ثار قرار وزارة الصحة بحكومة الانقلاب برفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مستشفيات محافظة الإسماعيلية موجة من الجدل في الأوساط السياسية والشعبية، خوفا من إقدام عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري على مجزرة جديدة بحق أهالي سيناء.
وتساءل الإعلامي حمزة زوبع، خلال برنامجه “مع زوبع” على قناة مكملين مساء الأربعاء، عن السر وراء رفع حالة الطوارئ بمستشفيات الإسماعيلية؟ وهل له علاقة بعملية متوقعة للجيش في سيناء ووجود تخوفات من سقوط قتلى ومصابين بأعداد كبيرة؟
حالة حرب
من جانبه أرجع الإعلامي محمد ناصر قرار وزارة الصحة بحكومة الانقلاب برفع حالة الطوارئ بجميع مستشفيات محافظة الإسماعيلية، إلى قرب بدء عملية عسكرية موسعة بسيناء، مضيفا أن رفع حالة الطوارئ ليس خوفا على أبناء سيناء ولكن تحسبا لوقوع ضحايا ومصابين بين أفراد قوات الجيش.
وأضاف ناصر خلال برنامجه “مصر النهاردة” المذاع على قناة مكملين مساء الأربعاء أن تلك إجراءات تحدث في حالة إعلان الحرب فقط.
إخلاء كامل
وفي السياق ذاته قال يحيى عقيل النائب عن محافظة شمال سيناء ببرلمان 2012، إن وزارة الصحة بحكومة الانقلاب رفعت درجة الاستعداد بمستشفيات شمال سيناء أيضا وألغت إجازات عمال الإسعاف والعاملين بالمستشفيات وتم انتداب أكثر من 20 سيارة إسعاف للمحافظة من محافظات مجاورة.
وتوقع “عقيل” -في مداخلة هاتفية لبرنامج مصر النهاردة على قناة مكملين، مساء الأربعاء- إطلاق قوات الجيش عملية عسكرية استثنائية في المنطقة، ينتج عنها وقوع عدد كبير من الضحايا والمصابين.
وتوقع أن تكون تلك الاستعدادات إما لتنفيذ عملية موسعة ضخمة على قطاع غزة في ضوء وجود استعدادات على الحدود مع غزة وحشد جيش الاحتلال على الحدود مع غزة، أو إخلاء كامل للمنطقة من الشيخ زويد والعريش إلى رفح خلال شهر فبراير وفق ما سربه عدد من ضباط الجيش للأهالي.
وقال أبو الفاتح الأخرسي، الكاتب المتخصص بالشأن السيناوي، إن تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى سيناء خلال الأيام الأخيرة وتحركت باتجاه المنطقة الحدودية، كما ان هناك تحركات عسكرية في المنطقة الجنوبية في رفح والشيخ زويد تزامنا مع قصف مدفعي على تلك القرى، وسط تجريف كامل لمزارع ومنازل الأهالي حول مطار العريش.
وأضاف الأخرسي، في مداخلة هاتفية لقناة مكملين، مساء الأربعاء، أن تلك التعزيزات تأتي تمهيدا لإنهاء الفصل الأخير من صفقة القرن التي أعلن عنها عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري.
عملية عسكرية موسعة
وكان مصدر مطلع في وزارة الصحة بحكومة الانقلاب أن رفع درجة الاستعداد القصوى بجميع مستشفيات محافظة الإسماعيلية، جاء بناءً على طلب وزارة الدفاع، تزامنا مع بدء عملية عسكرية موسعة في شمال سيناء، لإخلاء مساحة خمسة كيلومترات في الاتجاهات الأربع لمطار العريش الدولي، وما قد يصاحبها من نزوح للمصابين بين صفوف الأهالي.
بدوره توقع مصدر قبلي في شمال سيناء إطلاق الجيش عملية عسكرية لإخلاء أهالي المنطقة المحيطة بمطار العريش خلال ثلاثة أيام على أقصى تقدير، عقب وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة ، وسيطرة حالة من الذعر على القاطنين في المنطقة المحددة، وخوفهم من ملاقاة مصير السكان في مدينة رفح الحدودية، وتكرار ما حدث من تجريف للأفدنة الزراعية، وهدم لمئات المنازل.
