الرئيسية / المقالات / نحن قطعنا العلاقات بقلم: د. عز الدين الكومي

نحن قطعنا العلاقات بقلم: د. عز الدين الكومي

في سابقة خطيرة لم تحدث إلا في زمن سيطرة أبي جهل، رمز الشرك والوثنية، حيث اجتمع كفار مكة اجتماعًا طارئًا وعاجلاً، بعدما رأوا اجتماع بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرروا في نهاية الأمر، إعلان الحرب على بني هاشم، حيث أعلنوا بالإجماع عن تنفيذ قانون “المقاطعة”، وتفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف، وإعمال سياسة التجويع والعقاب الجماعي لهم، مسلمهم وكافرهم، على الرغم من أن هذا القانون يخالف كل أعراف وتقاليد وقيم الجاهلية، ولكن لا مانع من مخالفة أعراف الآباء والأجداد طالما أن الأمر يحقق لهم مصلحتهم فى القضاء على الإسلام والمسلمين، وعلى الرغم من أن الوقت كان في شهر ذي الحجة وهو من الأشهر الحرم لكن لا مانع من ذلك، حتى لو كنا فى مكة البلد الحرام ولها قدسيتها المعروفة في نفوس العرب، لكنها مصالح تتقدم على الأعراف والمبادئ، فليس هناك مبدأ يُحترم، ولا حرمة تعظم.
وقد نص قانون المقاطعة على أن لا يناكحوا بني هاشم ولا يتزوجوا منهم، وأن لا يبايعوهم ـ لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم ـ وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا، لهم ليقتلوه، بكل وضوح، وهذا هو السبيل، السبيل الوحيد لفك الحصار، وصاغوا قانونهم فى صحيفة وعلقوها في جوف الكعبة، وقد تقاسموا بآلهتهم على الوفاء بها، وبالفعل بدأ تنفيذ هذا الحصار الرهيب في أول ليلة من ليالي المحرم في السنة السابعة من البعثة.
وقد دخل بنو هاشم وبنو المطلب مؤمنهم وكافرهم إلى شعب أبي طالب وتجمعوا فيه، ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ وذلك ليكونوا جميعًا حوله كي يحموه من أهل مكة!!
هكذا فعل حلفاء الشيطان اليوم ومن تبعهم؛ حيث أعلنوا إغلاق الحدود مع قطر، وإغلاق المنافذ البحرية والجوية والبرية، وتابعهم حلفاؤهم؛ حفتر واليمن وجزر مالديف ومورشيوس، وصاغوا قانون المقاطعة باتهمات زائفة ممجوجة، بأن الدوحة دعمت ميليشيات الحوثي الانقلابية حتى بعد إعلان تحالف دعم الشرعية، واستخدمت وسائل الإعلام لتأجيج الفتنة داخليا، وأن قرار قطع العلاقات جاء لاحتضان الدوحة جماعات إرهابية وطائفية منها الإخوان وداعش والقاعدة، ونتيجة ممارسات الدوحة وسعيها لشق الصف الداخلي السعودي!!
والسؤال: من الذي دعم الحوثيين وحرضهم على قصف الكعبة المشرفة بصواريخ سكود؟ قطر أم عيال زايد؟؟ كما ثبت من تسريبات يوسف العتيبة سفير الإمارات فى واشنطن ؟!!
لكن اللافت أن الاتهامات بدعم الإرهاب والكباب، استثنت حركة حماس لأسباب غير معروفة، ولعل المعنى فى بطن الشاعر.
وقالت السعودية والإمارات والبحرين: هناك فرق بين قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، وبين التأكيد على تقدير صِلات لا تنقطع بالشعب القطري الشقيق، بعيدا عن سياسات الدولة الرسمية، الداعمة والممولة للإرهاب والتطرف، والتي تعمل على شق الصف الخليجي والعربي!!
كما أشارت الخارجية المصرية اليوم و للمرة الثانية أنها قطعت علاقتها مع قطر مثلها مثل السعودية والبحرين والإمارات؛ لأن قطر لم تعرها اهتماما، ولم تذكرها ضمن الدول الذين قاطعوا قطر، حيث صرح اللواء عزيز المهموز المتحدث الرسمي للخارجية المصرية قائلا: نرجو أن لا يكون هناك تعمد، فقد بحثنا عن اسم مصر عدۃ مرات في كشف الدول التي قطعت علاقاتها مع قطر فلم نجده، وهو ما يتنافى مع جميع الأعراف الدبلوماسية، وكشف اللواء المهموز أن مصر بصدد التعاقد مع شركة دعاية سويدية بغرض نشر الخبر بشكل واسع، كي يصل إلى مسامع الحكومة القطرية حتى تتمكن قطر من إبداء أسفها على قطع العلاقات مع مصر، ولقد اتبعنا كافة الخطوات القانونية الخاصة بقطع العلاقات، وانتظرنا رد فعل قطري يأسف أو حتى يرحب بهذا القرار، ولكننا لم نجد شيئا، مما يضعنا في حالة دبلوماسية غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الدولية، كما نقل اللواء المهموز مناشدۃ زعيم عصابة الانقلاب لدولة قطر بإرفاق اسم مصر في كشف المقاطعة حتى لا تتأثر العلاقات بين البلدين بهذا التجاهل!!
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعربت عن أسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع الإمارة، معتبرة أن هذه الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة، دون أدنى إشارة لمصر!!
والحقيقة أن وزير الخارجية السعودي أبلغ وزير خارجية الانقلاب، بضرورة اتخاذ مصر قراراً بقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر أسوة بالسعودية والإمارات والبحرين، ومباشرة رحب النظام الانقلابي بخطوة قطع العلاقات مع قطر، على الرغم من الآثار الاقتصادية السلبية المترتبة على ذلك، وعدم وجود خطط لمواجهة أي قرار قطري ضد العاملين المصريين فى قطر، لكن تعليمات الشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد صدرت بالترويج لفكرة عودة المصريين العاملين في قطر، وتحذير المصريين الذين سيصرون على البقاء هناك، والتمسك بطرد قطر جميع القيادات الإخوانية الموجودة في أراضيها، وتسليمهم للسلطات المصرية لمحاكمتهم، كخطوة أولى، قبل إجراء أي وساطات للمصالحة!!
وللأسف هذا الموقف لم يتخذه قادة الأعراب، ضد دولة الكيان الصهيوني، أو ضد إيران التي تحاصر دول الخليج من عدة جهات، ولكن الحكام المتصهينين وإعلامهم الفاسد ونخبهم العفنة، يعتبرون أن دولة الكيان الصهيوني دولة صديقة، بينا حماس و الإخوان من ألد الخصوم!!

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *