الرئيسية / المقالات / حوار مع حائر بقلم: محمد عبد القدوس
محمد عبدالقدوس

حوار مع حائر بقلم: محمد عبد القدوس

تعبير أعجبني لإمام عصره الشيخ محمد الغزالي “الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر خائب”! واراهن أن الدهشة طرأت على وجهك وأنت تقرأ هذا الكلام وتسألني يعني إيه؟

وشيخنا الغزالي رحمه الله حلت ذكراه قبل أيام، فقد توفي في 9 مارس من عام 1996م، وهذا اليوم بالذات له مكانة كبيرة في تاريخ بلادي؛ حيث كانت بداية انطلاق ثورة 1919 التي نجحت في تغيير وجه مصر! ويالها من مصادفة أن يلقى إمام عصره ربه في هذا اليوم، فقد ثار أيضا على كل من يشوه إسلامنا الحديث وسعى إلى تقديم الإسلام الصحيح الذي يتفق والعصر الحديث وكل العصور أيضا.

ورأى شيخنا الغزالي بحق أن التدين الفاسد يشوه الإسلام كله، بل إن انتشار الانحلال والإلحاد والبعد عن ربنا يأتي كرد فعل على هذا التدين الذي لا يتفق مع تعاليم السماء، فالمسلمون عندهم دين عظيم، لكنهم لا يعرفون كيفية تسويقه إلى العالم، وفشلوا في تطبيقه على أنفسهم أو إقامة مجتمعات إسلامية تكون قدوة لغيرها.

وهذا هو المقصود من تعبير “الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر خائب”!

وإذا طبقنا هذا الكلام على الواقع فستجد مظاهر لا تخطئها عين للإساءة إلى الإسلام.. انظر حضرتك إلى هؤلاء الإرهابيين الذين ينطلقون في سفكهم للدماء من منطلق ديني! إنهم يمثلون التدين الفاسد بأبشع أنواعه!

ومن جهة ثانية فإن هناك طائفة من المتدينيين تجري كلمة “حرام” على لسانهم مثل السلام عليكم!! تجدهم غلاظا شدادا يعبرون عن التدين الفاسد أروع تعبير!! ويرتبط بهؤلاء أناس من المتدينيين عندهم فصل كامل بين عباداتهم وسلوكهم! والغريب أن هذا هو بالضبط ما يدعو إليه الفكر العلماني الذي يزعم أن الإسلام مجرد عبادة ولا صلة له في شئون الدنيا!! وجاء هؤلاء بفكرهم المعوج ليؤكدوا تلك الأكاذيب الصادرة من أعداءهم!! ترى الواحد منهم يستحق عشرة على عشرة في عبادته وصفر في تعاملاته مع الناس!

ومن مظاهر التدين الفاسد كما شرح شيخنا الغزالي رحمه الله عدم ترتيب الأولويات، فمثلا قيام الليل سنة بينما عمل الإنسان فريضة! لكنك ترى من يقضي ساعات طويلة يناجي ربه ثم يذهب إلى عمله والتعب والإرهاق يحاصره، فلا يستطيع أن يعمل بما يرضي ربنا! وترى من يلطع الناس ومطالبهم أوقات طويلة لأنه مشغول بصلاة الظهر وضميره مستريح تماما لهذا الأمر!!

ويؤكد الشيخ الغزالي رحمه الله، أن عقلية الرجل الشرقي متأصلة تماما في هذا التدين الفاسد! فهو في بيته بمثابة فرعون يريد أن يكون سيدا على امرأته بحجة قوامة الرجل على المرأة، ولا مانع في سبيل ذلك من ضربها بحجة أن القرآن يسمح له بذلك!! فهل هذا معقول؟!

وأخيرا فإن الإسلام دعا إلى التقدم بينما نجد الغالبية العظمى من دول العالم الإسلامي ينتمون إلى العالم الثالث.. وهو تعبير “لطيف” للعالم المتخلف!! والأمية منتشرة بينهم! فإذا وجدت مدنا منظمة ونظيفة في بلاد الإسلام فهذا يعد من العجائب أو الاستثناء!!

ومن جديد صدق شيخي وأستاذي عندما قال إن التدين الإسلامي الفاسد من الأسباب الأساسية لانتشار الإلحاد والانحلال! وكلامه صحيح وهو يقول: الإسلام بضاعة ثمينة وقعت في يد تاجر خائب!.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *