عدة رسائل حملت نبرات تهديد وجّهها عبدالفتاح السيسي، أمس الأربعاء، خلال افتتاحه حقل ظهر للغاز الطبيعي وذلك في حضور رئيس شركة إيني الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، والمهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من كبار رجال الدولة.
فزاعة «أهل الشر»
الرسالة الأولى في الخطاب، هي المعتادة في خطابات السيسي للمصريين، حيث استدعى فزاعة «أهل الشر» التي يشير بها السيسي إلى معارضيه دون تسميتهم، معتبرا أن كل من يعارضه هم من الأشرار، مطالبا بالسماح له باستخدام القوة الغاشمة والحملات القمعية ضدهم.
وقال السيسي: «لو حد فكر أن يلعب بأمن مصر هاطلب منكم تفويض تانى، لأن هايبقى فيه إجراءات أخرى ضد أى حد يعتقد إنه ممكن يعبث بأمنها وإحنا موجودين».
أنا والجيش واحد
ربط السيسي بين وجوده ووجود الجيش، بحديثه عن أمن واستقرار مصر قائلا: «أمنك واستقرارك يا مصر ثمنه حياتى أنا وحياة الجيش.. ومحدش يفكر يدخل معانا فى موضوع أمن مصر ده أنا مش سياسى بتاع الكلام، وإحنا مش بنبى البلد بالكلام وعشان ترجع بالشكل ده ربنا اللى عالم رجعت إزاى».
وحذر من أسماهم «قوى الشر» مرة أخرى من الاقتراب من مصر، قائلا «أى حد يفكر يقرب منها هقول للمصريين انزلوا تانى أدونى تفويض أمام الأشرار أى أشرار، متابعًا: «أنا مش بخاف غير من ربنا»، مضيفا : «أنا بقالى 50 سنة بتعلم يعنى ايه دولة وبعلم نفسى يعنى ايه دولة وحاجة صعبة قوى، الناس مابتفوكش الخط للدولة وعاوزة تتصدى وتتكلم».
وطالب السيسى، فى كلمة خلال افتتاح حقل ظهر، المصريين بالانتباه قائلا: «قسما بالله أن اللى انتم شايفينه فى حقل ظهر الآن ما كان يتحقق غير بالاستقرار والأمن وثبات المصريين يد واحدة.. ومن فضلكم محدش يأخدكم للضياع».
لن أتركها إلا بالموت
وفي رسالة أخرى ألمح السيسي إلى أن لن يتخلى عن الحكم سوى في حالة الموت قائلا«قبل ما حد يلعب فى أمنك يا مصر ويضيع الـ100 مليون لازم أكون مت الأول، وإللى عايز يلعب فى مصر ويضيعها لازم يخلص منى أنا الأول لأننى لن أسمح بذلك.. أروح بس الـ100 مليون يعيشوا».
التهرب من قتل ريجيي
وتهرب عبدالفتاح السيسي من مسؤولية رجال الشرطة من عملية قتل وتعذيب ريجيني، متهما مجهولين بالتورط فيها قائلا: «مش هانسيب موضوع ريجينى إلا لما نجيب الجناة ونحاسبهم ونقدمهم للعدالة فى مصر».
وووجه الرئيس حديثه لرئيس شركة إينى الإيطالية قائلا: «عرفت ليه كانوا عاوزين يسيئوا للعلاقات بين مصر وإيطاليا علشان ما نوصلش لحقل ظهر».
وأضاف : «إيطاليا أقرب بلد لينا والصداقة بتاعتنا قوية، عرفت ليه عملوا مشكلة؟، علشان نقف ومانمشيش والبلد دى تضر أكثر، بحادثة تتعمل وتوقف المودة والمحبة بينا نتيجة حادث ريجينى، علشان كده مش ناسى لإيطاليا كل وقفتها الكبيرة معانا رغم واقعة ريجينى، أنا مش ناسيها يا كلاوديو، وإحنا فى مصر مش هاننساها».
تحذير الإعلام
كما هدد عبد الفتاح السيسى، أجهزة الإعلامن مطالبهم بالحذر فى تناول القضايا التى تخص الأمن القومى المصرى، قائلا لـ«الإعلاميين»: «أنتم عشان تتكلموا عن دولة عايزين تقعدوا تتعلموا سنين طويلة قوى عشان فى الآخر أنت بتحول فكرة الدولة التى تنفذها ببساطة للمواطن البسيط وإلا فى حالة عدم العلم الجيد ستنشر الإحباط واليأس بوصف القضايا على قد معرفتك».
تهميش الساسة
وقلل السيسي من القوة السياسية في مصر، معتبرا إياهم غير أهل ثقة على إدارة مصر، قائلا: «لابد لهذه القوة السياسية أن تكون قد أعدت وتعلمت معنى الدولة بشكل تام بحيث لا يمكن لشخص أن يتحدث على ميكروفون كلام مرسل من شأنه يمكن أن يضيع بلدا، عندما تتكلم مع بلدك أو شعبك عبر وسيلة عامة يجب أن تكون حذرا وعليك أن تفكر مليا فى كل كلمة تقولها حتى لا تتسبب فى إحداث فتنة يمكن أن تؤدى إلى ضياع دولة بما يترتب على ذلك – لا قدر الله – من تكرار تجربة شعوب أخرى أصبح يتم تحديد مصيرها خارج بلادها ويكون مصيرها البحار ومعسكرات اللاجئين».