كشف تصريح اليوم بمؤتمر دافوس الاقتصاديح لرئيس الوزراء الصهيوني عن افتخار الصهاينة بالوصول إلى مدى من العلاقات مع بعض الأنظمة العربية إما لهزالها فهي منبطحة أو هي متسلطة على شعوبها فهي خائنة، مستغلا نقاط الضعف العربي ومن بينها الخوف الإقليمي من تمدد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وحسبما قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، اليوم إن عداء إيران شجع دولا عربية لم يسمها على إقامة تحالفات إستراتيجية مع “إسرائيل”.
ووصف نتنياهو في كلمة له بمنتدى دافوس بسويسرا تحالفات “إسرائيل” مع دول عربية بأنها استثنائية “لم يتخيل يوما أن بالإمكان حدوثها”. وقال نتنياهو إن ثمة عدوًا آخر مشتركًا بين “إسرائيل” وهذه الدول العربية ممثلاً في ما وصفه بالإسلام المتطرف والإرهاب السني والشيعي، مضيفًا أن “تل أبيب تلمس بداية تغيـر في مواقف بعض الشعوب العربية أيضا تجاه “إسرائيل”.
تعاون مثمر!
وأشاد نتنياهو في نوفمبر 2017 بما أسماه “التعاون المثمر” بين “إسرائيل”” ودول عربية، في حين يبدو أن المخاوف من تنامي النفوذ الإيراني دفعت الخصوم السابقين إلى التقارب.
وأوضح أن هذا “التعاون” بشكل عام أمر سري، معبرا عن ثقته في نضوج العلاقات وتوسيع دائرة السلام!.
وعزا هذه الثقة إلى أن “هناك الكثير من الأمور التي تجري طوال الوقت خلف الواجهة”.
وفي تصريح نفته السعودية، قال وزير الطاقة ال”إسرائيل”ي يوفال شتاينتس إن تل أبيب تقيم علاقات مع دول عربية إسلامية “معتدلة”، بما فيها السعودية، تساعد “إسرائيل”” على كبح جماح إيران وما سماه التمدد الشيعي في المنطقة.
وقال شتاينتس – عضو بالمجلس الوزاري المصغر- في حديث لإذاعة جيش الاحتلال إن “”إسرائيل”” لا تخجل من الكشف عن هذه العلاقات مع دول عربية وإسلامية، لكن الطرف الآخر هو الذي يخجل من ذلك، وإن “إسرائيل” تحترم رغبة هذه الدول في إبقاء العلاقات سرية.
السعودية مطبعة
فهناك رغبة لدى العديد من الدول الاقليمية والدولية، في الانتقام من النظام الإيراني نتيجة للدور الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان، والتي تراها بعض الدول الإقليمية بأنها خطر استراتيجي عليها، ناهيك عن الصراع الكبير مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإضافة إلى التراشق الدائم مع النظام السعودي.
وأشارت دراسة أعدها مركز بيجن – السادات “الصهيوني”، إلى أن المملكة العربية السعودية قد دفعت خلال الـ 18 شهرًا الماضية لبعض المجموعات المسلحة والمدارس الدينية في مقاطعة بالوشيستان الباكستانية المتاخمة لمنطقة سيستان الإيرانية وبلوشستان التي يسكنها سكان البلوش المتمردون. وأن هناك مخططًا للأمير محمد بن سلمان يهدف لتحريك البلوش في إيران.
وتتشارك السعودية و”إسرائيل” في رغبتهما لاحتواء النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، لكن العقبة الأساسية في هذا الصدد، هو أنه ليس هناك ثمة تطبيع للعلاقات بين البلدين. لذلك سعى الطرفان للتواصل على المستوى غير الرسمي سريًا؛ لتجاوز هذه النقطة من ناحية، وكمقدمة لعملية تطبيع علنية رسمية على المدى البعيد.
وليس أدل على ذلك من زيارات ولقاءات ضابط المخابرات السعودي أنور عشقي للكيان في 22 يوليو 2016، وفي سبتمبر الماضي، رددت هآرتس أنباء عن قيام الأمير محمد بن سلمان بزيارة سرية إلى “إسرائيل”، بينما لم يصدر أي نفي رسمي من المملكة حول هذه الأنباء.
إملاءات كوشنر
ولا يختلف جاريد كوشنر صهر الرئيس الامريكي ترامب كثيرا عن نتنياهو، ففي سبتمبر الماضي، جال “كوشنر” بعدة دول عربية: “مصر والأردن والسعودية وفلسطين وختمها ب”إسرائيل”. وبعدها سربت أوساط فلسطينية فحوى الأفكار الأميركية للحل، والذي تضمن إقامة حكم ذاتي محدود للفلسطينيين، عوضا عن حل الدولتين المتفق عليه دوليا، وتقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين في إطار حل إقليمي. فسوف يشمل الحكم الفلسطيني قطاع غزة ومناطق سيطرة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، دون أي ذكر لمدينة القدس المحتلة وللدولة الفلسطينية المستقلة وحدود 67 ولحق العودة للاجئين.
فروض المعتدي
ومن بين ما فرضه المعتدون الصهاينة سواء المحافظين في الولايات المتحدة أو أشقائهم في الكيان ما اعلنه ترامب في 6 ديسمبر الماضي، من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة ل”إسرائيل”، وطالب وزارة الخارجية الأمريكية ببدء الاستعدادات لنقل السفارة من تل أبيب إلى القدسن وتمثل هذه الخطوة –بحسب تسريب خطة لضابط اسرائيلي- بداية لوضع ما سمي بـ”صفقة القرن” قيد التنفيذ، ومن بين بنوده التي يضحك بها الأمريكان على السعوديين والإماراتيين تحديدا: تشكيل محور اعتدال جديد يركز على المواجهة مع إيران.
وفضح وزير الاستخبارات والمواصلات في الكيان “يسرائيل كاتس”، في مقابلة أجرتها معه القناة العاشرة الإسرائيلية عقب القرار مباشرةً، أن الإدارة الأميركية قامت مسبقاً بالتنسيق مع قادة من الدول العربية بشأن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة ل”إسرائيل”، برغم رفض أغلب هذه الدول علناً لهذا القرار؛ من أجل فقط حفظ ماء وجههم أمام الرأى العام.