ونبهت وزارة صحة الانقلاب، في منشور داخلي لها، على ضرورة توافر أدوية ومستلزمات الطوارئ بكميات إضافية في المستشفيات المذكورة أعلاه، وتوفير وسائل مناسبة لنقل الأدوية والمستلزمات من أو إلى محافظات الإقليم، وفتح صيدليات الطوارئ على مدار الساعة، وتوافر كميات إضافية من أكياس الدم ومشتقاته لجميع الفصائل.
كما وجهت بزيادة الأسرة بالأقسام ذات العلاقة بالطوارئ، ومضاعفة أعداد الأطباء (النوبتجية) بقسم الطوارئ، وإرسال جدول (النوبتجيات) للأقسام الحرجة، والتأكد من وجود أطباء وفنيي الأقسام المعاونة (الأشعة – المعمل – بنك الدم)، وسرعة الإبلاغ عن المصابين الذين يتم استقبالهم، وكذلك تشخيصاتهم إلى الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة.
وطالبت الوزارة إدارات المستشفيات بإخلاء 30% من أسرة تخصصات الجراحة العامة والعظام والرعايات المركزة والحروق، حتى انتهاء فترة رفع الاستعداد (غير المحددة)، وعمل حصر بعدد خلايا حفظ الموتى في المستشفيات، والإبلاغ عن أية أعطال فجائية فور حدوثها، وإلغاء جميع الإجازات لكل العاملين من أطباء وصيادلة وتمريض وفنيين وعمال.
قائد الانقلاب يتوعد السيناوية
وفي 19 يناير الماضي، وجه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، تهديدا شديد اللهجة لأهالي شمال سيناء، قائلاً بنبرة حادة: “يا تساعدونا، يا تساعدونا.. إحنا أخدنا قرار باستخدام عنف شديد خلال المرحلة دي.. وهانبقى غَاشمين قوي في استخدامنا للقوة”، وذلك في تعقيبه على محاولة استهداف طائرة وزيري الدفاع والداخلية حال وجودها في مطار العريش.
وأضاف السيسي، في كلمته بمؤتمر “حكاية وطن”، الذي أعلن فيه ترشحه مجدداً لمسرحية الرئاسة، أن “الصاروخ الذي أطلق على طائرة الوزيرين خرج من مزارع الزيتون المقابلة للمطار في الجهة الغربية”، متابعاً “الدولة هاتعود.. وإحنا بنعمل حرم آمن للمطار، ﻷنه لازم يرجع، ويشتغل.. ومساحة الحرم هاتكون في حدود 5 كيلومترات حول المطار”.
آلاف النازحين
وقدرت أعداد النازحين من مدينتي رفح والشيخ زويد بنحو 21 ألفاً و861 فرداً، موزعين على 68 تجمعاً في مدن “العريش، وبئر العبد، والحسنة”، بإجمالي 5324 أسرة، وذلك بعد تجريف 213 ألفا و169 شجرة من مساحة 2436 فداناً، وإزالة 2090 منزلاً، في نطاق المرحلتين الأولى والثانية للمنطقة العازلة مع قطاع غزة، بحسب إحصائية حكومية صادرة عن “لجنة متابعة المنقولين”.
وتشمل المنطقة، المزمع إزالتها، دائرة حول المطار مساحتها 78.5 كم مربعا، من ضمن مساحة مدينة العريش، تضم في اتجاهها الشمالي أحياء سكنية، وفي الاتجاهين الغربي والجنوبي آلاف الأفدنة المزروعة بالزيتون على جانبي وادي العريش، وفي الاتجاه الشرقي مساحات من مزارع الزيتون، وأراضٍ صحراوية.
وصرح محافظ شمال سيناء بحكومة الانقلاب، عبد الفتاح حرحور، في 23 يناير الماضي، أن الخمسة كيلومترات سيتم إزالتها في اتجاهات الغرب والشرق والجنوب من المطار، في مقابل إزالة كيلو ونصف الكيلو فقط في الاتجاه الشمالي (حتى الطريق الدائري الجنوبي لمدينة العريش)، بزعم تلافي إزالة الكتلة السكنية.