الرئيسية / المقالات / الأعز والأذل فى الحرب على قطر بقلم: عامر شماخ

الأعز والأذل فى الحرب على قطر بقلم: عامر شماخ

سوف يسجل التاريخ -رضيت الأنظمة العربية القائمة أم لم ترض- أن حكام منطقتنا خانوا الأمانة، وتحالفوا مع الأعداء ضد شعوبهم، وشرعوا السلاح فى وجوه من اعترض هذا المسلك الشاذ؛ معتبرين ما يفعلونه هو الفضيلة، وما عداه رذيلة وإرهابًا.

وسوف يسجل التاريخ كذلك أن إمارة صغيرة بحجم حى أو اثنين فى إحدى عواصم هذه الدول قد وقفت فى وجه هؤلاء الحكام؛ رافضة عمالتهم وجبنهم؛ فقاموا -على قلب رجل واحد- بحصارها، وتهديدها بالحرب، ومحوها من خريطة العالم العربى، مؤيدين بمدد غربى وصهيونى، ليس فى الخفاء أو من وراء الكواليس كما يقولون، بل على الملأ، وقد افتخروا بحلفهم الذى لم يقتصر على الدول العربية فقط، بل كان ضمن قائمته قادة تل أبيب.

ولعلنا لا نسبق الأحداث إذا قلنا إن ما يجرى هو المسمار الأخير فى نعش هذه الأنظمة، التى انطلت خديعتها لشعوبها لعقود، وها هى المواقف الأخيرة تعريهم وتكشف سوءاتهم، ولم يكن هناك مفرّ هده المرة من الاصطدام بالشعوب؛ والشعوب لا تغلب من الأنظمة، مهما كانت قوتها، قد تهادن لفترة، لكنها لن تترك هذه الأنظمة وحالها، بل قل: لن يكتب لهذه الأنظمة البقاء مهما قدمت وأنجزت؛ بعدما كتب فى سجلها التبعية والخيانة.

فريقان فى هذه المعركة غير المتكافئة؛ فريق يسعى إلى العيش بحرية ونزاهة وكرامة وطنية، ويجاهد للعودة إلى ماضى السلف الصالح الذى شهد نجاحات تاريخية على المستويات كافة -وهو الفريق الأقل عددًا وعدة، لكن معه الشعوب النافرة، التى تجمعها راية واحدة؛ هى راية التوحيد ولواء النبى محمد -صلى الله عليه وسلم-، ويحدوها الأمل فى التحرر، وفض غبار التبعية والقهر الذى أعمى العيون وأدمى القلوب لعقود، وهى لا تشك لحظة فى أن النصر حليفها والعاقبة لها، لكنها لا تستطيع حساب الزمن الذى سيتحقق فيه هذا الأمر.

أما الفريق الآخر فهو الأكثر عددًا وعدة؛ إذ يحالفه الغرب والصهاينة -كما سبق- لكنه الفريق الأجبن الأذل؛ فهو لا يحارب لوطن، ولا يدافع عن هوية، ولا يجاهد لأجل الدين، إنما يدمر الأخضر واليابس من أجل مصلحته الذاتية، ومكاسبه العائلية، فضلاً عن أنه رُبِّى على كراهية الدين ومقت أتباعه؛ من ثم فولاؤه للغرب، ووجهته اليهود؛ فهو يخشى الدائرة، ولا ملجأ له إلا إلى هؤلاء؛ مؤملا أن يحموا عرشه ويحفظوا بيضته.

والصراع دائر بين الفريقين لفترة قد تطول، كلٌ يخرج ما في جعبته من أدوات؛ ولأن الفريق الأعز -الأقل عددًا وعدة- صاحب عقيدة ولديه مبادئ وعنده نخوة والشعوب من خلفه تؤازره؛ فإنه لن يستسلم، وسوف يستنزف الفريق الآخر حتى لم يبق لديه شىء، إلا أن يكون قد أجهز على العمران فدمره، وعلى العامر فخرّبه، وما جرى فى سوريا خير دليل.

لكن طالت الفترة أم قصرت؛ فإن التوفيق حليف الذى قالوا ربنا الله، والخذلان والانكسار حليف المنافقين؛ ذلك أن الظلم عاقبته الضياع، وليس أشد على الأمم من سفيه جُعل الحكم فى يده، وقد جمع مع السفه الرعونة والطيش؛ فسرعان ما يكون عاليها سافلها.. وفى السابقين دروس وعبر.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *