في غياب أي مرشح قوي لمواجهته، تبدو الانتخابات الرئاسية في مصر في 26 مارس المقبل، إجراء شكلياً لعبد الفتاح السيسي الذي يحكم البلاد بيد من حديد، بعد سبع سنوات من الثورة على حسني مبارك.
وقبيل إغلاق باب الترشح للانتخابات في الساعة 14:00 (12:00 ت غ) من أمس الاثنين، تقدم رئيس حزب الغد الليبرالي المصري موسى مصطفى موسى -المعروف بمواقفه المؤيدة للسيسي- بأوراق ترشحه إلى الهيئة الوطنية العليا للانتخابات.
وإذا ما تم قبول ترشيح موسى، فإن قيمته الوحيدة ستكون مجرد تجنيب السيسي صفة المرشح الوحيد بعد أربع سنوات من فوزه بالولاية الأولى للرئاسة، التي حصد فيها نسبة 96,9 % من الأصوات عام 2014.
وقبل أن يصبح رئيساً، انقلب السيسي -عندما كان قائداً للجيش- على أول رئيس منتخب محمد مرسي، في عام 2013 إثر تظاهرات جماهيرية طالبت برحيله.
ومنذ توليه السلطة، أسكت السيسي كل المعارضة الإسلامية أو الليبرالية، واعتقل المئات من المعارضين. وخلال الأسبوعين الماضيين، شهدت ساحة الانتخابات في مصر انسحابات وإقصاءات لمرشحين محتملين في مواجهة السيسي.
يقول حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة لـ «فرانس برس»: إن السيسي «يريد أن يكون المرشح الوحيد من خلال استبعاد أي مرشح قوي ومنافس، ويريد نوعاً من الاستفتاء والمبايعة على شخصه».
ونادراً ما كانت وسائل الإعلام تشير إلى المرشحين المنسحبين أو الذين تم إقصاؤهم أخيراً، أو تتم الإشارة إليهم بشكل سلبي.
وخرج من المنافسة الأسبوع الماضي رئيس أركان الجيش الأسبق سامي عنان، الذي اتهمته القيادة العامة للجيش بـ «مخالفة القانون»، و»ارتكاب جرائم تستدعي مثوله أمام جهات التحقيق»، من بينها «التزوير في المحررات الرسمية بما يفيد إنهاء خدمته في القوات المسلحة على غير الحقيقة، الأمر الذي أدى إلى إدراجه في قاعدة بيانات الناخبين بدون وجه حق».وكان الفريق أحمد شفيق -القائد السابق للقوات الجوية المصرية، ورئيس الوزراء الأسبق- أعلن أواخر نوفمبر 2017 من الإمارات نيته الترشح للرئاسة.
لكنه عاد وتراجع مطلع الشهر الجاري إثر عودته من الإمارات. وكان بين المنسحبين المحامي الحقوقي خالد علي، ورئيس حزب الإصلاح والتنمية المصري محمد أنور السادات؛ عازين السبب إلى عدم توافر المناخ المناسب لإجراء الانتخابات.
كذلك قرر القضاء العسكري في ديسمبر حبس أحمد قنصوة، وهو ضابط في الجيش المصري أعلن عزمه على خوض انتخابات الرئاسة، لست سنوات بعد اتهامه بـ «الإضرار بمقتضيات النظام العسكري».
واعتبر نافعة أن أسلوب النظام في إدارة الانتخابات يعكس «خوفاً وانعدام ثقة»، موضحاً أن الشعبية التي يمتلكها السيسي أقل مما تحاول دعاية الدولة تصويره. ويقول صموئيل تاضروس، الباحث المتخصص في شأن الشرق الأوسط والمقيم بالولايات المتحدة: إن السيسي «يكره الفكر السياسي، وإنه رجل جاء من الثكنات العسكرية مباشرة إلى الرئاسة دون خبرة سياسية».
وتابع تاضروس أن رؤساء مصر السابقين عبد الناصر والسادات ومبارك أيضاً كانوا من رجال الجيش، ولكنهم استقوا الخبرات السياسية قبل وصولهم إلى الحكم.