فى تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة، توقف زمن النضال والنخوة عند تلك اللحظات، بعد أن نظمت السفارة الإسرائيلية بالقاهرة حفلا تحت مسمى إحياء الذكرى الـ70 لقيام دولة إسرائيل، الموافقة لذكرى النكبة الفلسطينية في أحد الفنادق بميدان التحرير وسط القاهرة، بحضور مئات الشخصيات من وزراء وبرلمانيين ورجال أعمال وصحفيين، بعد انقطاع لأي احتفال إسرائيلي رسمي دام 8 سنوات، عقب اقتحام الحشود من المصريين لمبنى السفارة الإسرائيلية.
وقالت وزارة الخارجية في بيانها لوسائل الإعلام: “احتفلت السفارة الإسرائيلية في مصر بالذكرى السبعين لاستقلال دولة إسرائيل في حفل استقبال بفندق ريتز كارلتون في ميدان التحرير بالقاهرة، بحضور العديد من الضيوف من المجتمع الدبلوماسي ورجال الأعمال وممثلي الحكومة المصرية”.
وذكر حساب “إسرائيل في مصر”، على “فيسبوك”، أن “المراسم تمت بحضور لفيف من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلين عن الحكومة المصرية”، مضيفا: “استمتع الضيوف بعشاء إسرائيلي مميز أعده الشيف شاؤول بن أديريت مع فريق طهاة الفندق”.
يأتي هذا في وقت تعالت فيه الأصوات الداعية لصياغة “قائمة سوداء” بالشخصيات المصرية التي لبت الدعوة الإسرائيلية، فيما أكد محمد سعد عبد الحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إحالة أي صحفي سيشارك في تغطية تلك الفعالية إلى التحقيق النقابي؛ لمخالفته قرار النقابة برفض التطبيع مع إسرائيل.
قلق فى الريتز
وبرغم أن الاحتفال المزعوم أقيم بفندق ريتز كارلتون المطل على نيل القاهرة والمجاور لمبنى الحزب الوطني المنحل القديم بوسط العاصمة، وتملكه الحكومة المصرية ممثلة في شركة “مصر للفنادق”، وتقوم بإدارته شركة ذا ريتز كارلتون الأمريكية، وأعيد افتتاح الفندق في نوفمبر 2015 بعد تجديده لمدة 4 سنوات، بتكلفة 940 مليونا، ويتكون الفندق من 13 طابقا مقسما إلى 327 غرفة، تشمل 52 جناحًا جميعها مزودة بأحدث التجهيزات العالمية بمختلف المستويات التنفيذية والملكية.
توافد عدد من القيادات الأمنية داخل البهو، منهم جزء يرتدي الزي الشرطي “البدلة البيضاء”، وقائدهم عميد يحمل في يده اليمني أوراقًا، يبدو أنها تضم أسماء المدعوين.
كما انتشرت أشعة “X RAY” أمام قاعة إقامة حفل السفارة الإسرائيلية مع الدخول للدور الأول، فى قاعة ألف ليلة وليلة، وهي قاعة إقامة الحفل.
قائمة طعام
وبحسب ما ورد من صور تم نشرها على صفحات الإنترنت والتواصل الاجتماعى، فقد شملت عددا من الأطعمة الإسرائيلية لعدد ألف ضيف منها العربى والمصرى والإسرائيلى، مثل: طبق الحمص وجبنة حلوم مشوية و”البتيتيم” والشنیتزل الإسرائيلي وحلوى الكريمبو.
كما شملت القائمة، أضلاع خروف، ومسبحة، وفلافل، ومجموعة متنوعة من السلطات، والسمك، وأما الحلوى، فكانت القطايف وميلف.
السفير الصهيونى أهلا بكم فى مصر
وقال السفير الإسرائيلي لدى مصر ديفيد غوبرين، في الحفل: “الشراكة المتينة بين مصر وإسرائيل تشكل قدوة ومثالاً لحلّ صراعات إقليمية ودولية في العالم أجمع حتى يومنا هذا”.
وأضاف غوبرين: “ومع ذلك نحن اليوم في أوج معركة السلام”، متابعا “هذه المعركة تستوجب التغيير الواسع في الوعي والإدراك، وتحتّم خلق جو يسوده التسامح والتعرف إلى الآخر والصبر. لا شك في أن الأمر يحتاج إلى عملية طويلة ومستمرة، ولكنها ضرورية لنشر السلام، ليس فقط بين الحكومات، بل ليعمّ أيضا بين الشعوب”.
وأكد “وجود تغير واضح من جانب عدد من الدول العربية في التعامل مع الكيان الصهيوني”، قائلاً: “نلاحظ التغيير في معاملة الدول العربية لإسرائيل، لا تعتبر عدواً، بل شريكاً في صياغة واقع جديد وأفضل في المنطقة، واقع يستند إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي”.
واستطرد “كان الاعتقاد السائد في الماضي أن التعاون في مجال معيّن يأتي بالضرورة لصالح طرف على حساب الطرف الثاني، ولكن مع مرور الوقت أدركنا أنها ليست بالضرورة “لعبة خاسرة”، بل وجدنا في أوجه التعاون المختلفة ثمارًا يربح منها الجميع، وتشكل اتفاقية الغاز التي تم التوقيع عليها مؤخرا، والتي تخدم مصالح الطرفين، دليلا على هذه الثمار، ويبقى الأمل أن تفتح الطريق أمام التعاون في مجالات أخرى”.