لم يستغرب المراقبون أن تكون القصص الإنسانية أليمة، في جريمة جديدة قاسية ارتكبها الانقلاب، عبر قضائه العسكري لتصم جبين الشامخ بالعار، فلم يعرف أحد موعد تنفيذ الحكم، حتى من أدرك منهم فقد التقى ابنه على سبيل الصدفة أثناء زيارته الدورية له.
قالوا فيه إعدامات!
تحكي إحدى الزائرات أنهم “قالولنا فيه إعدامات!! تخيلنا إنه تهويش أو حتى حالة إعدام واحدة لجنائي أو حاجة شبه كده.. لا مش كده، الإعدامات لأكتر من ١٣ أو ١٤ واحد، قلنا مستحيل يحصل كده!! واتعمل”.
وأضافت أخرى “بعدما دخلنا جوه وخلصنا تفتيش ومستنيين أنس.. ماما اكتشفت أنها نسيت حاجة فى غرفة التفتيش، فرحت أجيب الحاجة كانت فضيت تماما من الناس بس دخلتها، ولقيت على جنب ولد لابس أحمر “حكم إعدام”، ووالده قاعد معاه لوحدهم، وأمين واقف بعيد شايفهم، أنا مش عارفة الولد جنائي ولا سياسي، بس نظرة أبوه أنا عرفاها كويس جدا، وظهره المحنى ده أنا عارفاه كويس جدا جدا جدا..”.
وأضافت “أنا أول مرة أسمعهم في السجن مشغلين قرآن بصوت مرتفع عبر إذاعات السجن كلها، صوت التلاوة كان مؤلم مؤلم لأبعد حد، والواحد بيحاول يكدب نفسه إن أكيد التلاوة دى مش عشان الإعدامات.. بس إحنا عارفين إنه وارد جدا جدا إنه يكون عشان كده.. ده اللى حصل، واليوم عدى ازاى بعد خبر الإعدامات وبعد ما شفت الولد وأبوه ده اللى مش عارفة أوصفه نهائيا!.. طيب ليه تعدموهم في السر؟! عملوا إيه؟! طيب كنتوا خلوا أهلهم يودعوهم على الأقل، أو حتى يسلموا من بعيد!.. اللهم الطف بأهلهم واجعل لباقي المعتقلين مخرجا يا رب، ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وإنا لله وإنا إليه راجعون”.
أحمد عزمي
واحدة من القصص الأكثر شيوعا، قصة طبيب الأسنان، حيث نفذ اليوم فيه حكم الإعدام، د.أحمد عزمي حسن “29 عاما”، يعمل بمركز حضري المزرعة بمدينة العريش شمال سيناء، واعتقل من عيادته الخاصة بمنطقة أبو صقل.
والدته صدمت بالخبر، فأحمد لديه شقيق واحد فقط يعمل “مهندس اتصالات”، وهو معتقل الآن في سجن العقرب، ووالدتهما أبلغت اليوم بأن أحد أبنائها لديه جلسة، وانتقلت من مدينة العريش لحضورها، وأثناء سفرها أبلغت بالتوجه لاستلام جثمان ابنها الطبيب من مشرحة كوم الدكة في الإسكندرية.
ابن يوسف
ونقل نشطاء رسالة عن “إعدام_أبناء_سيناء”، ومنهم الشاب “يوسف عياد سليمان”، هو أحد الذين تم تنفيذ حكم الإعدام فيهم صباح اليوم، و14 آخرين من أبناء سيناء.
وأضاف “يوسف 37 عامًا من قبيلة السواركة من مدينة العريش، متزوج ولديه ثلاثة أبناء، تم اعتقاله من بيته يوم 28/8/،2013. وهذه رسالة منقولة من ابنه عندما صدر حكم الإعدام يقول فيها: “لا تعدموا أبي، أبي بريء، أبي نور يضيء حياتي، ماذا أفعل عندما أفقدك؟ كنت أحلم مثلي مثل أي طفل أن أترعرع في أحضانك، لكن شاء القدر أن أحرم منك في.. حسبنا الله ونعم الوكيل”.
وزر أخرى
الناشط السيناوي عيد المرزوقي، كتب تغريدة عبر حسابه، أن “الانقلاب أعدم شقيقين لداعشي قتل في إحدى العمليات في 2013، فما ذنبهما”؟.
وكتب “المرزوقي”، “قصة قصيرة.. داعشي ظهر في إصدار عام 2013.. الجيش فوري اعتقل أشقاءه الاثنين.. الداعشي مات وانتهى أمره من أربع سنين، والجيش اليوم يعدم أشقاءه بحكم إعدام عسكري ونفذ”.
براءة مؤكدة
وقال أبو الفاتح الأخرسى، الباحث والمتخصص فى الشأن السيناوى، إن إعدام 15 مواطنا بشكل نهائي في القضية رقم 411 لسنة 2013ج كلى، هو قتل خارج إطار القانون.
وأضاف” الأخرسى”، فى مداخلة هاتفية عبر فضائية “مكملين” اليوم الثلاثاء، أن “أحكام الإعدام صدرت بحق أبناء سيناء، الذين تم جلبهم من بيوتهم دون أى اتهامات أو وقائع حقيقية؛ بهدف تقفيل أوراق لقضايا مفتوحة لا أساس لها”.