تنوعت سياسات القمع الذي لا يعرف سواه الانقلاب العسكري بقيادة عبد الفتاح السيسي، ضد المصريين بأطيافهم المختلفة، فمن القتل والاعتقال والتصفية الجسدية لرافضي الانقلاب العسكري إلى تلفيق الاتهامات للمعارضين وصولا إلى الضرب باليد والاعتداء بالبلطجية على كوادر وطنية وسياسية معتبرة في الأوساط السياسية المصرية والعالمية.. تجلت سياسات السيسي القمعية مع إفطار الحركة المدنية أمس.
وتعرض العشرات من المدعوين لإفطار الحركة المدنية الديمقراطية، الثلاثاء، لاعتداء من قبل نحو 10 أشخاص مجهولين في النادي السويسري بمنطقة الكيت كات، بحسب رئيس حزب الدستور خالد داوود.
وقال داود في تصريحات صحفية، إن الحركة، التي تأسست قبل انتخابات الرئاسة كائتلاف بين عدد من الأحزاب والشخصيات المعارضة في ديسمبر 2017، نظمت إفطارًا في النادي السويسري، مضيفًا أنهم فوجئوا بوجود منضدة يجلس عليها نحو 10 أشخاص ليسوا ضمن المدعوين، وأن رجلًا وامرأة من الجالسين حول المنضدة افتعلا مشاجرة مع موعد الإفطار، قبل أن يقوموا ويبدءوا في تحطيم المناضد وقذف الحاضرين بالأطباق وزجاجات المياه مرددين “يا خونة يا جواسيس”.
وغادرت المجموعة التي قامت بالاعتداء دون أن يتمكن أحد من الإمساك بهم، بحسب داوود، الذي أوضح أن إدارة النادي السويسري أخبرتهم أن المعتدين دخلوا كرواد عاديين بغرض تناول طعام الإفطار.
متابعا أن انقطاع التيار الكهربائي عن النادي فور بدء المشاجرة والاعتداء عليهم، بالإضافة إلى ما ردده المعتدين من عبارات مثل “يا خونة يا جواسيس”، يؤكد أن الأمر مدبر، وليس عفويًا، خاصة أن الفعالية كانت اجتماعية بشكل بحت، دون أي كلمات سياسية أو نقاشات، “فهو لم يكن اجتماعًا سياسيًا، بل تجمعًا اجتماعيًا.. ومذهول مما وصلنا له”.
اليوم، الأربعاء، أصدرت الجبهة الوطنية المصرية، بيانًا تُدين فيه قيام بلطجية النظام العسكري بالاعتداء إفطار الحركة المدنية الديمقراطية في القاهرة، ما أسفر عن إصابة بعض المشاركين فيه، وعلى رأسهم السفير معصوم مرزوق وفريد زهران.
وحضر اللقاء عدد كبير من الشخصيات العامة من الحركة وخارجها مثل الصحفي والوكيل السابق لنقابة الصحفيين، خالد البلشي، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فريد زهران، والمتحدث باسم الحركة، حسين عبد الهادي، وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، جورج إسحاق، والقياديين بحزب العيش والحرية (تحت التأسيس) إلهام عيداروس وأكرم إسماعيل ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد، والكاتبين الصحفيين، عبد الله السناوي وجمال فهمي، والسفير السابق معصوم مرزوق، و حلمي شعراوي والدكتور عبد الجليل مصطفى والسفير السابق شكري فؤاد وسفير مصر السابق في السعودية سيد قاسم و جميل مطر وابراهيم عبد المجيد والدكتور مصطفى كامل السيد والأساتذة فريد زهران ومدحت الزاهد ومحمد سامي وجورج اسحق واحمد البرعي وكمال ابوعيطة وطارق النبراوي وخيرية شعلان ورجائي الميرغني ومجدي عبد الحميد ومحمد أنور السادات.
وكانت الحركة المدنية الديمقراطية قد دعت، في يناير الماضي، الشعب المصري إلى عدم المشاركة في مسرحية الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية ثانية، بعد وصفها بأنها تمثل «مصادرة كاملة لحق الشعب المصري في اختيار رئيسه».
ويمثل الاعتداء على افطار الحركة المدنية امتدادا لسيسات القمع التي يتبعها السيسي مع الشعب المصري، ما يمثل انهيارا اخلاقيا في عموم مصر واعلان موت السياسة التي بات معاقروها مجرد خونة وجواسيس، إلا اذا كانوا يسبحون بحمد النظام ويسبحون في مراتع فساده وقمعه.
وسبق أن اعتدى البلطجية التابعون لمجموعة فالكون المخابراتية على عدد من السياسيين والصحفيين ورجال أعمال رافضين للخضوع لإملاءات السيسي.
فيما توقع مراقبون تزايد أعمال البلطجة في الفترة المقبلة مع دخول مصر في “عصر نخنوخ” الذي نال عفو السيسي رغم أن محكوم عليه بالمؤبد بقضايا فساد وسلاح وبلطجة..
رسالة السيسي
د. حسن نافعة علق على الحادثة قائلا: “قال السيسي أنه سيكون رئيسا لكل المصريين وسيفتح صفحة جديدة يستبد منها الإرهابيون فقط. أمس أرسلت أجهزته بلطجية لتخريب حفل إفطار الحركة المدنية واعتدت بالضرب على المشاركين. الرجل لم يكذب لأنه يعتبر كل من يعارضه إرهابي. المشكلة فينا نحن لأننا لم نفهمه على حقيقته لا عذر لأحد بعد اليوم”.
وكتب عبد العظيم حماد رئيس تحرير الأهرام الأسبق وعضو الحركة المدنية: “تصدقوا بالله يا مؤمنين ان الحركة المدنية الديمقراطية كانت تتداول في مشروع بيان يرحب بالمعاني الإيجابية في خطاب الرئيس السيسي الأخير ويدعو لحوار لتطبيقها
ثم جاءت موقعة الكراسي من جانب المواطنين الشرفاء ضد حفل افطار الحركة في النادي السويسري لتقول: بلوا بيانكم واشربوا ميته”….وهكذا تكتب موقغة