الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / رئيس تحرير “الأهرام” السابق يكشف كيف تحولنا لسوريا والعراق

رئيس تحرير “الأهرام” السابق يكشف كيف تحولنا لسوريا والعراق

أكد الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير صحيفة “الأهرام” السابق، أن شعور المصريين بالخوف وعدم الأمان في هذه الأونة هو السبب الحقيقي لهجرة أموال المصري للخارج وحدوث ازمة الدولار الذي ارتفع سعره لأكثر من 13 جنيها في الأيام الأخيرة، مشيرا إلى تقرير لجنة الأملاك في إمارة دبى بالإمارات الذي أكد أن مشتريات المصريين العقارية، خلال ستة أشهر فقط، بلغت 1.4 مليار درهم، (نحو أربعة مليارات جنيه) سددها 710 مواطنين.
وقال سلامة خلال مقاله اليوم السبت بصحيفة “المصري اليوم”،إن كل هذ الأموال بالإضافة إلى ما تم شراؤه في أوروبا وتركيا كان بالعملة الاجنبية، يفسر الانهيار الحاصل للجنيه، قائلا: ” ما كان تحت البلاطة تم تحويل معظمه إلى الدولار أيضاً، نتيجة فقدان الثقة في العملة المحلية، حتى العمالة المصرية بالخارج أحجمت- في قطاع عريض منها- عن إرسال تحويلاتها الشهرية لأسباب متفاوتة، منها ما يتعلق بعدم الثقة، ومنها ما يتعلق بمواقف سياسية، ومنها مَن ينتظر ويترقب التغيرات في هذه أو تلك، دون جدوى”.
وأضاف سلامة أن هذه السلوكيات تؤكد أن مؤسسات الدولة تعيش في وادٍ مختلف تماماً عن الواقع، منوها إلى حديث رئيس البنك المركزى واتجاهه إلى بيع أصول الدولة، ظناً منه أن هذا هو الحل، في الوقت الذي فقد المواطنون الأمل وفقدوا الثقة في آن واحد، حتى رسالة «صبّح على مصر» لم تعد تجد تجاوباً، التبرعات عموماً لم تعد تجد آذاناً صاغية.
وأوضح أن ظاهرة شراء عقارات الخارج تشير إلى اهتمام المصريين بالبحث عن «الوطن البديل»، هذه الظاهرة التي بدأها الشعب الكويتى، كل الشعب الكويتى، في أعقاب الغزو العراقى لبلادهم، عام 1990، نتيجة عدم الشعور بالأمان، حتى بعد انتهاء الغزو والعودة إلى أرض الوطن لم تتوقف هذه الظاهرة، التي انتشرت بعد ذلك كالنار في الهشيم، بين الخليجيين عموماً، ثم انتقلت إلى العراقيين الذين اكتظت بهم مدينة السادس من أكتوبر على سبيل المثال، ثم الليبيين في الإسكندرية، أو السوريين بالقاهرة.
وأوضح سلامة أن كل المؤشرات تؤكد أننا أمام مأزق خطير، كان يجب التعامل معه مبكراً، من وجوه عديدة، أهمها طمأنة أصحاب رؤوس الأموال، بعد أن كان التوجس واضحاً منذ اليوم الأول للحوار معهم، طمأنة الشعب بكل فئاته على المستقبل من خلال إجراءات تُبرهن على ذلك، على أرض الواقع، وليس مجرد شعارات فقط: «هانبقى أد الدنيا»، و«هاتشوفوا مصر».
وقال سلامة إن النظام المصري “الانقلابي” لم يكن واضحًا في القضايا المصيرية للأمة، ومستقبل الأبناء والأحفاد والذُرية، حيث لم تعد هناك ثقة في استمرار توافر مياه الشرب، في ظل تلك الإجراءات الإثيوبية- الإسرائيلية على النيل، لم تعد هناك ثقة في مستقبل أفضل نتيجة ذلك التدهور الحاصل للاقتصاد والانهيار الحاصل للعملة المحلية، لم تعد هناك ثقة في العدالة الاجتماعية، نتيجة ذلك الفساد الذي ينخر في أوصال المجتمع، دون مواجهة حقيقية، وتلك المحسوبية وانعدام الشفافية في أي شىء وكل شىء تقريباً.
واختتم مقاله قائلا: “بالتالى من الطبيعى أن تكون الهجرة هي الحل، هجرة الأموال مقدماً، هجرة الأفراد فيما بعد، ممثلة في الأغنياء الذين لديهم القدرة على ذلك، هجرة الطبقة المتوسطة بعد ذلك، التي سوف ترى في بيع ما تملك حلاً لا بديل عنه، بينما هجرة الفقراء أساساً لم تتوقف يوماً ما، في إطار البحث عن فرصة عمل هنا أو هناك”.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *