الرئيسية / المقالات / مأساة مصر تتكرر من جديد بقلم: محمد عبد القدوس
محمد عبدالقدوس

مأساة مصر تتكرر من جديد بقلم: محمد عبد القدوس

في ذكرى مأساة يونيو من عام 1967 أقول أن الهزيمة من العدو الإسرائيلي كانت لها أسبابها الداخلية. ومن أهم هذه الأسباب الاستبداد السياسي الذي يحكمنا وحكم الزعيم الملهم او دولة الرجل الواحد!! والبطش بالمعارضين، فالسجون امتلأت عن آخرها بخصوم عبدالناصر من مختلف الاتجاهات خاصة التيار الإسلامي.

والتعذيب والحكم البوليسي سمة للحكم القائم ، والجيش خرج عن مهمته الأساسية في حماية الوطن وانطلق ليسيطر على المجتمع كله وكان القطاع العام ركيزته وتم تقديم اهل الثقة واسبعاد أصحاب الخبرة والرأي!

ولأن بلادي بلد العجائب فإنه من الغريب أن نرى أسباب الهزيمة تعود إلينا بعد أكثر من نصف قرن في عهد السيسي وهكذا نرى أن المأساة المصرية تتكرر من جديد ، فالوطن يحكمه الزعيم الملهم ودولة الرجل الواحد!! وتعليماته بمثابة أوامر غير قابلة للنقاش!! وهو بالطبع يفهم في كل شيء!! والسجون ممتلئة بآلاف المعارضين ، والأمن يحشر أنفه في كل ما يتعلق بالبلاد والعباد، وأمن الدولة له الكلمة الأولى والتعذيب والاختفاء القسري ظاهرة ببلادنا، فمصر محكومة بدولة الخوف!!

ولأن السيسي منذ شبابه المبكر كان في القوات المسلحة فهو مقتنع تماما بدولة العسكر، ولذلك ترى الجيش قد خرج عن مهمته الأساسية وانطلق في المجتمع كله مثل زمن عبدالناصر وبالطبع لا مكان لاصحاب الرأي والكفاءات بل الموظف في الدولة يؤمر فيطيع!! ومافيش مناقشة! ومن السمات المشتركة لعصر الهزيمة والعصر الحالي السيطرة على القضاء وطرد المئات من القضاة من مناصبهم، ووضع آلاف الاشخاص تحت الحراسة ومصادرة أموالهم وتأميم ممتلكاتهم. وكان الله في عون لاعبنا الدولي الشهير الجميل محمد ابوتريكة وغيره من الشرفاء الذين تعرضوا لتلك البلوى!!

وعصر السيسي تفوق على عهد عبدالناصر بمراحل في إرتفاع الأسعار وزيادة الفقر والخلل الإجتماعي الرهيب وانقسام المجتمع بطريقة لم تحدث من قبل وبلادي ولادة ومليئة بالمفاجات ولذلك فأنا في انتظار من يأت لتخليص مصر من أسباب الهزيمة والسير بها في طريق النصر.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *