الرئيسية / المقالات / المرأة التي يريدون كتبه عامر شماخ

المرأة التي يريدون كتبه عامر شماخ

من إثارة الجدل حول الحجاب واعتباره عادة لم ينص عليها القرآن، إلى محاولات تقنين منع النقاب ورمي من ترتديه بالبهتان، وأخيرًا الخوض فى ميراث المرأة وتبديل شرع الله، محاولات لا تتوقف لإفساد المرأة المسلمة؛ لأن فسادها يعنى فساد المجتمع بكامله، وهدم نواته (الأسرة).

وهذه الغارة بدأت منذ رحيل المحتل الأجنبى، الذى لم يتخذ قرار الرحيل إلا بعد تمكين وكلاء له من سدة الحكم؛ فظهرت منذ عشرينيات القرن الماضى دعوات لتعرية المرأة، وقد ألبسوا هذه الدعوات ثوب الحرية والحضارة، واستعانوا فى ذلك بنسوة متفرنجات للقيام بدور الضحية، قمن بالطعن فى دستور السماء، متهمات الشرع بالظلم والتقصير.

وقد لاقت هذه الدعوات الماجنة رواجًا كبيرًا لأسباب عدة؛ على رأسها أنها مدعومة من رأس السلطة، وأن القائمات بها ممن اصطبغن بصبغة الغرب -والغرب وقتها كان مصدر انبهار وعجب- فضلاً عن امتلاك هؤلاء وأولئك لمصادر الإعلام المتمثلة وقتها فى الصحافة والنشر، وكانت تلك الوسائل فى أوج تألقها وثورتها، يديرها -فى الغالب- شوام غير مسلمين، فتبنوا تلك الأفكار، وراهنوا على إشاعتها حتى تصل إلى العامة، وقد نجحوا -بالفعل- إلى حد كبير؛ إذ كانت الطبقات العليا فى المجتمع -وهى التى تحكم وتؤثر- على قناعة بما جاء به هؤلاء التغريبيون من فساد وشطط.

وإذا كان العلماء والحركات الإسلامية قد انبروا لتلك الدعوات وأغلقوا عليها منافذها فيما بعد، وناظروها وكبتوها فإن ورثتها لا يزالون فينا، يطلون علينا كل فترة كفأر مختبئ فى أغراض بيت مزدحم ينتظرون أى ثغرة تُفتح.. وليس ثمة ثغرة أفضل من تلك التى فُتحت لهم عام 2013 وبشرتهم ببدء الحرب على الدين، وهم لن يجدوا أحدًا ألين عاطفة وأشد حماسًا من المرأة؛ فيأتونها من باب الإغراء بالإنصاف والمساواة، ومن باب الحريات والحقوق، وهم يعلمون أن الله أعدل وأرحم بها منهم، لكنهم يريدون انقلابًا على الشرع واقتحامًا لحصن الدين، ولا يرون -فى نظرهم- بابًا يُقتحم أضعف من باب المرأة.

وإذا كانوا يبذلون الوسع لحرب الدين من باب المرأة المسلمة؛ فإنهم لا يتركون شعبًا ولا واديًا إلا سلكوه لأجل الوصول بها إلى شكل وصيغة يريدونها، إنهم يريدونها زاهدة فى الدين، كارهة للإسلام، لا تدين سوى بالجنس والشهوات، والمادة والمتع، تكون كالرجل فى كل شىء؛ فى الملبس والعمل والحركة، وفى خشونته وحدّته وصلادة قلبه، تخرج كما يخرج فى أى وقت تشاء ولأى مكان تريد، لا تخشى سمعة ولا تبالى لريبة، تحمل وتضع فلا تُسأل عن نسب وليدها، ولو فعلت ذلك عشر مرات أو مائة مرة لا يقال لها لم فعلت هذا.

إن الله –تعالى- كرم المرأة وجعلها فى حمى الرجل وفى قعر عينه، أمًا وزوجة وبنتًا وأختًا، لكنهم يريدونها دمية جنسية، يستلمها رجل فينهشها، ثم يلقيها لآخر حتى تصير كمكب قمامة لهؤلاء الأوغاد، وقد تلبستها حالة من ضياع العقل فلا تدرك ما يُفعل بها، وإذا أفاقت من سكرها وجدت نفسها فى وحل لا تستطيع الخروج منه وقد صار فى رقبتها أبناء حرام كأجراء الحيوان، تسعى عليهم -ككل أم- فلا تقدر على إشباعهم فتعود إلى دائرة الحرام، وقد تخلى عنها الرجل الحقيقى الذى لفظته لما سمعت كلام الملحدين، فلم يبق يحوم حولها سوى ذئب آدمى جائع يلتهم منها ما يقدر عليه ثم يعود فى يوم تال إلى غيرها ممن هن على شاكلتها..

وإذا كان الضالون يتطلعون إلى امرأة الغرب، ويعدون ويمنون نساءنا بها؛ فأسوق إليكم وضع هذه المرأة الغربية (المسكينة)، وقد أنجزت بحثًا -فى وقت سابق- أسميته «المرأة فى الغرب.. السلعة بلا ثمن» هالنى ما صادفنى من حال هذه المرأة التى أضحت فى منزلة غير إنسانية بالمرة؛ فهى إذا عملت أكلت، وإذا لم تعمل جاعت، والأرقام الرسمية الغربية تؤكد أنها اشترت الوهم حين دفعوها إلى العمل خارج البيت، فلا هى حافظت على بيتها ولا نجحت خارجه، ولا زالت فى خوف وقلق بعدما فقدت الأمن، وبعدما تخلى عنها الرجل بعد إفسادها وقد (اشتراها لحمًا وألقاها عظمًا)، وهناك تعاسة تسكنها؛ لخواء قيمى وأخلاقى، وهناك عدم ثقة فى مجتمعها، فصارت تصادق الحيوان وتسعد بتربيته حيث هو الأوفى -فى نظرها- من الإنسان.

إن شهادات الغربيين المنصفين أنفسهم تؤكد أن بنات جنسهم مخدوعات بشكل كبير، وأن المرأة عندهم سقطت فى أفعال قذرة، ولا نجاة لها إلا بالإسلام الذى حافظ على المرأة وأعلى شأنها، وأن ابتذال بناتهم هو الذى صرف عنهن الرجال ورغبهم فى الشذوذ، وأن امرأة بلا كرامة هى امرأة بلا روح أو حياة.

شاهد أيضاً

ترزي القوانين وتعديلات دستور العسكر!! كتبه عزالدين الكومي

“فتحي سرور” الذي تجاوز الثمانين من عمره، تاريخه معروف،فهو أحد أعضاء التنظيم الطليعى الناصرى، وبعد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *