هاجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الدول الغربية، مؤكدا أنها تسعى وراء النفط، وتهدف إلى تقسيم الدول العربية والإسلامية.
وأضاف أردوغان -في كلمة له بجامعة الخرطوم- “إن أولئك الذين يرون أن قطرة النفط أغلى من قطرة دم إنسان هم الذين يقسمون بلداننا ويحاولون اغتصاب خيراتنا، ويعملون على الإيقاع بيننا، واستعمال العقبات الاقتصادية كسلاح للنيل منا وتأليب الإعلام ضدنا، وتصفية الحكومات المنتخبة عن طريق الدسائس”.
وتابع أردوغان: “إنهم يستخدمون التنظيمات الإرهابية مثل داعش و”بي كا كا” كبيادق من أجل تركيع دولنا”، مشيرا إلى أن أحد الكتاب الأيرلنديين قال إن الإمبرياليين في بحثهم عن النفط يشبهون الكلب المسعور، وهذا تشبيه بليغ يليق بالاستعماريين الحاليين”.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: “وقعنا مع السودان 22 اتفاقية في يومين، ونهدف لرفع حجم التجارة بين بلدينا إلى 10 مليارات دولار أمريكي”.
جاء ذلك في خطاب له بمنتدى “العمل التركي-السوداني” الذي نظمه مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي، الاثنين في العاصمة السودانية الخرطوم.
وأكد أردوغان أن نظرة تركيا للأفارقة وعلاقاتها مع الدول الإفريقية “ليست قائمة على الربح من جانب واحد”، وشدد على أن رغبة بلاده تتمثل في الإنتاج والتقدم والازدهار سويًا مع القارة السمراء.
ولفت إلى أن تركيا كدولة تعي الإمكانات التي تمتلكها إفريقيا، تقيم دائمًا علاقات قوية مع تلك القارة في كافة المحافل، مبينًا أن بلاده تعرف جيدًا أهمية السودان في قارته.
وذكر أن السودان يمتاز بإمكاناته الاقتصادية وموارده البشرية، مشددًا على ضرورة تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بقدر الإنسانية والثقافية معه.
وتطرق إلى تشكيل “مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى” بين البلدين خلال زيارته للسودان، بهدف نقل العلاقات بين البلدين إلى مستويات متقدمة أكثر.
وقال: “ومن خلال هذه الآلية (مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى)، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية ستشهد قفزة، فقد وقعنا خلال يومين 22 اتفاقية 13 منها (الأحد) و9 (الاثنين)”.
كما أوضح أن حجم التجارة بين تركيا والسودان البالغ قرابة 500 مليون دولار أمريكي حتى عام 2016 ليس كافيا.
وأضاف أردوغان قائلا “هدفنا خلال عام الوصول إلى ملياري دولار في حجم التجارة، لكن في الوقت ذاته علينا أن نستهدف الوصول إلى 10 مليارات دولار”.
وذكر أن قيمة الاستثمارات التركية في السودان تبلغ 650 مليون دولار، متعهدًا باتخاذ الخطوات المطلوبة حيال تسريع الأعمال من أجل رفع الرقم إلى مليار دولار خلال وقت وجيز.
وأكد الرئيس التركي أن المقاولين الأتراك نفذوا 9 آلاف مشروع بقيمة 351 مليار دولار في 119 بلدًا على مدى الأعوام الـ45 الأخيرة.
وعن قيمة وأهمية الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال زيارته ذكر أردوغان أنها “ستسهم في نقل العلاقات الاقتصادي والتجارية إلى الهدف المنشود”، داعيا إلى استغلال اللجنة الاقتصادية المشتركة، ومنتدى الأعمال بين الجانبين على أفضل وجه في هذا الإطار.
وزيارة أردوغان إلى الخرطوم هي الأولى لرئيس تركي للسودان منذ استقلاله 1956.