الرئيسية / الاخبار / أخبار عامه / لن أترك بلدي.. “أميرة عراقي” ترفض منحةً دراسية بقطر قدّمها حارس مرمى نادي الريان السابق

لن أترك بلدي.. “أميرة عراقي” ترفض منحةً دراسية بقطر قدّمها حارس مرمى نادي الريان السابق

“لن أترك بلدي لأسباب سياسية أو مالية”، هكذا كان ردّ الطالبة أميرة عراقي التي احتلت المركز الأول مكرّر في شهادة الثانوية بمصر، وابنة القيادي الإخواني الدكتور إبراهيم عراقي، على عروض تلقّتها لاستكمال تعليمها الجامعي بالخارج، بعد البلاغات التي قدمت ضدها، للمطالبة بمحاكمتها بتهمة الانتماء إلى جماعة “إرهابية.

وخلال الأيام الماضية تلقت أميرة العديد من العروض لاستكمال تعليمها الجامعي خارج مصر، وذلك بعد المخاوف من تعرضها للسجن، على خلفية بلاغ تقدم به المحامي سمير صبري الإثنين 25 يوليو/تموز 2016 إلى النائب العام طالب بمحاكمتها بتهمة “الخيانة والانضمام لتنظيم إرهابي والتطاول على رئيس الجمهورية”، عقب إعلانها رفضها لمقابلة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو الأمر الذي تبعه أيضاً هجوم إعلامي.

 

تفاصيل العرض القطري

 

أحد أبرز العروض وضوحأ، ذلك الذي تلقته أميرة من حارس مرمى نادي الريان القطري السابق حمد مبارك الهاجري، والذي أعلن عن رغبته في مساعدة أميرة وتقديم منحة دراسة لها بإحدى الجامعات القطرية تشمل كافة المصاريف من تعليم وإقامة وغيرها من الأمور.

وعن سبب تقديمه للعرض، أكد الهاجري في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن العرض يقدمه لفتاة “تستحق الوقوف بجانبها بسبب غياب الأب في سجون الانقلاب”، على حدّ وصفه.

وأضاف أن هذا العرض هو كرسالة بأنه “إن غاب الأب فنحن جميعاً آباء لها، فهي تستحق ذلك، وقمت بتقديم العرض عن طريق وسطاء، حيث كنت أخشى أن أقوم بالاتصال بها فيتسبب هذا ببعض المشاكل لها ولأسرتها الكريمة خصوصاً أن المكالمة من قطر التي هي داعمة للإرهاب في نظر حكومة السيسي”.

وأوضح الهاجري، أن عرضه مازال قائماً، ويمكن تفعيله في أي وقت ترغب الأسرة به، وذلك “رغم الرسائل التي وصلتني من الوسطاء، بأن الأسرة اعتذرت عن قبوله وليس لديها أزمة مالية”.

 

موقف الأسرة

 

وقالت أميرة في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي”، إن هناك بالفعل وسطاء أبلغوا الأسرة بالعروض المختلفة التي تقدّم بها عدد من الشخصيات، ومن ضمنها العرض القطري، إضافة إلى عرض تركي، وتضمنت جميعها تحمل التكاليف المالية بالكامل، لتكملة مسيرة التعليم الجامعي خارج مصر.

تقول أميرة “أنا وأسرتي موقفنا واضح، وهو رفض أي عروض للتعليم بالخارج على نفقة آخرين، وذلك مع كامل تقديرنا لمشاعر هؤلاء التي دفعتهم لتقديم تلك العروض”.

وأشارت إلى أنها لم تسمع بالعرض الأميركي الذي تقدم به أحد الأطباء بالولايات المتحدة يدعوها فيه إلى الدراسة في إحدى أكبر الجامعات الأميركية، مضيفة أنها لن تستطيع الحكم عليه إلا بعد معرفة تفاصيله من الناحية “العلمية”.

وذكرت أنها سوف تسير على خطى الوالد وإخوتها، وستضع كلية الطب على رأس ورقة التنسيق الخاصة بها، وأن الجامعة الأقرب ستكون غالباً جامعة المنصورة، ولكنه ليس القرار النهائي، منوهة إلى أنها لن تغادر مصر للخارج إلا إذا كانت هناك فرصة للدراسة العلمية في مستوى أعلى، “كمنحة أو جامعة عريقة تقبل أوراقي، على أن تكون تكلفة هذا الأمر على حساب الأسرة بالكامل”.

 

خلافي مع السيسي حباً في مصر

 

وفي تعليقها على الهجوم الذي تعرضت له خلال الفترة الماضية من بعض وسائل الإعلام المصرية، قالت أميرة، “إنني أحب أن أرسل رسالة إلى الجميع وهي أنني أسير على درب والدي في حب مصر، وأنني عندما أختلف مع شخص السيسي فهذا من أجل مصر، وليس خلافا مع بلدي، وأنني عندما أحب أو أكره فهذا في حب بلدي”.

وأوضحت أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقبل أي إنسان يمتلك مشاعر بداخله أن يتعرض شخص للظلم، والمعاناة الإنسانية، وتضيف”حديثي عمّا تعرض له والدي ومن معه من معتقلين يمثلون أطياف مصر السياسية، كان حديثاً عن أزمة إنسانية، وهو الدافع لرفضي لقاء شخص أرى أنه من تسبب في معاناة هؤلاء ظلماً”.

في حين قالت والدة أميرة، إن تاريخ زوجها في رفض الإغراءات المالية معروف، وجميع زملائه يعلمون كم هي الفرص التي عرضت عليه من دول الخليج للعمل بها، ولكنه رفض وفضل البقاء بمصر.

وتضيف “وعندما خرج من السجن أول مرة، كانت أمامه فرصة السفر خارج مصر، إلا أن الدافع الوحيد الذي جعله يرفض ذلك هو حبه لمصر، والذي يفوق أي شيء إنساني بداخله فكان مصيره السجن مرة أخرى”.

وذكرت في تصريحات خاصة لـ”هافينغتون بوست عربي”، أن أميرة لن تسافر للخارج إلا إذا ذهبت إلى جامعة أفضل علمياً، وعلى حسابنا، معربة عن تقديرها لمن يفكر في تقديم المساعدة لها ولأسرتها، ولكن زوجي من محسبه، أكّد علينا ما نعرفه منه قبل محبسه، أننا لن نقبل مساعدة مالية من أحد.

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة: الوضع في ليبيا غامض وقلقون بشأن المدنيين المحاصرين بمحيط طرابلس

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها تجاه المدنيين المحاصرين في مناطق الاشتباكات بمحيط العاصمة الليبية طرابلس، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *