول في جميع أنحاء العالم”، وكان رئيس الحكومة يرد على سؤال عن تقارير بأن المدعي العام السعودي يسعى لتوقيع عقوبة الإعدام بحق نشطاء حقوقيين.
وجمدت الرياض في وقت سابق من هذا الشهر أي تعاملات تجارية جديدة مع كندا، وطردت سفيرها، وأمرت بعودة جميع الطلاب السعوديين للبلاد احتجاجا على تغريدة لوزيرة خارجية كندا تدعو لإطلاق نشطاء المجتمع المدني بالسعودية.
وكشف الناشط الحقوقي السعودي ورئيس المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان علي الدبيسي، عن طلب النيابة العامة ولأول مرة بإعدام الناشطة الحقوقية المعتقلة منذ عام2016 إسراء الغمغام،
وقال في تدوينات له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “الحرية والعدالة”:” لأول مرة في تاريخ السعودية، النيابة العامة تطالب بإعدام مدافعة عن حقوق الإنسان. بدء محاكمة الناشطة إسراء الغمغام المعتقلة منذ 32شهرا بسبب دفاعها عن المعتقلين ومطالبتها بالحقوق المدنية ومشاركتها في تظاهرات سلمية وتعبيرها عن رأيها في شبكات التواصل”.
بينما يواصل الداعية السعودي محمد العريفي وصلة تطبيل جديدة مشيداً بجهود الملك وولي عهده محمد بن سلمان في تنظيم الحج معتبرا من ينكر هذه الجهود إما جاهل أو حاقد يريد إحداث الفتنة فقط، وقال في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” رصدتها “الحرية والعدالة” مرفقا بها صورة للملك سلمان وولي عهده:” ما تبذله المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في موسم الحج فخرٌ لكل مسلم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء”.
وأضاف قائلا:”ومن ينكر ذلك أو يهاجم المملكة في تنظيم الحج فهو إما جاهلٌ بما يُبذل من جهود جبارة، أو حاقد يريد الفتنة”، ورد عليه الناشط صابر أبو الرجال ساخراً:” أو لا يرضى لك النفاق… لماذا لم تعلن رأيك فى اعتقال وتعذيب بل وقتل خيرة علماء الدين؟ لماذا لم تعلن رأيك فى الانفتاح الواسع على حفلات الغناء والرقص والفجور؟ سامحك الله”.